الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 2/2

بدرالدين حسن قربي

2013 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



تمّ الإعلان، من خلال حساب تويتر للشيخ اللبناني سراج زريقات عبر تغريدتين محدودتين، عن تبّني التفجيرين الضخمين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في منطقة بير حسن من الضاحية الجنوبية في بيروت يوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، وتنسيبهما أيضاً لما يُسمّى كتائب عبدالله عزّام، وإعلامنا أنّ من قام بالتفجيرين هما من أهل السنّة، والتهديد بالاستمرار حتى سحب عناصر حزب الله من سورية، وفكاك أسرانا من سجون الظلم في لبنان.
وهكذا من دون مقدمات وبهاتين التغريدتين، عاد حساب الشيخ زريقات الذي قدّم نفسه ناطقاً باسم كتائب عبد الله عزام الى موقع تويتر مرة ثانية بعد توقفه عقب إعلانه عن تبني ضرب الصواريخ على إسرائيل في 22 آب 2013، وإنما أيضاً اختفى مجدداً من دون مقدّمات بعد أن أدّى إعلانه عن تفجيري السفارة الإيرانية. إشكالية التغريدتين الأخيرتين والتي قبلها كانت في تفعيل حساب تويتر وتوقيفه في السابق واللاحق. فمَنْ علّق هذا الحساب، هل هو نفسه الشيخ زريقات ومِن تلقاء نفسه، أم أن هناك من يتحكم بالحساب تفعيلاً وتعليقاً ومِنْ أين ؟ أو بالحساب وبالرجل لأن الشيخ لم يُر منذ بضعة أشهر؟ ثم إذا كان ما كتبه زريقات صحيحاً، فكيف تُعلَن المسؤوليات عن عملية ضخمة على تويتر من دون أن ترفق بفيديوهات تشرح وتفسر كالعادة؟ على كل حال، يبقى ماذكرناه مجرد أسئلة بلا إجابة حتى تاريخه.
وبمناسبة الإشارة لكتائب عزّام، فإني أُذكّر ببيان سابق لها، نشرت بعضه جريدة القبس الكويتية بتاريخ 17 آذار/ مارس 2012 تردّ فيه على ماصدر وقتها عن وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول زعمهم باكتشاف خلية أصولية إرهابية تعدّ لتفجير ثكنة عسكرية تابعة للجيش اللبناني، وتزعم بأن ماصدر عن الاثنين ليس إلا ترداداً لما أملاه عليهما أسيادهما من حزب الله ؛ بل وتوجه البيان فيما نشرته القبس إلى من سمّاهم أجراء الحزب الإعلاميين بالقول: إذا لم تنتهوا عن صنع الأحاديث، سنكشف للرأي العام العروض التي قدمها لنا حزب الله ومخابرات النظام السوري لضرب أهداف في لبنان مقابل ما نريده من المال والخدمات. وزاد البيان في قوله: إننا تكتفي بمثال واحد، وهو عرضهم علينا أن نغتال النائب وليد جنبلاط مقابل إطلاق بعض قيادات المجاهدين من سجون النظام السوري. وعليه، فإن هذا البيان يلفتنا بوضوح إلى صلةٍ ما وتواصل بين الكتائب المزعومة والمخابرات السورية وحلفائها الحزب اللاوية، ويشير إلى أن المخابرات السورية وحلفاءها يمكن أن يستيعنوا بآخرين عند الحاجة للقيام بأعمال إرهابية لمصلحتهم، وتُسجّل مسؤوليتها عليهم باعتبارهم منفّذيها. ومن ثم فليس من المبالغة البحث عن أصابع النظام السوري وراء الكثير من عمليات القتل والإرهاب النوعية، وسيجد من يتابع ويبحبش، ولاسيما ممّن يمتلكون الأدوات والمعلومات والتكنولوجيا، أنه على علاقة بها بطريقة ما، وبشكل خاصٍ منها العمليات ذات الحرفية العالية أو النظيفة كما تسمّى أحياناً، مما معناه صعوبة الوصول من الجريمة المشهودة إلى حقائقها وخفاياها في وجهها المظلم. يُمكّن النظامَ من أداء هذه العمليات أجهزةٌ أمنية متغوّلة ومتوحشة، ومخبرون أمنيّون، وشبكات من رجال مالٍ وأعمال وتنظيمات جهادية مُختَرَقة ومعتقلون منها، وشركات ومكاتب تغطي الأعمال والمهمات والعمليات، تتعدد جنسياتهم بتعدد حلفائه ومحازيبه. وعليه، فإنه لا يوجد مكان في العموم خلواً من متابعاته وعملياته وآثامه.
وبمناسبة التفجيرين أيضاً، فإننا نذكّر بأن العملية جاءت موافقةً لانعقاد مؤتمر الأحزاب العربية الاستثنائي الطاريء في دمشق لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف والمؤامرة المزعومة التي يواجهها النظام الكيماوي. فهل جاءت هذه التفجيرات مصادفة في هذا التاريخ أم أنها كانت مرسومة، وتستهدف شد الأنظار إلى أن ماتواجهه عصابة الأسد هو من صنف الإرهاب الذي يتهدد المنطقة، وليس ثورة شعبية لها مطالبها واستحقاقاتها برحيل بشار الجزّار القاتل ونظامه الإجرامي، كما نذكّر أيضاً بأن عموم المشهد في إخراجه يلفتنا فيه كثرة شبهه بسيناريو أحمد أبوعدس عقب العملية الإرهابية في مقتل الحريري
انتهاءً، أياً كانت تفجيرات السفارة في خفاياها وظواهرها، فإن البشر الأسوياء ينكرون القتل والتفجير ويتقززون منه فطرةً وطبعاً. وإذا كان هناك من كلام يمكن قوله، فهو تشديد الإدانة والاستنكار لجرائم كبرى ومجازر غاية في القبح والبشاعة ترتكبها إيران وحزب الله على الأرض السورية حدّ دعوة حسن نصرالله لخصومه السياسيين اللبنانيين بأن من أراد أن يقاتله فليأت إلى سوريا، والتأكيد أيضاً على أنه لا ينبغي لعقلاء الناس أن يتوقعوا أن يكون نتاج جرائمهم إلا مزيداً من القتل والدمار، فطبّاخ السمّ لازم يذوقه، ومن يزرع الريح يجني العاصفة، ومن يزرع الشوك لايجني العنب.
يوتوب مصور عقب التفجيرات..
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=29ZsRMpy9v8
فيديو يظهر السيارة التي استهدفت السفارة الايرانية قبيل التفجير.
http://www.youtube.com/watch?v=_NnhUrUb6U8&feature=player_embedded
بيان كتائب عزّام الذي نشرت بعضه جريدة القبس الكويتية
http://faroukit.blogspot.ca/2012/03/blog-post_8871.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار