الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على خلفية النشيد …

كامل السعدون

2002 / 11 / 14
الادب والفن


 

قصة قصيرة

 

تململ كرش المذيع الممتلئ … تلفت وجهه إلى أولئك المختبئون خلف الكواليس … ثم أنفجر إذ وصلته الإشارة وقد ترافقت بنشيد الله أكبر الشهير… وشتان بين بور سعيد وبورٌ … لا شك جديد …‍‍‍‍!

أنفجر صوته… حتى كاد المسكين يختنق بثقل الشتائم واللعنات التي أطلقها على أعداء الله والإنسانية..

أنفجر صوته… حتى كادت أوداجه المعافاة أن تتشظى ..

صار وجهه كرةٍ حمراء …

أرتجف شارباه الثقيلان الأشقران… وأطلق بيانه العتيد بدعوة لا أقل من عشرة مواليد …

مواليد الأعوام خمس وأربعين ، ست و… سبعٍ و… ثمان… تسع…

كانت أمي تبكي وهي تعد لي خرجٍ تملأه بالشحيح التافه من أشيائي التي سترافقني في رحلة تحرير حيفا ويافا….

أهتز وجداني وأنا أترنم بتلك التي علمونا إياها في المدرسة…لاحت رؤوس الحراب …. تلمع بين الروابي…

وعلى وقع نشيد الحراب أجهز الأخوة على بعضهم …

كنا في أربد والزرقاء نتفرج …

ونجى من عبر الشط سباحة …

وعدت لأمي ……

دهشتْ لحمرة وجنتي …

اللواتي سلف لشمس البصرة أن حرقتهما ……

فأطمئنت إلى أن هواء أربد قد لائمني ..

****

كان الرجل قد شاخ قليلاً هذه المرة … بان ذلك من ترهل كرشه … وفتور في عنفوان شاربيه…

وعلى خلفية النشيد المبارك …. أعدت زوجتي بغير اهتمام حقيبة سفري العتيقة …

كانت الصغيرة متعبةٍ … كدت أؤجل سفري لتحرير الأقصى عبر الأهواز ، بسببها …

كلما انتهت المسكينة زوجتي من إعداد الحقيبة ، أفرغتها الملعونة ابنتي …


ماذا … أتريدون لي أن أخسر شرف المواجهة … اللعنة …!!


هدئ نفسك يا حبيبي … لا زالت الحرب في أولها …" هتفت زوجتي وهي تدس كيس الخبز وبعض التمر وحبة طماطم …


لا تنسي …


ماذا …؟


رأس بصل …

****

لم تكن إلا …

كان الرجل هذه المرة قد شاخ تماماً…

لقد فقد صفاً من أسنانه …كان شاربه قد أبيض تماماً … كان قد تهدل حتى صار بمقدور أنفاس النملة أن تبعث فيه الارتجاف …

كان صوته قد بح تماماً …

وعلى خلفية الله أكبر التي لم تشيخ …أعدت ابنتي الكبرى حقيبة سفري العتيقة …


لا تنسي رأس ال…


زمت شفتاها باستياء … التقطت رأس بصلٍ بأطراف أصابعها …

قبلتني على عجل وخرجت للقاء خطيبها المنتظر تحت الشرفة …

وخرجنا … لنحرر الأقصى عير بوابات كاظمة …

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ