الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغير والتطوير سنة الحياة

دروست عزت

2013 / 11 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



هذه هي الحياة منذ الخليقة وهي تدور بالفقير والغني .... ولكل منهما مجهوله من القدر .... قد يصعد الفقير درجات ِ وقد يهبط الغني درجات ِ.... ولكن تبقى سنتها في التغير والتطوير في كل زمان ٍ ومكان ٍ حسب ما يصل إليه نمط العيش فيها ....
فالطبيعة وما فيها يتطور أفقياً وعاموديا .... والمجتمعات تتغير وتتوالد من بعضها البعض وبذلك لا يدوم شيئاً على حاله نتيجة التفاعل بين الكائن والكائن, والكائن والطبيعة.... فتتطور الحياة بكائناتها المتحركة والجامدة .... وبالتطور يتغير الموجود .... وبالتغير لا يبقى شيء كما هو موجود ٌ....

وهكذا يكون الصراع بين المجتمعات الكبيرة أيضاً في تصاعد ٍ وهبوط ٍ .... فهنالك أممٌ أندثرت برغم جبروتها وهيبتها نتيجة التغيرات فيها وعليها وبذلك لم يبقى منها غير الأسم .... وهنالك أممٌ أيضاً أقامت كياناتها من لا شيء نتيجة التطور والتغيرات والصراعات والمصالح في زمانها ومكانها ....

فالتغير ليس غريباً على من يؤمن بقوانين الحياة وطبيعتها .... و ليس غريباً على من يؤمن بالتطور .... فالشعب الكوردي يناضل ضمن هذه التغيرات والسنن والتطور من أجل أن يغير واقعه ويحقق ما يناسبه من الحياة ضمن حقوقه المشروعة لأنه يؤمن بقانون التغير والتطوير في المجتمعات ومستوى الذهنية ولعبة المصالح في هذه التغيرات التي تحدث في المنطقة ....

أما من لا يقبل بالتغير ولا يؤمن بالتطور .... بالتأكيد هم من يرفضون ويعيقون التطور والتقدم وهم من الذين يغمضون أعينهم عن الواقع وينسون تطور الحياة من خلال الطبيعة ومكوناتها المتحركة والغير متحركة .... كما أنهم يخطأون بحق أديانهم بالذات والتي توالدت هي من بعضها البعض نتيجة التطورالذهني في مجتمعاتها بسبب الحاجة والعلاقات والصراعات والغزوات وأندماج المجتمعات ببعضها البعض نتيجة سيطرة القوة أوالمال أوالعاقل عن طريق القوانين والإدارة في المجتمعات ....

وكل من يرفض ذلك يرفضونه كي يبقوا على ما هم عليه من مكتسبات ذاتية وشخصية و التي وصلت اليها بطريقة ما .... إما دينية أوسياسية أواقتصادية أو أجتماعية .... هؤلاء هم الذين يعرقلون السنن والقوانين في العلاقات التي وصلت إليها المجتمعات نتيجة التفاعل والنمو في الشكل والمضمون اللَذَيَنْ يلغيان مواقع هؤلاء الوصوليين والمتسلقين ....

والذي يعيق ذلك قد يبقى طويلاً نتيجة عقليته الجامدة وذهنيته الخامدة وبسبب من يحيطونه أو متأثرين به ولكنه يلتغي بالتدريج نتيجة التأكل بين القديم والجديد وحاجة الإنسان وألتجائه إلى ما يخفف عنه ويقويه ويحسن من واقعه ومستوى معيشته الذي هو فيه .... وأخيراً تبقى سنن الحياة هي الفارضة بمقدار التفاعل والمصالح والحاجة المجتمعية إلى الأستقرار في مراحلها الزمنية والمكانية ....

ومن لا يَقْبَلُ بها فهو لايُقْبَلُ منها .... ويبقى كصخرة في منتصف الطريق فأما يُزاح عنه وإما يُفتت تدريجياً وأما يُداس ويسير عليه حتى يتساوى بالأرض .... لأن عدم التفاعل مع روح الحياة في التغيرات والتبدلات يعني عدم التفاهم مع الواقع...

فالقوى التي تفكر بذهنية قديمها وتريد أن تحل المشاكل بتلك الذهنية البائدة فهي لم تعد مقبولة بتاتاً لا داخلياً ولا خارجياً ولا تمس الواقع بشيء .... فالعقلية التي تتقبل الواقع هي العقلية التي يُعتمد عليها في الحلول و في المستقبل ....

فحل القضية الكوردية في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً هي إحدى مرتكزات النجاح الاستقرار .... فلا ديمقراطية بدون الأعتراف بحقوق الشعب الكوردي ككيان له أستقلاليته على أرضه ضمن العيش المشترك .... ولا أستقرار فيها بدون أستقرار وضع الشعب الكوردي كشعب يحب الحرية والحياة .... إلى جانب وضع حلٍ ديمقراطيٍ لجميع المكونات الآخرى التي تعيش في سوريا والمنطقة بروح ٍ من الأحترام والأعتراف ....

إذاً لا بد من التغير في الذهنية والتفكيروالقبول بالتغير لتتم الحلول والسبل للوصول إلى التفاهم معاً إلى حياةٍ يعيش الكل فيه بسلام ومحبة وبروح التأخي والعدل والمساواة في بلد ٍ حر ٍ ديمقراطي ٍ تعددي ٍ مدني ٍ لا سطوة لأحد ٍ على أحد ....

دروست عزت – مرسين
24-11-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو