الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طعام صلاة حب..التصالح مع الذات طريق النجاح والسلام

ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)

2013 / 11 / 26
الادب والفن



في سيرة ذاتية تقدمها الكاتبة الاميركية اليزابيت جلبرت
في كتابها " طعام ..صلاة ..حب" ، وعبرعرضها فيما بعد كفيلم سينمائي من بطولة جوليا روبرتس، تقدم حكاية ناجحة بأسلوب سردي بسيط عن تجربة جديدة في البحث عن الذات. وقد لقيت هذه الرواية إقبالا كبيرا وحققت مبيعا عاليا اكثر من أربعة ملايين نسخة في كل انحاء العالم..
فبعد ليلة حاسمة كانت بالنسبة لـليز ابنة الثانية والثلاثين وهي "اليزابيت جلبرت" كاتبة الرواية قضتها باكية على أرضية حمامها، منهارة، لا تعرف ماذا تفعل وما سبب حزنها، وبعد نقاش طويل مع زوجها ورفيق حياتها في حيرتها وتعاستها، يتفقان على الفراق والانفصال. فرغم أنها تحيا حياة مثالية مع زوج محب وبيت جميل لكنها ليست راضية وشيء ما بداخلها يمنعها أن تكون سعيدة ومتصالحة مع نفسها. حتى انها كانت ترفض إنجاب الاطفال لتكمل الصورة المثالية لزواجها، الامر الذي يزيدها أرقا وحيرة. فيقررا بحزن عدم الاستمرار والطلاق ليكون النهاية التي لا بد منها لتبدأ من جديد. ..
تقرر ان تغير حياتها وتخرج عن المألوف والمعتاد، وتبدأ رحلة البحث عن نفسها، وعما تريد حقيقة وعما هو أفضل لها، لأن الأفضل ليس ما هو مفترض أن نعيشه، الأفضل هو ما نريد حقاً عيشه، وما يحقق الرضى والقناعة والسلام.
تسافر ليز وتتنقل في رحلة إنسانية مذهلة وشاقة لاكثر من عام عبر القارات من أمريكا إلى إيطاليا. وتكون محطتها الاولى في روما حيث تبدأ بالاستسلام لملذات الطعام حتى يزداد وزنها عشرين كيلو غراماً، ثم تسافر إلى الهند لتصلي وتتعبد وترهق نفسها وتعذبها في اعمال شاقة كتنظيف أراضي المعابد بقصد تطهير نفسها ولتعرف روحها الهداية والهدوء. ولتتعافى شيئا فشيئا بعد ذلك في بالي على يد عراف كبير السن فقير من الاندلس، وللتلمس بمباركته الطريق إلى السلام والمحبة الذي يقودها إلى الحب..فتنتهي رحلة تمردها وبحثها بسلام داخلي تستطيع ان تحس به وتشعر به في قلبها، وتستطيع أن تبدا من جديد بقصة حب جديدة مع "فيليه البرازيلي" بعد أن رمت كل أثقال الماضي وتناقضاته وعذاباته وتخلصت من كل العوائق النفسية التي كانت تربكها.

ومن هنا تبدو القيمة الحقيقية للمجتمع الذي ينشئ أفراده على ضرورة الاعتماد على الذات وأهمية التصالح مع النفس التي تمنح الفرد الثقة بالنفس وبالتالي أن يعود بعد ذلك معافى قادر ان يكون عضو نافع لمجتمعه.
فالبيئة إما ان تفتح الآفاق أمام الانسان لتجعله يجد في البحث عما يريد في أبسط امور الحياة وهي ان يكون نفسه ، يجرب ويسافر ويغامر ليعود لمجتمعه وحياته إنسانا كاملا ناضجا معافى نفسيا وقادرا على العطاء والمساهمة في بناء مجتمعه. او تغلق الحلول امامه ولا يكون منه إلى ان ينتظر النهاية المفترضة التي يرسمها مجتمعه، فيمضي الزمن وهو يصارع المسؤوليات بتوتر واضطراب وفشل أحيانا..ومستقبل تحكمه الصدفة بالنجاح او الفشل.
وهنا يجدر بنا التركيز على دور الاسرة في تنشئة أبناءها، إضافة لدور سياسات المجتمع والانظمة وضرورة سعيها الدائم إلى الاصلاح لتكون قادرة على مواجهة كل الظروف .
فكما يقول ماتشادو:" الامم التي لا تصمم على الاصلاح الجذري لأنظمتها التربوية، سيؤول إلى مستعمرات على نحو قاطع. فليس هناك من قطر لا يكون بالكفء لأنه مستعمر، بل إنه مستعمر لأنه ليس بالكفء" .

إن القيمة الحقيقية لتجربة اليزابيت انها تريد ان تؤكد على رسالة بسيطة تصلح في كل زمان ومكان أن يكون الانسان هو نفسه ، ان يكون متصالحاً مع ذاته، فحينها يمكن ان يحقق النجاح والسلام والسعادة.











































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال


.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا




.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د