الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر إغترابك

حسن إسماعيل

2013 / 11 / 26
الادب والفن


طفولتك .. صباك .. شيخوختك
هنا تقطن الذكريات العتيقة
بيت أبي وأمي
وطفولتي التي تملأ كل أركان البيت غناء
كواليس الضوضاء والأفكار الجهنمية
لا أعرف كيف يقوى إنسان أن يجرف تراثه الحي في لحظة
أن يبيع الماضي كله
وكأنه هكذا اغتاله
شوارع الطفولة
مدرسة المشاغبين القدامى
جيران صامدون مثلك
خائفين على أرواحهم أن تفارقهم
معلومة اختبارية
من أبقى على ذكرياته حاضرة لم يذبل
ومن ترك دوائر وطنه الأصيلة تفر أمام عينه
ومن بين أنامله
اغتربت روحه للأبد
مهما حاول التذكر
مهما حاول الإستحضار
فالأشياء لها بصمة خاصة
إذا تركتها تتركك
إذا أنكرتها أمام الناس تـُنكرك في روحك
تصبح روحك مع مرور الوقت ثلجية
مغتربة .. منكمشة في ركن ضيق جداً في كيانك
تبحث طول الوقت عن سر إختفاء الحميمية
وتنسى من أين سقطت
ومتى سقطت
وكيف سقطت
فالأرواح لا تعرف إلا فعل الحميمية
ولا تفهم غير لغة الوجود
ولا تدرك ذاتها .. إلا في سر التجسد
عندما تلمس وتلمس ..
عندما تعطش وتشرب وترتوي
عندما تجوع وتأكل وتشبع وتصوم
عندما تقدر أن تمر كل صباح على ذكرياتها دون ملل أو ارتياب في العشق
عندما تعرف أن ملامحك تصنع رويداً رويداً .. ويوماً بعد يوم
بمد وجزر .. ودمع وفرح .. وعهد ونبض
ملامحك لا تصنع في الفراغ بلا جاذبية
ترسم على لوحة ما .. تنحت على حجر ما
بريشة ما .. ومطرقة ما
ففصول مسرحيتك لا يوجد فيها ناسخ ولا منسوخ
ولا مكي ولا مدني
ولا تناقض يأخذ منك
أكثر مما أعطاك
فروحك بين ضفتي طفولتك وشيخوختك .. وتراً
مشدود أو مترهل .. حاضر أو مغترب
حار أو بارد .. محلق أو متكفن
حميمي أو عابر سبيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث