الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القائد والشعب ... والجنس المعنوي

مصطفى ساهي

2013 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


القائد والشعب ... والجنس المعنوي – مصطفى ساهي
من بين كل شيء مستحيل ، يحدث المستحيل الذي لانتمناه ، ومن خلال كل السنوات الماضية رأينا وعشنا وسمعنا تجارب غريبة ، فيحدث كل ما هو جديد ونرى المستحيل يتحقق . إلا إن الموتى لا يحفلون بموتاهم ، وقد تتحدث القبور ، إلا إنها لن تتحرك .
نعم ... نكتشف إن لجنة النزاهة التي تحارب الفساد بحاجة إلى لجنة نزاهة أخرى لأنها فاسدة ، ووزير التربية ينتقل من مفاهيم المنهج وأصول البحث والثواب والعقاب والإثراء والخطط اليومية والسنوية والمبادئ العامة للتربية ، إلى وزارة التجارة لينغمس بالمدلول القانوني والهيكلة والاقتصاد وكل مفردات البطاقة التموينية (شكر وعدس وتمن وزيت وصابون وصولاً إلى الفاصولية وغير ذلك) . والأغرب من ذلك انه غير متخصص بأي الوزارتين .
ونسمع ايضاً عن الشهيد الذي يتحول إلى مظلوم لان الشهادة لا يستحقها ولا تستحق أسرته مرتبه ، ورئيس لجنة اولمبية يصوت ضد بلده ليمنع إقامة المباريات على أرضه ، ليس هذا فحسب ، بل يُكتشف وبعد سنتين من إشغاله هذا المنصب إن الطريقة التي وصل بها غير شرعية . وصور رئيس دولة أخرى ترفع في المظاهرات والمناسبات الدينية ، وغيرها من الأمور الغريبة والقرارات المخجلة من الحكومة والبرلمان . مع كل هذا لايزال العراقي يعيش ويزاول جميع مهامه بلا توقف كالموت . لا يوقفه شيء لا طفح مجاري ولا فيضان ولا ازدحام مروري حتى لو يقطع كل يوم عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام .
لا يعترض ولا يعبر عن سخطه بأي شكل من الأشكال ، يصرف حياته متحملاً صابراً يوهم نفسه ، ولا يريد أن يعرف إن الصبر بهذه الحالات إنما هو جبن وتخاذل ، ولا التمني إنما هو بالحقيقة صورة للعجز والسلبية .
وحالة العراقيين تذكرنا بحكاية الملك الذي سأم من شعبه الذي لايعترض على اي شيء ، شعب لايتعرض ابداً فأمر حرسه أن يغلقوا جسرين من الجسور الثلاثة التي كان سكان المدينة يعبروا من خلالها للذهاب إلى عملهم . ومع إن الازدحام كان شديد في الجسر المتبقي لهم من اجل العبور ، لم يعترض احد ايضاً .
فشاط الملك غضباً من هذا الشعب الذي لا يعترض ولا يرفض اي شيء ، فإستشار وزيره ليرشده إلى سبيل أخر ، فأقترح الوزير على الملك أن يوقف حارسين على معبر الجسر الوحيد المتبقي لهم ، ومن يريد العبور منهم يجب أن يمارس الحارسين الجنس معه ثمناً لعبوره .
وبعد ان حدث َ ذلك . لم يعترض احد ايضاً من الشعب ولم يوقفهم هذا القرار من العبور للذهاب لعملهم . فتملك اليأس الملك ولم يكاد ينسى الأمر حتى اعترض احدهم ، فتهلل الوزير واخبر الملك ليأمر بمثول المعترض أمامه ، ما إن حدث ذلك حتى تفاجئ الملك من سبب انزعاج المواطن ، إذ قال منزعجاً (جلالة الملك ... ان أعدادنا كبيرة والحارسين لا يكفون لممارسة الجنس مع مثل هذا العدد ، وهذا الأمر يجعلنا ننتظر كثيراً لكي يحصل كلٌ منا على دوره بالتالي نتأخر عن أعمالنا ، لذا نرجوا منك أن تُزيد أعداد الحراس )
الشعب لم يعترض على القرار الاول للملك . فأطاعوا أوامره الأخرى ، وبعد ما فعله الحارسين بهم لن يعترضوا على اي شيء بعد ذلك ، وما يحدث بنا اليوم ، يقابله صمتنا . مؤشر واضح عن فعل الحارسين بنا ، إلا إنها والى الآن ممارسة معنوية . لذا الأجدر بنا أن نعترض قبل أن يصدر الملك قراره الثاني لحارسيه .

مصطفى ساهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة نجاح علي طيفور: كيف تغيرت حياته وتحقق أحلامه في عالم صن


.. عودة المعارك إلى شمال ووسط قطاع غزة.. خلافات جديدة في إسرائي




.. القاهرة نفد صبرها.. وتعتزم الالتحاق بجنوب إفريقيا في دعواها


.. ما هي استراتيجية إسرائيل العسكرية بعد عودة المعارك إلى شمال




.. هل خسرت روسيا حرب الطاقة مع الغرب؟ #عالم_الطاقة