الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلاميذ زاير ربــد

كاظم الشاهري

2002 / 11 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

                                                                         

لم يكن   زاير ربد   شاعرا او خطيبا ولم يكن ايضا فارسا مغوارا . لم يترأس جمعية او حزبا  ولم يكن ايضا عضوا في جمعية او حزب . ولم يكن يقرأ او يكتب .
ومع هذا تتلمذ على يديه الكثير .
شعراء ، خطباء ، فرسان ، قادة احزاب، رؤساء جمعيات ، ممثلوا حركات  ،معدوا برامج تلفزيونية وتحقيقات صحفية ضباط مخابرات وضباط حركات اصحاب صحف قديمة واخرى جديدة .... وكثيرون .
’لد  زاير ربد  في قضاء الزبير ومات فيه . وكانت مهنته حارسا في حقول نفط مجنون . وكانت عطلته ايام الجمع من الاسبوع . يأتي الى ( عياله ) ويزور اقاربه . يعود المريض منهم ويبارك الفرحان منهم ويقضي واجبه الشرعي مع زوجته .
وفي العام 1963 اعتقله الحرس القومي بتهمة النشاط السياسي . وهي تهمة لم توجه اليه من قبل ’فرق الحرس القومي ومفارزه . بل ان انه هو نفسه اعلن وامام الملأ . بأنه سياسي وكان يمارس السياسة منذ سني صغره . ويعرفه الجميع ـ كما قال عن نفسه ـ بأنه سياسي محنك .
وقد كان ذلك في واحد من ايام الجمع من العام 1963 . وكان الزاير عائدا من عمله في يوم عطلته مستقلا سيارة اجرة نوع ( فورد ) سعة  ( 11 ) نفر .
وكان الحرس القومي في حينها ينصب مفارز تفتيش على الطرق العامة للبحث عن السياسيين المشبوهين . وصعد الى الى السيارة التي كان يستقلها   الزاير   اثنان من افراد الحرس القومي يتطلعان الى الوجوه . علهم يعثرون على سياسي مشبوه . فسألهم   زاير ربد  عن بغيتهما ؟ فأجابا  نبحث عن السياسيين .!!!!!!
فقال الزاير ( اني سياسي عمي ليش ادوخون روحكم )
اندهشا المفتشان واندهش  الركاب والسائق ايضا من اصرار   الزاير  على انه السياسي المنشود .
وكانت مفاجأة للجميع .
’أخطر مدير امن البصرة بالحادث على الفور و’أرسل  الزاير مخفورا على وجه السرعة الى المديرية .
رتب   الزاير   كوفيته وأمال عقاله ( كان عقاله ربع وبلي ) الى اليسار قليلا ووضع عباءته على كتفيه ودخل على مدير الامن .
ساله المدير من انت ؟
قال : انا زاير ربد واعمل حارسا في حقول نفط مجنون  ومن سكنة قضاء الزبير ، وانتم تبحثون عن سياسي ،  وانا سياسي .
ـ وهل انت من اليمين او اليسار . قال مدير الامن
ـ لا......... عمي ( اني جِِد ) يعني مستقيما . اجاب الزاير
ـ وماهي نشاطاتك السياسية . قال مدير الامن
ـ ( اذا تتخارب " مره " وي رجلها اسايسهم وارجعم مثل ماجانوا ) يعني يعيد الامور الى نصابها في الخلافات الزوجية .
ـ وماذا بعد . قال مدير الامن
ـ اذا عمام يطاككون اسايسهم واصالحهم ) يقصد التدخل في النزاعات العشائرية .  ( وبعد عمي ، جثير وجثير ) الزاير يقول .
ـ السياسيون غاطسون في احواض التيزاب . قال مدير الامن ( روح عمي شوف اهلك ) .
واطلق سراح    زاير ربد   في ذلك اليوم من العام 1963 .
مات زاير ربد وتلامذته بيننا يفهمون كل شئ على شاكلته ، وعلى سبيل المثال لاللحصر منهم
قاسم خضير عباس
حميد شريدة
الكميت
الدختور المرادي
داود البصري والقائمة تطول .........

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا