الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشعال فتيل الغضب ثورة وان اخفت اسلحتها

احسان العسكري

2013 / 11 / 26
الادب والفن


ـــــــــــــــــــــــــــــ مُجْتَمعي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قرائة في ما يراه المجتمع مثالياً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مداولات ادبية ـــــــــــــــــــــــــــــــ
((قراءة في قصيدة الشاعر الشعبي العراقي – لطيف العامري – مثالية الشعار وحقيقة الحياة الاجتماعية
"" آنه
أبو ذر الغفاري كلّي سلبّ
وآنه أكفلك عد امير المؤمنين
الجوع مايعرف الشك من اليقين
الجوع كافر
وآنه اريد اذبح الجوع
ولو ذبحني الكافر اتسمه شهيد
جا شريد ؟؟ ""
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هو اخبره احد ميت منذ ما يتعدى الـ الف واربعمئة سنة ان له حق في ان يمارس شعيرة من شعائر الحياة تراها الاغلبية خطأ وتعدها الشرائع والنظم والقوانين جريمة تصل عقوبتها احيانا الى القتل فيما اذا افضت عنه .. من صاحب القول هذا ؟ الشاعر ام الذي اخبره ؟ وكيف ؟ هل وجدها شاعرنا في كتاب ام سمعها من خطيب ما ؟ ولو اقتصر الامر على الاخبار لكان اهون لكنه مرفق بشفاعة وعفو مطلق متكيء على التزام ابو ذر الغفاري صاحب رسول الاسلام محمد (ص) بحماية الشاعر وذلك عن طريق كفالته عند سيد العادلين وامير العدالة السماوية علي بن ابي طالب 0ع0 كيف ؟ هل من المعقول ان يكفل شخص ممثل ابي ذر الغفاري شخص يتوق للاجرام عند سيد العادلين ؟ هنا تتجلى حالة الغياب عن الوعي الاجتماعي عندما يكتشف الشاعر ان الجوع كافر وهو بلاشك يقين وحقيقة واقع والترخيص الذي حصل عليه شاعرنا هنا ليس لتقل شيء مادي او اهدار دم وانما اهدار سلطة شيء معنوي ظالم فالكفر سيد الظلم , هنا ارى ان شاعرنا لطيف العامري على حق فقد اتضح انه يتوق للشهادة ولكنه اختار تعابيراً لفظية مثيرة وشديدة التاثير وهذا هو لطيف العامري الذي عرفته حتى في سلامه عليك هو خطير يخفي بين سطور كلماته شيء من المعرفة . والشهادة هي مبتغاه في جدليته هذه فهو اشعل فتيل الغضب معلنا عن ثورة تفضي الى احد الامرين اما النصر او الشهادة وهي تبدو مبتغاه .. ابو ذر الغفاري صاحب رسول الله محمد (ص) والذي اعتزل المجتمع عندما انهارت مثاليته واتخذ لنفسه منفى عبر الصحراء حيث لاظل ولانبع .هو من سمح لشاعرنا المبدع لطيف العامري باشعال فتيل الغضب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لو شهيد ..لو مسلبجي خطير
حل وسط ماكو ابلدنه
الكل تصيح
في سبيل الله موتو
وآنه وحدي الارد اعيش
في سبيل الله خلوني اعيش
الله رب العايشين
الله لو رب موته
جا صارت قيامه
وهاي من شاعر قصيده مو علامه""
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه مفارقة مثيرة ايضا ماذا تعني (مسلبـچـي ) خطير – لهجة دارجة تعني (قاطع الطريق) ولا يلام حسب رايه لاحل اخر امامه فالوسطية هنا ربما تكون محض افتراء وانقلاب على واقع هو يعيشه ويتعمق في الولوج بتفاصيله .. شاعرنا هنا يعالج مثاليةً مقية يؤمن بها مجتمعه وحسب تصوراته الشخصية هي خاظئة – مثالية غير صحيحة وغير صحية فدعوات الموت والدعوات له كثيرة بل تعدى ذلك كونها تساق على انها انتصار وغضبه هنا مستمدٌ من تمسكه بالحياة التي يعتقد انه خلق لاجل ان يعيشها (ولايهم كيف) المهم انه يعتقد وانا ايضا اعتقد ان الله رب الاحياء والاموات وهو اله الحياة فلو كان غير ذلك لاقام قيامته في اليوم الاول من خلقه لها والا لما امتدت هذه الحياة للآلاف السنين ,ثم يتدارك انعطافته الخطيرة هذه بقوله هذه قصيدة ومن شاعر وليست من علامات الساعة – في الحقيقة لا ادرك أي علامة بالظبط يقصدها شاعرنا العامري الا انني اثق تماماً هو يريد ان يعيش حياته ببساطة بعيداً عن رميه بالزندقة والاستهتار وهو ما لا يحبه كل مثقف . اذن سقطت هنا مثالية الدعوة للموت في سبيل رب الحياة الا لما يقويها او يطورها فالمثالية هنا فارغة بلا جدوى . كبير انت يا لطيف العامري وانت تعتني بشيء تؤمن به وتدعو لان يكون هو الاساس سيما وان الخالق الذي يؤمن بوجوده اكثر من ثلثي البشر هو رب الحياة وموجدها الاول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""واحنه هسه بزمن
بي كلشي علامه
الدنيا من تمطر .. علامه
(.....) اليعطس .. علامه
آنه هم يمكن .. علامه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلامات كثيرة سيما التي تسوَّق لنا عبر وعاظ زماننا الذين يخرجون لنا في كل يوم رواية او حديث متواتر متوارث عن علامة خروج المنقذ وهذا زمن العلامات لدرجة انه يعتقد ان شيئا لابشري عندما يعطس هي علامة وكذلك تقلبات الطقس والطبيعة حتى الشاعر هو علامة لكن علامة لاي شيء ؟ , مثاليات الوعاظ التي تربوا عليها وربوا مجتمعنا على الايمان بها وهي شيء انا شخصياً أؤمن به وحتى لطيف العامري يؤمن ولكن بطريقة الشاعر الذي هو اصلاً من علامات الانقاذ ولطالما كان الادب منقذاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المهدي مايحتاج من يطلع علامه
المهدي بن حيدر علي رب اليتامى
المهدي من يطلع فقير
وبطرف جفيته يمسح دمعة عيون اليتيم
المهدي مايقصدني آنه
الراتبي معيشني كوّه
يمكن اكسر خاطره
ويكلي نام
المهدي يسأل عن سعر هاي العمارات الجبيره
اللي اشتروها تحت اسم حق الامام !!
ياأمام ؟؟
اليرضى باسمه يصير دين الله وسيله
( القضيه ) تصير عضبه على الظلم
وعلى الحقوق تصير
من تمتد طويله
المهدي من يطلع سراط
وماكو حيله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المهدي " هو المنقذ نعم انه من سلالة رسول الله محمد والذي اخبر به يوم بيعة الغدير في منطقة غدير خم التي هي الآن موطن اعداءه واعداء جده قتلة الحياة ومهلكيها باسم الدين حيث لا مثالية ولاعقلانية ولا علاء ولا انماء بل توطن للبدع والخرافات ..لكن المهدي الذي يؤمن به شاعرنا هنا سوف يخرج قريباً بعد تعدد العلامات واتجاه المثاليات نحو حافة الهاوية باسم الدين وتهيئاً لاستقبال المنقذ الذي سيأتي ويقول للشاعر ابتعد عن الطريق فلستَ ممن يطلب الثأر منه فأنت بالكاد تعيش بل سيقول له النقذ اذهب واستقر فأنت من المستضعفين في هذه الحياة بعد ان يمسح دمعة اليتيم الذي قتل ابوه باسم الحياة .زهذه انعطافة خطيرة في الفكر يا لطيف العامري هل يعقل هذا ؟ انا شخصيا اصدقك لكن لما يقتل الناس باسم باسم الحياة ؟ ستنهال على الناس رحمة المهدي وعطفه وعلى وجه الخصوص حينما يتسائل عن الذي بني باسمه على اكتاف فقراء امته سيقول كيف واين ومتى وماذا ولماذا متسائلاً عن اخبار هذه الاعمال ! وسينهال بالغضب المهدوي على رؤس النفعيين والمدعين للمثالية والانسانية وبالاخص التي اُعلنت باسمه وهو ما لايرضاه أي عاقل سوي فكيف اذا كان رمز المثالية العدالة تلك العدالة التي نالت من الظلم منالاً بيد عضباء قصيرة وربما مبتورة , الله يا شاعرنا الكبير لطيف العامري , انت تسامق الالم وتسابق البرق في ايصال الحسرة لنفوسنا التواقة لتحقيق عدالة السماء هذه العدالة التي ستقطع الايدي التي تمتد لتسرق حقوق الابرياء بجدارة واقتدار وتحت شعار مت لتعيش وهو في الحقية مت ليعيش النفعيون والفؤويون والانتقائيون ومن تبعهم .نعم ستقام العدالة عندها بظهور المنقذ وستتجلى مثالية الحال بائنة وواضحة وضوح الشمس ..
لطيف العامري شاعر سومري فذ طالما قارع الزيف والخبث والانتفاع باذية الاخرين من اقرانه من البشر .تجلى هنا شاعر راكزا كعادته متمكنا من ادواته الشعرية مبتعدا عن السردية في خطابه النبيل متخذا اسلوبا (لطيفيا) عهدناه منه عالج فيه بقصيدة عصماء الثوابت المغلوطة والمثاليات اللامكانية واللاانسانية فلا محلها ولا انسانيتنا ترتضيها وهو ان تعيش في كنف الفقراء وقلتها سابقاً "بئس الشعب الذي يعيش اغنياؤه على اكتف فقرائهِ ثم يستوون على عروشهم مستعدبين لهم مستنكفين من وجودهم في طيات كتابه الفوضوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا