الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة اب - ابو الشهيد

جواد الديوان

2013 / 11 / 27
سيرة ذاتية


لم يظهر له اي تشابه بين القادسية بايامها الاربعة ارماث واغواث وعماس والهرير، والحرب العراقية الايرانية بسنواتها الطويلة. كما لم يجد تفسيرا معقولا كيف يتفرج اول حفيد له على وميض مدافع ممتطيا سيارة والده على الكورنيش. استهتار بالحياة مثلته معارك حفرتها الام الناس في ذاكرة! ومنها شرق البصرة وكشك البصري والمحمرة والبسيتين وكردمند وغيرها.
لا يفهم كيف اصبح لحياة شباب العراق ثمن سيارة كورونا او برازيلي بل استكثر ذلك ابن العوجة عليهم لاحقا. وغرق في احاديث الناس عن عتاب احد العراقيين لابناءه في عودتهم جميعا من الجبهة في حين استلم الجار سيارة!.عبر الهاتف سمع بوضوح تام خبر اصابة ابنه البكر، واكد له اصابتة باليد، تحامل على نفسه ليخفي الخبر، وبجلد سأل
- اين هو الان؟
- في مستشفى الرشيد
- - نعم وين؟
قال المتصل انه في ردهة الجملة العصبية، وضرب اخماس باسداس، ما تعني هذه الاحجية. وسافر الى بغداد بحجة العمل، الا ان زوجته قالت ان شاربه ارتجف وهو يستلم المكالمة، فهناك امر ما. وربما فشل في التيقن من تعود الانسان على القلق والاضطراب او الارق، ولكنه الرحمن الرحيم من يزرع الصبر في قلوب الناس على تلك الماساة.
ضاعت منه مشاعر الفرح والسعادة في تماثل ابنه البكر على الشفاء من شظية في الراس، فقد كبت مشاعر الخوف والتوجس من مصائب تلك الحرب المجنونة بين العرب والفرس. كما كبتت كل الناس وقتها مشاعرها والامها لترقص في حب ابن العوجة، وتخشى نقد سيرته او الحرب حتى في دورهم، وقد ينقلها طفل الى خارج الدار والعقوبة في ابسط صورها الاعدام.
تضاربت الانباء بعد ان اشتعلت معارك في شرق العمارة، وابنه الثاني في تلك المطحنة. ترتبك الام كثيرا من القلق والخوف، ويرافق الاب ابنه البكر الى العمارة بسيارة الاخير الفوكس واكن. لقد تعافى ويشارك عبء السؤال عن اخيه. وربما تواسي الاب تجمعات الاهالي في الطريق الخارجي عمارة بغداد، وعلى فتحات طرق للجبهة، وتنقل سيارات الامداد لهم اخبارا عن لواء كذا ولواء كذا او بالدقة الافواج وسراياها، واحيانا بالاسم. تسلم الاب مفاتيح السيارة وشارك ابنه البكر سيارة ايفا الى خطوط يسمح لهم بالدخول اليها.
على باب داره يطلب منه غريبان بملابس مدنية مرافقتهم لمركز الشرطة مع التاكيد ان الموضوع هين وبسيط. رافقاه بسيارته المسكوفيج، وكان الصمت بانتظاره في مركز الشرطة، والوجوم على وجوه البعض. يستفسر وبالحاح فيجيب مفوض:
- عمي شكلك، شكلك، هذا ابنك بالصندوق شهيد
يقبله الجميع، يسندوه، يجلسوه، ويعزوه بكلمات غريبة عنه. ويستسمح الغريبان صرفهما على حاجات السفر من اربيل من المال المرسل مع الشهيد. استشهد ولده في كردمند (جبال على الحدود بين العراق وايران) ومثلت هذه الارض امتدادات افتراضية لقادسية سعد.
ازمة حليب الاطفال خانقة في المحافظة، ويطلب المادة من كل زائر باسم الحزب للعائلة للاطمئنان على حاجاتها! انها خدمة للشهداء. ولم يعد زائر واحد منهم بعلبة حليب الاطفال لابنة الشهيد. وفي مراجعات ابنه البكر في بغداد يمر على سوق الثلاثاء، وحليب الاطفال من كل نوع. ينقل عددا من العلب لسيارته ويعود ليحصل على كارتون واخر. واستغرب الجميع عند سردها، ولم يضيف احد بان المحافظة جبهة قتال، وتطال المدنيين قصف عشوائي وحصار على الحليب، والاخرين لا يشعرون بالحرب. تكرر الوضع مع البطاطا!!.
لحظات استعرضها حين تغير تعريف الشهيد، وتحول ولده الى متوفي في قرارات لم يعلنها اولي الامر، بالشكل الذي يمكن الجميع من هضمها. ويبقى الادب خير من يرسم صورة لدور الشهيد
سلام على جاعلين الحتوف جسر للموكب العابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 11 / 27 - 11:27 )
نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
له الذكر الطيب و لكم العزة


2 - شكر وتقدير
جواد الديوان ( 2013 / 11 / 27 - 17:18 )
سيدي اشكركم لكلماتكم

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد