الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر

مجدي مهني أمين

2013 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قد يقول قائل "إن الإخوان يخسرون الناس بكل ما يمارسونه من عنف، وأن عنفهم يحرمهم من أي فرصة للمشاركة في الحياة السياسية، لذا فحساباتهم السياسية خاطئة"..هذا التصور يكون سليما لو كانت جماعة عايزة إن الناس ترضى عنها وتنتخبها وتشركها في الحياة السياسية، ولكن يبدو أن تصور الجماعة هو نفس تصور المحتل؛ اللي عارف إن الناس لا تريده ولكنه يريد أن يحكمها بالقوة.

- ولكن، من أين تأتي قوتهم هنا؟

تأتي في مخططتهم من انهيار مؤسسات الدولة، وأن يظلوا هم الجماعة الوحيدة الباقية، على أن تصبح الجماعة، فيما بعد، هي مؤسسة الدولة التي تحكم بالقوة.. هم هنا لا يهتمون برضا الناس، بل يهتمون بانهيار مؤسسات الدولة؛ من أول المدرسة والجامعة، مرورا بالإعلام، وانتهاء بالشرطة والقضاء والجيش. يساعدهم في مخططهم هذا؛ ضعف الحكومة البادي ، والتنازعات الفئوية بين كافة القوى السياسية في صياغة الدستور، كما يساعدهم وسطاء السوء الذين يريدون عقد مصالحة بين الحكومة والإخوان، مصالحة لو تمت فستقضى على شعرة معاوية القائمة بين الحكومة والشعب، وانقطاع الوصل بين الشعب والحكومة سيعجل بانهيار الحكومة ويتسيد الإخوان- بتنطيماتهم وأموالهم- المشهد بأكمله.

وها هو الإرهاب يقوم بدوره في إشغال الجيش في معركة متقطعة بعيدا عن سير الأحداث السياسية بالقاهرة، كما أن دعم الدول الموالية للإخوان تلعب دورها في أنها تعطي الإخوان المزيد من الأمل للاستمرار في مخططها لهدم مؤسسات الدولة.
تلك هي الصورة، قد تبدو قاتمة، ولا حل إلا في استرداد الثوار للشارع، فحكومة بهذا الضعف تريد شارعا ثوريا يخاطبها بقوة كي تستفيق وكي لا يبقى منها في موقع المسئولية إلا من هو قادر على إدارة شئون البلاد بالحزم والقوة اللازمة. أنا مع الفريق السيسي عندما قال في كلمته لجنوده منذ أيام:

- وخلو بالكم أوعوا تفتكروا إن البلد اللى ربنا تجلى على جزء منها يمكن أن يتخلى عنها أو يضيعها.

أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر نهبا لأحد، ولا لمخطط، ولا لأيديولجية لا تخدم إلا أصحابها، أؤمن بذلك، ولكن لا بد أن تكون لنا رؤية نبني بها مستقلبنا لنصل بر الآمان بدلا من أن تغرقنا هذه الحكومة المهتزة في مستقبل قاتم لا نستحقه بعد كل ما قدمه شبابنا من جهد وتضحيات .

لا حل إلا بالحزم مع كافة التظاهرات غير السلمية التي تقوض مؤسسات الدولة وترهب المواطنين، على الفريق السيسي أن يعلن التعبئة العامة، وأن يدعو للتطوع كافة المواطنين، فمصر في خطر لا يعادله إلا خطر العدوان الثلاثي الذي كان يريد استرداد مصر بأكملها لقبضة الاستعمار. ولا حل إلا بحسم مسألة الأمر أن مصر دولة مدنية، فما يقوم به ممثل حزب النور لا يقل خطورة عما قام ويقوم به الإخوان؛ وإن إختلفت الآليات، فلو كان سلاح الإخوان هو العنف، فسلاح ممثل حزب النور هو سحب مصر لمربع الدولة الدينية السلفية.

نريد تعبئة عامة، وشارع ثورى في حوار مع مؤسسات الدولة، ونريد دولة تحسم أمرها مع الدولة الدينية التي ترهبنا في الجامعة والعمرانية ومدينة نصر، والتي تسرق دستورنا من لجنة الخمسين، هذه اللجنة اللي بدل ما تصيغ دستور بتلعب سياسة، وتعمل توافقات على حساب مستقبلنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي