الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن العشيرة اولى بالانتخاب في بلاد يسكنها الاعراب؟!

عدنان جواد

2013 / 11 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الانتخابات في الدول الديمقراطية تسمح بترشيح المرشح من دون النظر للعرق واللون والخلفيات والجذور اعتمادا على الكفاءة والخبرة والاختصاص وتحقيق الاماني للمواطنين وخدمتهم، اما في عالمنا العربي الذي استيقض من حلم الديمقراطية الذي قيدته الدكتاتوريات والسجون والإعدامات والمقابر الجماعية ، والجذور القبلية التي ورثناها من تاريخنا الجاهلي الذي يقسم المجتمع بين طبقة العبيد والأسياد والسبايا والغزوات والجواري ، واني وابن عمي على الغريب، وانصر اخاك ظالما او مظلوما، ولو ان الاسلام شذب وعدل الكثير من التصرفات الجاهلية الى ان قضى على الفوارق الطبقية والعشائرية من مبدا (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) لكن الاعراب اشد نفاقا وعداوة للإسلام لذلك عادت تلك القبلية وحكومة العائلة بالتوريث بعد ان استشهد المسلمون الاوائل ، لان الخلفاء الاربعة ثلاثة منهم قضوا قتلا ما عدا الخليفة الاول، وترك مبدأ الشورى والمبايعة عندما سيطر على الحكم الامويين والعباسيين فأصبح الحكم بالتوريث.
اليوم وبعد ان انهارت الانظمة الدكتاتورية بثورات الشعوب العربية لكنها تحولت الى فوضى لغياب الترتيب والتنظيم، ولان المجتمع تعود على الكبت والحرمان باستخدام القوة والعنف، فالديمقراطية شيء جديد غير مألوف فكل مجموعة ترى فيها الفرصة في الحصول على المناصب والامتيازات، وكما حدث في مصر وكيف حكم الاخوان الذي قضوا عشرات السنين في المعارضة ولكن عندما اصبح الحكم في ايديهم خسروه لأنهم حكموا بعقلية المعارضه فرفضهم ألشعب وفي تونس وما يحصل اليوم من تنافس على السلطة يصل حد الاغتيالات للشخصيات ألسياسية وليبيا وما يحصل فيها من سيطرة المليشيات المناطقية والعشائرية على الكثير من مناطق ومفاصل الدولة.
اما في العراق وفي بداية الانتخابات اعتمدت القائمة المغلقة والدائرة الواحدة لتكريس الطائفية حسب المكونات والمناطق ، فتم تحشيد الشارع حسب الطائفة والقومية والتي كانت تخدم القوائم الكبيرة، لكن بعد المطالبات الشعبية وضغط المرجعية خوفا من تحول العملية الديمقراطية من دكتاتورية الشخص الى دكتاتورية الحزب والكتلة والسماح للكتل الصغيرة والشخصيات المؤثرة في المجتمع في الوصول الى السلطة، فتم اعتماد الدوائر المتعددة ونظام سانتليغو والذي لم يخدم القوائم الكبيرة، وفي الانتخابات البلدية التي حققت فيها القوائم الصغيرة حضور نسبي، لذلك قامت تلك القوائم بحركة استباقية، فتم خفض سقف التحصيل الدراسي للمرشحين باعتماد الشهادة الاعدادية مجاملة لشيوخ ألعشائر فهي اليوم تعتبر رصيد كبير في الاصوات الانتخابية وطالما ان الامية منتشرة ولازال المجتمع يعيش تحت هيبة ألعشيرة وقضية الفصل العشائري التي خضع لها السياسيين قبل غيرهم اثناء نشوب ألخلافات بينهم، فالناس تختار المرشح حسب العشيرة في الحصول على الحقوق من الدولة او المساعدة في التعيين او غيرها ، وحتى الكتل اصبحت لا تبحث عن صاحب الكفاءة والمبادئ والنزاهة والخبرة بقدر بحثها عن من يجلب الاصوات اي يمتلك شعبية تؤهله للوصول للبرلمان وطالما ان نصف المجتمع تعليمهم اقل من الابتدائية فسوف يختارون ما يمليه عليهم ولي امرهم وشيخ عشيرتهم وعاطفتهم، لذلك فالشيوخ رفضوا التثقيف وتسخير شعبيتهم العشائرية لنواب بدلاء عنهم او من اقاربهم او اولادهم لكي يحصلوا على الاصوات الخاصة بعشائرهم، فينبغي من اصحاب الامر التنبه لهذا الوضع وان العملية السياسية متجهة صوب الجاهلية بدل التطور والحكومة المدنية، وكل ذلك بفعل اهتمامكم بالمناصب بدل ترسيخ الديمقراطية، ومادامت الامور تسير في هذا الاتجاه فانصح المواطنين بانتخاب من يرونه ممثلا لهم ومدافعا عن حقوقهم من الاقارب على الاقل يمكن عتابهم والاتصال بهم!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن