الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهابيون بلا حدود !!

حمزة الشمخي

2005 / 6 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو أن العنوان غريب بعض الشئ، لأننا إعتدنا أن نسمع مثلا عن أطباء بلا حدود ، صحفيون بلا حدود ... إلخ من منظمات وجمعيات ومؤسسات تسعى وتعمل من أجل أن يكون عالمنا هذا لجميع الناس بلا حواجز وحدود ولكي يكون الكون ملكا للجميع أيضا.
ولكن أن الإرهابيين جعلوا من عالمنا هذا أيضا، بلا حدود، بجرائمهم وأفعالهم الوحشية بحق البشر والأوطان، حيث يحاولون أن ينشروا الرعب والخوف والقتل والتخلف والدمار في كل زاوية من زوايا هذا العالم الجميل ، غير مباليين بالإنسان وحياته ومستقبله ، لأنهم لا يؤمنون أصلا بقيمته وأهميته في الحياة، هذا هو عنوان قاموسهم الإجرامي المتعطش لسفك الدماء بلا توقف .
أن إرهابهم يمتد وينتشر في كل القارات بلا إستثناء، حيث وجدناهم ونجدهم في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا، يستهدفون الجميع بإرهابهم الأسود بلا رحمة ولا شفقة ، وأن منظمة قاعدة بن لادن نموذج للإرهابيين بلا حدود، لأنها تبنت أعمال الإجرام من تنزانيا في إفريقيا الى مركز التجارة العالمي في أمريكا مرورا بإسبانيا وإندينوسيا والعراق والمملكة العربية السعودية والكثير من مدن العالم وعواصمها ، من خلال عمليات الإغتيال الجبانة للمثقفين والمفكرين والعلماء والسياسيين ورجال الدين المتنوريين وعامة الناس .. ومحاولة تدمير كيان الدول ومؤسساتها المختلفة ، وتخريب البنية التحتية ومحاولة إيقاف الدورة الإقتصادية ، وزرع الفتنة الطائفية والصراعات العرقية لتمزيق نسيج المجتمع وضرب وحدته ، والتفجيرات في الأماكن العامة والشوارع والساحات المكتظة بالناس وحتى المدارس ورياض الأطفال وأماكن العبادة .. إذن كل شئ مستهدف من قبل هؤلاء الرعاع.
حيث عرفناهم ينتمون الى جنسيات مختلفة ، ووجدناهم في إفغانستان والشيشان وغيرها من مدن العالم، ونجدهم اليوم في العراق كذلك، من جنسيات ومذاهب وأصول وأعراق مختلفة، ولكن ما يجمعهم ويوحدهم هو الإرهاب بحد ذاته، وليست قضية إخرى، لإنهم زمر وسرايا وعصابات وأشخاص إلتقوا جميعا من أجل ذبح البشر وتدمير الحجر .
وإن إختلف العقل الإجرامي المخطط والمدبر والمنفذ وأداة الجريمة ومصدر التمويل والدعم والسلاح ، ولكن ستبقى الوجهة واحدة والهدف واحد ، وهو عملية طغيان الإرهاب في العالم ، حيث تشهد منطقتنا وعلى سبيل المثال لا الحصر، أعمال إرهابية متصاعدة وفي بلدان مختلفة، في التوجهات والسياسات والآيدلوجيات والعلاقات ، ولكن يسودها الإرهاب والإجرام الواحد ، مثلما يحدث وبشكل عنيف جدا في العراق اليوم، وكذلك شهدت وتشهد بين الحين والآخر المملكة العربية السعودية ومصر من تفجيرات ولبنان من إغتيالات لزعامات سياسية وآخرها للسياسي والصحفي المتميز سمير قصير، وقبلهم الجزائر والمغرب من عمليات إرهابية يختلف أغلبها، من حيث توقيت الزمان وطبيعة المكان ، ولكن هدفها واحد أيضا .
إذن أن طبيعة إرهابهم منفلتة ومتوحشة، ولا تحدها حدود، ولا تميز بين بني البشر ، وكل العالم أصبح مستهدفا من قبلهم ، فلذلك لابد من وجود فعال وناشط ورادع لكي يردعهم بإسم البشرية بقوة، ويوقفهم عند حدهم ، وإلا سيبقون القتلة إرهابيين بلا حدود !! .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ