الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصواتكم دليل عقولكم

محمد فريق الركابي

2013 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اصواتكم دليل عقولكم

ما من بلداً من البلدان العربيه تحطم اجتماعياً و سيطرت عليه خرافات الماضي و صراعات تأريخيه عتيقه كالعراق الذي كان دائما محطةً من محطات التحول نحو الاسوأ و انعدام الفكر الصحيح و ما من بلداً سيطر عليه الانتهازيين و صائدي الفرص كالعراق الذي كان محط رحال الشخصيات و الاحزاب التي على استعداد دائم لترك مبادئها جانبا مقابل الحصول على السلطه و النفوذ هذا ان كان لها مبادئ من الاساس فالمعروف ان اصحاب المبادئ يموتون دون مبادئهم و لكننا تعودنا على المظاهر و الشعارات الزائفه التي ربما تكون الوسيله لاصطياد بسطاء التفكير اللذين كانوا في الوقت نفسه ضحايا لعقولهم و مخططات قادتهم.

جميعنا عاصرنا الاحتلال الامريكي للعراق الذي كان حاملا لشعار محررين لا فاتحين ظاهرا اما من الباطن فالاصح هو مقسمين لا موحدين و ادلة الاثبات على هذا الكلام كثيره و لا داعي للخوض فيها لانها اصبحت واضحه للجميع و هو امرا طبيعيا فلم نسمع في تأريخ الحروب و احتلال الدول ان محتل جاء لمصلحة البلد الذي احتله فهذا اقرب للخيال منه الى الواقع و لكن غشاوة التخلص من النظام السابق في العراق منعت العراقيين انذاك من معرفة الحقيقه او حتى السعي لمعرفتها و قد حرص الاحتلال على خلق نوع من عدم الاستقرار الدائم في دوله متنوعة الاطياف في العراق و بالطبع بمساعدة من جائوا معه بصفة معارضين ابطال للنظام السابق فكانت اول بذور عدم الاستقرار هي في دستور 2005 الذي نص و بشكلا لا يقبل الشك ان العراق ماضٍ نحو التقسيم فلو نظرنا اول الامر نحو الديباجه التي عملت على تفصيل رداء يليق بالمرحله التي سيعيشها العراق في الاعوام القادمه فهي عرضت معاناة العراقيين ابان النظام السابق كلٍ على حده فنراها تذكر العرب و الكرد و السنه و الشيعه فقد كان بالامكان الاستغناء عن كل ذلك بكلمتان او ثلاث تعبيرا عن ما عاشه العراق قبل فترة الاحتلال و هي و على سبيل المثال لا الحصر (( ما عاناه الشعب العراقي في النظام السابق)) و لا اعتقد ان هذه الجمله تقصي احدا من المعاناة و لكن يبدو ان ما قام بكتابة هذا الدستور كانت له مأرب اخرى.


و مهما يكن من الامر فهو الان واقعا تعايش معه العراقيين بمساوئه و حسناته و ان قلت او كثرت و اصبح في العراق ما يعرف بالنظام و ان دلت المؤشرات خلاف ذلك و لكن انتقلت خطط التقسيم من المرحله النظريه الى العمليه فأصبح في العراق دوله متفرعه الى دويلات صغيره لها شعبها و قد بدا واضحا التقسيم في الكتل التي كانت تتميز بمذهبها الديني لا بمبدئها السياسي و هو (المذهب) اساس لوجودها و سبب قوتها الذي يدعمها في العمل السياسي و من هنا اصبحت العمليه السياسيه في العراق شكليه فقط اما من الناحيه الواقعيه فكانت اشبه بعمليه الثأر فلكل مذهب من المذاهب التي انتجت تكتلا سياسيا ثأرا لدى الاخر و من سيصل الى السلطه فهو الذي ظفر بعدوه و اصبح بنظر انصاره يمثل الله في ارضه فهي في النهايه تتعامل من مبدأ الخلافه التي كانت حجر الاساس في عمليه تغييب عقول الشعب العراقي.

و بعد مضي احد عشر عاما على العمليه السياسيه التي حرص عليها المشاركين اكثر من حرصهم على الشعب نفسه و لم يأتي هذا الحرص من اجل بقاء الدوله او الاستمرار في بنائها او ان بناء الدوله يتطلب التضحيه من قبل الشعب بل كان هذا الحرص من اجل بقاء اصحاب المناصب في مناصبهم و لكن في النهايه نجد ان اكبر كذبه صدقها العراقيين هي العمليه السياسيه التي لم نرى منها أي انجاز يذكر سوى المفخخات و التهجير و سرقة اموال الشعب تحت مسميات كثيره تاره التسليح و تاره البنى التحيه و اخرى مشاريع تنميه الاقاليم و غيرها الكثير و لكن ما كان يلفت الانتباه بصوره عجيبه هو الصمت السائد بين الاوساط الشعبيه التي كانت تكتفي بالتعليق فيما بينها عن فساد هذا المسؤول في الوقت الذي نشاهد المسؤولين في جميع سلطات الدوله التشريعيه و التنفيذيه و حتى القضائيه تخرج لتتهم الاخرين بالفساد و لها الادله ما يثبت ذلك و لكن نشهد أي تحرك سواء كان شعبي او سياسي.


يتحدث الشعب العراقي عن الانتخابات القادمه و عن التغيير الذي ربما سينتج عنها و لكن المفارقه ليست في حديثهم عن التغيير بل في وسيلة هذا التغيير فالبعض من الشعب يعزي اسباب التغيير الى الولايات المتحده الامريكيه التي لها رغبه في تغيير هيكليه الوضع في العراق و البعض الاخر يجزم ان لا تغيير سيحدث بسبب رغبة ايران في بقاء الوضع على ما هو عليه لانه بقائه سيكون لصالحها و كأن الحكومه القادمه ستكون خادمه للولايات المتحده الامريكيه او ايران او غيرهما من دول المنطقه و على العموم ان الانتخابات القادمه لن تكون الاخيره بل ستكون نقطة تحول فاصله في المجتمع العراقي فهم ان كانوا راغبين صراحه في التغيير و الاهم هو وضع بصتهم و توقيعهم في هذا التغيير خصوصا و ان ما يعرف بالعمليه السياسيه و اسرارها باتت مكشوفه لدى الشعب العراقي و اصبح يتناولها دون خوف او رهبه على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا بعد فضيحة غرق المدن بعد الامطار التي سقطت عليها في الايام القليه الماضيه و التي كانت دليلا لا يقبل الشك على فشل الحكومه في ابسط ما يمكن ان تقدمه للمواطن و الادهى من ذلك هو انها (الحكومه) حملت المواطن مسؤوليه ما جرى بحجة عدم تعاونه معها في انجاح المشاريع الخدميه و هو امرا يحتم على العراقيين النهوض و بقوه لتغيير واقعهم و ترك خرافات الماضي و صراعاته جانبا و العمل من اجل الحاضر و التمهيد للمستقبل و هم ان كانوا يخشون القيام بثوره كتلك التي حدثت في دول الربيع العربي التي كانت بعد ثوره عقول الشعوب العربيه فهم (العراقيين) قادرين على صناعة ثوره من خلال اصواتهم لانها دليلا على ان لهم عقول تأبى الذل و تقسيهم الى دويلات همها ان تنتصر على بعضها البعض و ايضا عدم السماح لمن استغل الشعب و امواله و تجرد من انسانيته بالعوده مره اخرى للاستمرار في عمله اللاساني و الذي يصب في مصلحته هو لا الشعب الذي وضع ثقته فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وتطلب المستحيل
علي العبيدي ( 2013 / 11 / 25 - 20:00 )
هيا يا شعبنا العراقي النائم استيقظ وغير الاوضاع!!!! هل انت تحلم صديقي العزيز؟؟؟؟لقد قلتها انت من البدايه ان وطننا لم يحكمه سوى الانتهازيين والفاسدين ماعدا فترتين انتهتا باغتيال رئيس السلطه وهما فترة حكم علي ابن ابي طالب وفترة حكم عبد الكريم قاسم!!!! فبلد تنتشر به الاميه والجهل وتتحكم به الطائفيه والخرافه ابدا لن يستيقظ شعبه ليغير اوضاعه السيئه والرديئه بحكم الانتهازيين !!!
وقد صعقت وانا ارى مجموعه كبيره من هذا الشعب يطالع فديو يظهر فيه رجل عجوز ذو لحيه بيضاء يحمل عصا بيده يضرب بها رئيس الوزراء العراقي واحد قادة الحملات بعد سقوط الانتفاضه الشعبانيه ضد مدينة النجف ويظر فيه ايضا كيف ان الجلاد قد تراجع خائفا وجلا من عصا العجوز الذي هو السيد الصدر الثاني فيما يقوم المتفرجين على الفديو بالتصفيق والهتاف-الله الله انظر ماذا يفعل الصدر بالطاغيه!!!!!
شعب يصدق مايراه في هذا الشريط كما صدق قبله ظهور صورة الصدر في ماء الحنفيه او غيرها من تراكيب الصور ابدا لاتتامل بات يغير اوضاعه وينتخب المثقفين والاكادميين والشرفاء


2 - رد
محمد فريق الركابي ( 2013 / 11 / 25 - 21:18 )
نعم اخ علي كلامك صحيح و لا اختلف معك فيه و لكن لو دققت في عنوان المقال لوجدت الاجابه في سؤالك ((هل انت تحلم صديقي العزيز)) فأنا اخاطب من اصبح يفكر بعقله في ما يجري في العراق من احداث و نزاعات فهو ان اعاد انتخاب المتسبب بها فلا عقل له.

تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا