الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2

بدرالدين حسن قربي

2013 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2
بدرالدين حسن قربي
المعروف أن كتائب عبدالله عزّام قُدمت لنا إعلامياً كتنظيم جهادي تكفيري قريب من تنظيم القاعدة، تأسس فيما هو معلوم وسمعنا عنه لأول مرة عام 2004 من خلال قيامها بثلاث تفجيرات في منتجع طابا وشاطئ نويبع المصريَيْن، وكانت وراء قصف بارجيتين أمريكيتين في ميناء العقبة عام 2005 . ثم وفي يوم الإثنين الثاني من أغسطس/آب 2010 قام عناصر من الكتائب بقصف مدينتي إيلات والعقبة بخمسة صورايخ غراد. ثم كان تبنيها عملية صواريخ متوسطة المدى 40 كم، التي انطلقت من لبنان وسقطت في منطقة الجليل المحتلّة في 22 آب/أغسطس الماضي 2013. وأخيراً التفجير المزدوج في 19 تشرين ثاني/نوفمبر 2013 الذي كان أمام السفارة الإيرانية.
اللافت فيما عرضناه أنّ عملياتها خلال عشر سنوات تعدّ على رؤوس الأصابع وكأنها عمليات نوعية عند الطلب، وأنها استخدمت صورايخ متوسطة المدى في عملية آب 2013 مما لايمكن توفره لمثل هكذا تنظيم محدود، ثم العملية التفجيرية النوعية الأخيرة، مما مؤداه استعانة التنظيم بجهة ما تقدم له المطلوب من السلاح النوعي فضلاً عن الدعم اللوجستي.
مؤسس هذا التنظيم هو السعودي/ صالح عبدالله القرعاوي، وهو من المطلوبين بشدة لسلطات بلده، وكان يستوطن إيران مقرّاً له، رغم تنقّلاته المحدودة بين إيران ووزيرستان. وبالجمع بين مكان الإقامة وتحركات القرعاوي، ومهمة الكتائب وطبيعة عناصرها، فهذا يؤكّد كلاماً يتداول عن هذه الكتائب منذ نشأتها، بأنها تنظيم أسسته إيران، ويديره سعوديون ليُستخدَم من قبل الإيرانيين في ضرب خصومهم في عموم منطقة الشرق الأوسط.
انتقلت قيادة التنظيم من القرعاوي السعودي إلى مواطنه الآخر ماجد الماجد عقب الإصابة البالغة للأول في ذراعة صيف عام 2012 نتيجة قصف طائرة أمريكية في منطقة وزيرستان، والتي تسببت في القبض عليه وتسليمه للسعودية لأنه مطلوب إليها بشدّة. وفي نفس العام، فقد أدرجت الولايات المتحدة الكتائب على لائحة المنظمات الارهابية.
يلفتنا في تأريخ عمليات هذا التنظيم، أنها توقفت ثلاث سنوات كاملة من آب 2010 وحتى آب 2013 . وأن عملياتها استؤنفت بعملية الخميس 22 آب 2013، التي سُبقت بعملية إرهابية في دمشق ولحقتها عملية إرهابية تالية في طرابلس أيضاً. فقد سبقتها مجزرة الأربعاء 21 آب التي قصف فيها النظام الجزّار الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي والتي تسببت بمقتل ألف وخمسئة مواطن كان عدد الأطفال فيهم قرابة 400 طفل، ولحقتها عملية إرهابية بشعة بتاريخ 23 آب/أغسطس 2013 ، كانت بتفجير سيارتين مفخختين في طرابلس/ لبنان، أولاهما أثناء خروج المصلين عقب صلاة الجمعة من مسجد التقوى، وثانيتهما بعد دقائق من الأول عند مدخل جامع السلام، واللتان أوقعتا قرابة خمسين قتيلاً و 500 جريح. ومن ثمّ، فليس من قبيل الصدفة أن يأتي قصف الصورايخ على منطقة الجليل وتفجير السيارتين في طرابلس لاحقاً مباشرة لأم جرائم النظام بارتكابه المجزرة التي أوقعته في شرّ أعماله التوحشية وأربكته. ولعل قصف عدد من الصورايخ على الجليل من الجنوب اللبناني وتفجيرات طرابلس التي تلتها، والتي أكّدت اعترافات مجرميها أنها كانت بترتيب وإعداد وتنسيق المخابرات السورية، يجعلنا ننظر للأمر بأنه ليس مصادفة بل هو عمل مدبّر ومقصود لإشغال المنطقة والعالم عن أقبح جرائمه، ولاسيما الضجة الإعلامية الواسعة في العالم التي ترتب عليها تهديده بالضربة الأمريكية ومن ثم موافقته فيما بعد على تسليم سلاحه الكيماوي كاملاً للمجتمع الدولي. هذا وللحديث صلة في المقال التالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو