الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل النقد الأدبي علم ؟

أماني فؤاد

2013 / 11 / 25
الادب والفن



تساؤل يطرح دائما وتبقى الإجابة عليه في حيز المناطق المتحركة ، لا يقين .. منطقة زئبقية غير محددة المعالم .
وربما سيبقى الأمر قائما يحتمل الاجتهاد الدائم ، ذلك لأن للقضية محورين أساسيين : الأول النص الذي هو المادة الأدبية ، وهو الطرف الثابت نسبيا رغم تاريخيته ، والثاني القارئ الذي هو الطرف المتغير دائما ، سواء في ذاته بمراحله العمرية المتتابعة ، وتباين حالاته النفسية حتي في المرحلة الواحدة ، أو في اختلاف جموع القراء . وفي هذه المعادلة يقيم القارئ علاقته بالنص من مواقع متغيرة في المجتمع ، أو في فردانيته .
وتتحدد قيمة النص الأدبي في مجموعة علاقات النص بمراجعه التي يحيل إليها ، وفي مجموعة علاقات تشكل بنيته ، التي هي بدورها تتطور وفق مجموعة من المراجع البنائية والفنية .
1 ــ تنهض قيمة النص الأدبي عند التلقي ، ويظهر معادلها الجمالي ، بواسطة قارئ يقيم علاقات بين النص وما يحيل إليه تجاه العالم حال تشابكه وانصهار موجوداته .
لكن تبقي علاقة القارئ بالنص علاقة لا تنطبق عليه ، وليست هي بالضرورة علاقة الكاتب بنصه ، ولذا يظل النص الأدبي مادة هاربة من كونها موضوع بحث واختبار ثابت كالمواد الطبيعية الخام .
ويستمر النص متغير الدلالات أو باعث لها وفق علاقته بموقع القراءات ، وثقافة القارئ وطبقته ، ومخزونه المعرفي ، وطريقة تناوله للعالم ، فالقارئ طرف متغير في الزمان ، والمكان ، وفي الموقع الاجتماعي .
يظل النص الأدبي هو ذاته ، فهو ليس متغيرا ، كما أن مكوناته البنائية لا تتغير ، لكن يمكننا أن نقول أنه يتحول بتحول موقع قارئه ، ومن هذا التحول تعيش النصوص تاريخيتها ، أي تتعدد مدلولاتها بتعدد موقع متلقيها اجتماعيا وثقافيا ، وبتغير العصور وتطور رؤي العالم .
ولا تكون القراءة للنص تحليلية نقدية بالتماهي مع النص أو الانخراط فيه ، بل باستنطاقه ، وجعله يشي بأغواره ، ومناوشة عوالم إبداعه .
2 ــ نقد النص واستنطاقه له أدواته ، التي هي سبل النظر في هندسة حركة العلاقات بين عناصر بنيته ، وتكونها الشكِّلي المضموني ، وفي ما تنتجه هذه الحركة من دلالات حال وجودها في هذا المركب .
يحتاج النقد إذن لأدوات من حيث هي أحيانا مفاهيم ومدارس وتيارات ، ولكل منها بعض التقنيات المميزة ، ومن خلالها تتمنهج القراءة ، وباختلاف المناهج تختلف وتتنوع الأدوات وآليات تناول النص بالدراسة نسبيا .
يستعين المنطلق التاريخي مثلا ، أو الاجتماعي ، أو المنطلق النفساني ، أو الفنتازي كل بأدواته التي تتفق احيانا وتختلف في أحايين أخرى.
لا يعد النقد المنهجي عملا آليا ، ولا التزام حرفي بأدوات المنطلق ومفاهيمه ، بل يُعني بجانب التذوق وكشف مناطق المتعة الفنية بالاستعانه بمعارف مفهومية ، ترسم سبل كشف النص.
القراءة المنهجية هي تسلح بالمعرفة ، لصالح النص ذاته ، من حيث هو نص ينبني بتقنيات تشكَّل قواعد وقوانين وجوده ، كما تخوُّله ممارسة وظائفه .
للنقد كما أراه جدران متحركة غير نمطية ، أفكار وأدوات قابلة للتجدد والمراجعة الدائمة .
النقد هو الجسر المثقف الممنهج دون جمود بين النص والقارئ ، المتسلح بروح متذوقة مثقفة ، محبة للنص الأدبي حالة تميزه ، المستنطقة لخصوصيته ، والباحثة عن إمكاناته التي أوجدها أو قصر فيها ، الرابطة بين النص وعالم تخلَّقه ، المستشرفة أحيانا لحركة الإبداع فيما سيأتي..
تراه علما متحركا ، قابلا للتجدد والإضافة الدائمة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان