الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 6 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ا ( المكتب السياسي – رياض الترك) ثروتان للاستمرار
محمد الحاج ابراهيم
أجمل انقسام تعرفت إليه بتاريخ العمل السياسي كان لحزب مناضل عتيد، حدث ذلك على ضوء انعقاد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي، إذ أن كتلتين رمزيتين غنيتين وراسختين بوجدان الناس تم الطلاق بينهما، هما رياض الترك بما يتحلى به من رمزية وطنية عالية ومواصفات نوعية قلّ نظيرها معرفة وسياسة ونضالا ووعيا وطنيا، مع من لف لفه من كادر يحمل نفس مواصفاته، وذلك بالتوجه الجديد الذي أدى إلى تغيير اسم الحزب إلى حزب الشعب الديمقراطي، وبين الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي، الذي ينحني الناس احتراما لنضاله، لما دفع من أثمان عالية عبر صمود كادره المتميز والمعطاء والنظيف، والذي لايقل جودة عن أمينه الأول بكل المواصفات المذكورة، فحمل رياض ورفاقه اسم الحزب الجديد ببنيته الفكرية والسياسية والتنظيمية الجديدة المتجددة ،وبقي رفاق الأمس في مركب الحزب العتيد متمسكين بأسسه الفكرية والسياسية، مضافا لها التنظيمية الجديدة وهم مصممين على المتابعة الوطنية الشريفة.
روعة هذا الطلاق أن كل منهما حمل ثروة لاتُقدر بثمن، ولم يفرز هذا الطلاق غنيا وفقيرا، رئيسيا وثانويا،كما حدث لكل الأحزاب التي واجهت هكذا انقسام، وذلك بخلافات حول المرجعية التي يفترض كل طرف أنه الأحق بها، والحكم بذلك كان للكم لهذا الطرف أو ذاك، هذا الكم الذي كان يحسم الأمور لصالح الطرف الأقوى عددا ،بينما الطلاق الروعة بين الترك والمكتب قام على أسس ديمقراطية، ولا يستطيع المرء التفريق بين الحالتين رغم المسافات بينهما فكريا وسياسيا، إذ أن كلاهما له مصداقيته وحبه في أذهان وقلوب الناس، والاقتناع به كمناضل حقيقي في وسطه الشعبي، لكن الخطورة أن يدخل هذين الحزبين أو أحدهما عناصر جديدة ليس لها تاريخ نضالي ،جاءت لتركب الموجة الشريفة للرفاق، فتخلق بلبلات أعتقد أن وطننا بغنى عنها، لقناعتي أن الحالتين من منبت وطني لالُبس فيه، وما على الرفاق في الحزبين المفترقين إلاّ أن يكبروا بفراقهم دون أدنى مس من أحدهما تجاه الآخر، وهذا ما يزيد طلاقهما عظمة على قاعدة حق كل طرف وكل مواطن باختياره وتوجهه وفلسفته التي يختارها، إذ أن من غير المعقول أن يصغر هؤلاء بخلافاتهم، وهم كانوا ولازالوا النموذج الذي قلما توفر في تاريخ سوريا النضالي والكفاحي دفاعا عن المقهورين بشكل عام، دون تحديد لطبقة بعد أن أصبح الصراع المجتمعي ليس خاضعا لمقولة الصراع الطبقي الذي عرفناه في الأدبيات الاشتراكية، بل أصبح محددا بين قلة غير اقتصادية ناهبة وأكثرية مجتمعية بكل مستوياتها منهوبة عبر كواليس ليست اقتصادية، فلم يعد الصراع اقتصاديا تمثله شريحة الملاك مع الفلاحين، أو أرباب العمل مع العمال، بل أصبح اقتصاديا من خلفية سياسية انتهازية بغطاء أمني مخابراتي، ساهم إلى حد بعيد بإحداث صراعا من نوع آخر، لذلك أعتقد أن رياض ورفاقه وجدوا أن القضية لم تعد صراعا طبقيا صرفا، بل أصبحت قضية وطنية بتصرف، وهذا بعض من أسباب التغيير نحو الشعب الديمقراطي، لأن الديمقراطية في المجتمع المعطل تكفل تقدم الأكفأ للعودة إلى تركيبة المجتمع الطبيعية غير المشوهة، وهذا يعني أن النضال اليوم لم يعد بروليتاريا، بل وطنيا أمام التحديات الجسام التي يتعرض لها وطننا في الداخل (عبر التزرير المجتمعي والفساد النوعي)، والخارج المصمم على النيل من وطننا خدمة لإسرائيل، وذلك على حساب شعبنا في الحياة الحرة الكريمة، يُضاف له التفكك العربي بأسباب سياسات النظام الرسمي العربي التوفيقية والضعيفة، وتحكم الغرب بمصيرنا بمنع أية حالة تنمية وطنية في بلادنا،لإبقاء سيطرته التي لايستطيع تحقيقها إلاّ بتحقيق حالة مزرية من التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو مانعيشه سياسة واقتصادا ومجتمعا والأهم ثقافة المواطنية المفقودة كتاريخ لم نعهدها فيه، وهي المسألة الضرورية للانطلاق نحو تحقيق وطنا لجميع أبنائه، متحررين من الاحتكار السياسي والاقتصادي وغير ذلك من الاحتكارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف