الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الثورة - 8 - صراع الإرادة الشعبية

محمود حافظ

2013 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ثورة الثلاثين من يونيو2013 م ماهى إلا تعبيراً عن إرادة شعب وهذا الشعب يكمن بداخله موروث تأصل فى جيناته الوراثية هذا الموروث الشعبى هو حالة السلمية فى ثورته فثورة هذا الشعب العريق لاتجنح إلى العنف فالإرادة الشعبية المصرية دوماً هى فى مسار السلمية هكذا كانت الثورات المصرية فى عهد الحداثة فكما كانت ثورة 1919 م ثورة بدأها الشعب المصرى بالتوقيعات لمن يمثل الأمة كذلك كانت ثورة يوليو ضد الملك والذى قام بها الجيش المصرى لم ترق فيها نقطة دم واحدة وهنا يبدو هذا الجين السلمى فى أسمى بهائه حيث ينتفض الجيش أى القوة المسلحة لتفرض إرادة التغيير دون أن تستخدم ما بيدها من سلاح هذا ما تجلى فى ثورة 25 يناير 2011 م حيث ثارت جموع الشعب المصرى ضدالحاكم المستبد ولم تسع هذه الجموع الشعبية إلى العنف وما تم ممارسته من عنف كان بعيداً عن روح هذه الإرادة الشعبية هذا العنف الذى حاول أن يمتطى إرادة الشعب المصرى ولكن هذه الإرادة التى تم أسرها إلى حين إنتفضت لتلقى بالعنف وأصحابه بعيداً عنها وتثبت أن جينها السلمى هو المحرك الأساسى وتخرج الجماهير الغفيرة بملايينها التاريخية والغير مسبوقة فى هذا العالم لتعطى فى الكون بؤرة ضوء أن ملايين الشعب المصرى عندما تثور وفى مرحلتها الثورية لاتراق الدماء هذه هى إرادة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو وفى الثالث من يوليو وفى السادس والعشرون من يوليو2013 م هذه الملايين المحتشدة فى هذه الأيام كانت بمثابة عملية تنقية دماء الثورة من العنف الذى أضربها فى ثورتها المجيدة ثورة 25 يناير 2011 م .
وإذا كانت مصر هى الكنانة هذا الإكتشاف العظيم للموروث الدينى الإسلامى والذى عبر عن تاريخ هذه الحضارة الذى جعل لمصر ولشعب مصر منه قوة تحميه فكانت هذه القوة هى جيش مصر العظيم الذى يحتمى به الشعب المصرى كصمام أمن وطنى وضابط لإستخدام العنف .
فما لبثت أن نقت الثورة المصرية نفسها من العنف حتى ناصبها رواد العنف العداء وما زال هذه الفيرس العنفى ينخر فى جسد هذه الثورة هذا الفيرس العنفى هو وكيل العنف العالمى الذى دوما كان يسعى لفرض إرادته وسيطرته على مقدرات هذا الشعب وكسر إرادته مستغلاً هذا الجين المتأصل جين السلمية فقد كانت مصر دوما مطمعاً للمحتل سواء كان القادم العنيف من شرق أسيا قديماً أو القادم المحتل من غرب أوربا حديثاً .
هذا المحتل كان قديماً وحديثاً طامعاً فى مقدرات هذا الوطن ومقدرات هذا الوطن تكمن فيما يحتويه قديماً من خصوبة تنتج زرعاً يطمع فيه أصحاب الأرض الجدباء أو موقعاً يتوسط العالم ليربط أطرافه المترامية بعضها ببعض وليس غريباً أن تكون مصر هى ثانى دولة فى العالم تدخلها السكك الحديدية بعد إنجلترا الأولى كان هذا بسبب هذا الموقع العبقرى لشعب عبقرى فدوماً عبقرية المكان تنتج أسمى ما فيه وهو الجنوح للسلم هذا الجنوح هو الشكل الأرقى للحضارة الإنسانية ودوماً يصطدم هذا الجنوح للسلم بالوكلاء الحصريين للطامع المحتل فى صوره المتعددة طبقاً لموقعه الحضارى .
وهنا وبعد هذه المقدمة نبذل جهداً فى قراءة واقع مصر الثورة مابعد الثلاثين من يونيو مصر الذى إنتفضت ضد الوكلاء الإمبرياليون لتحقق إستقلالها السياسى والذى لابد منه حتى تحقق ثورةال25 من يناير أهدافها المعلنة والتى ثار الشعب لتحقيقها وهى الحرية والعدالة الإجتماعية فكان لابد من حرية القرار المصرى بقطع العلاقة أولاً بإزاحة الوكيل الحصرى للمحتل حتى ثانياً بإنهاء هذه التبعية السياسية للإمبريالية العالمية والتى يمثلها الإمبريالى الأمريكى فالشعب الذى خاض معركة سلمية حتى أسقط حكماً ديكتاتورياً مستبداً قمع هذا الشعب لمدة ثلاثين عاماً وكان وكيلاً حصرياً للإمبريالية هذا الشعب هو نفسه نفسه هو الذى ثار ليعزل حكماً بديلاً فاشيا إستولى على السلطة فى غمار التحرك الشعبى ضد الإستبداد ثم أضحى الشعب ليجد نفسه خارجاً من مرحلة إزاحة الإستبداد المركزى واقعاً كصيد ثمين بين براثن إستبداد أشد قسوة وعنفاً وهوالإستبداد الفاشى لهذه الجماعة الفاشية التى إتخذت من الدين ستاراً .
هل يكفى لمصر الثورة بعد الثلاثين من يونيوأن تعلن إستقلالها السياسى بالقضاء على أشكال الإستبداد الوكيل الحصرى للمحتل وهل هذا الإستقلال نتيجة أم سبباً فالإستقلال السياسى مرحلة تاريخية لكسب جولة فى الصراع فالصراع هو الشكل السياسى لأسباب كامنة هذه الأسباب تكمن فى مقدرات هذا الوطن كما أسلفنا سابقاً أى فى نشاطه الإجتماعى الذى تمثله الإرادة الشعبية فى صراعها الأزلى مع الطبيعة لإستمرارسيرورة الإنتاج إن خوض هذا الصراع فى البناء الإقتصادى هو الكامن فلابد أن تستقل إقتصادياً حتى تؤبد إستقلالك السياسى .
من خلال هذه القراءة يبدو لنا الأمر واضحاً جلياً فيما تواجهه الإرادة الشعبية المصرية من صراع صراع تديره من خارج الوطن القوى الإستعمارية بحلفائها الوكلاء الحصريين وصراع فى الداخل يمارسه هؤلاء الوكلاء بهذا الضخ فى المنابع التى تضخ المزيد من الأموال لتذكية هذا الصراع .
لقد خاضت الإرادة الشعبية صراعاً مع دولة مبارك البوليسية حتى أصبح الأمن نصيراً لهذه الإرادة واليوم تخوض الإرادة الشعبية صراعاً مريراً مع الفاشية التى تتستر بالدين سواء فى سيناء حيث تكمن القاعدة أو فى أماكن بعينها فى الداخل المصرى وما نراه من صراع مع جماعات الإخوان والقاعدة فى الجامعات المصرية وخاصة جامعة الأزهر الشريف لهو شكل من أشكال الصراع المحتدم الآن .
إن التدمير الذى تمارسه هذه الجماعات الفاشية فى الإقتصاد المصرى هو ممارسة صراع لإخضاع الإرادة الشعبية لصالح الفاشية والإستعمار فهذا التأييد من القوى الإستعمارية التى وصفت ثورة الشعب المصرى بالإنقلاب هو نابع من صراع هذه القوى للحفاظ على مصالحها الإقتصادية فى السوق المصرى وأطرافه هذا السوق الذى يتماهى فيه أنصار النيوليبرالية وهم الطبقة الحاكمة فى عهد مبارك مع هذا التيار المدمر للبنية الإقتصادية فتعطيل السكك الحديدية وضرب السياحة وإغلاق المصانع وتسريح العمالة هى أشكال من ممارسة الصراع لتخريب الأقتصاد المصرى فما زال الصراع محتدماً بين الإرادة الشعبية كطرف والقوى الليبرالية السوقية مع حلفائها من الفاشية المتمسحة بالدين وما تمارسه القوى الليبرالية من بروباجندة إعلامية ومن سيطرتها على لجنة الخمسين لوضع الدستور لهو شكل من الصراع وما تمارسه السلطة الحاكمة الآن والمسيطرة فى تشويه صورة العدالة الإجتماعية فى الحد الأدنى والأقصى للأجور هو شكل أيضاً من ممارسة الصراع مع الإرادة الشعبية هذه الإرادة التى تتمسك بأهداف ثورتها فى تحقيق العدل الإجتماعى .
إن ممارسة هذا الصراع الذى إنتقل من الوضع الوطنى إلى الوضع الإقليمى وتدخل بعض دول الإقليم فى الصراع المحتدم كإمارة قطر الوكيل الحصرى للإمبريالية العالمية الأمريكية بمناصرتها للجماعات الفاشية والضخ الإعلامى من خلال قناة الجزيرة لتزييف الإرادة الشعبية لهو شكل آخر من أشكال الصراع كذا هذا التدخل فى الشأن الوطنى القائم بأعمال الخلافة فى تركيا والذى أضاع الشعب المصرى حلمه المستحيل التحقيق فى إعادة الميت من قبره لإستعادة الخلافة العثمانية وهذا الأردوجان صاحب علامة الأصابع الأربعة التى أصبحت لوجو الجماعات الإرهابية لوشكل من أشكال الصراع وأن مايمارسه الإمبرياليون فى المحيط العالمى وإحتضان التنظيم العالمى لما يسمى بالتنظيم العالمى للإخوان لهو أيضا شكل من أشكال الصراع فالإرادة الشعبية لمصر الثورة والتى أسقطط الأقنعة هى وحدها القادرة بجينها الحضارى الراقى جين السلمية أن تنتصر على على كافة أشكال الصراع هذه الإرادة السلمية هى التى بدأت تغير فى خريطة الكون لمحاصرة التمدد الإمبريالى فقطع خط التبعية السياسية هو الإنتصار الأول وسوف تنتصر الإرادة بتحقيق الهدف الثانى للثورة الذى هو الركيزة الأساسية وهو هدف العدالة الإجتماعية حتى تتحقق الحرية والعدالة الإجتماعية فلابد للإرادة الشعبية أن تقفز من العراقيل التى توضع فى الدستور المصرى ولابد للشعب أن يصوت للدستور بكثافته التى إجتاحت شوارع وأزقة الوطن ولابد من وقفة من إرادة الشعب المصرى هذه الوقفة التاريخية تبدأ بتحديد من هو صديقك ومن هو عدوك من يسيطر على سوقك ومن يريد تنمية هذا السوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حل بسيط فَعَال
هانى شاكر ( 2013 / 11 / 26 - 09:18 )

حل بسيط فَعَال
________

أقتراحى بسيط .. يُحرك ألأمة بعيداً عن ألأقتتال و ألأحتراب .. وفرصة لكل ألأطراف أن تختبر أيديوليجياتها على مهل .. بينما ألأقتصاد و ألأمن يحرزون تقدماَ و أستقراراً

ألمنطقة ( أ ) للدولة ألأسلامية .. محكومة بألشريعة و أمير و جيش قوى
ألمنطقة ( ب ) للبراليين .. محكومة بألقانون ألسويسرى و تحت حماية ألناتو

ألأتفاق على مؤتمر توحيد للبلاد ... يُعقد مرة كل خمس سنوات تحت أشراف ألأمم ألمتحدة

...

اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية