الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتاج الأرهابين حرفة - الفقهاء -

حسين الشويلي

2013 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الحكمة ( الأمة أذا ماتت فكرياً خُلق فيها الأستبداد )

الأستبداد معنى منبسط على التأريخ الأسلامي . ولا تكاد تخلو مرحلةٌ تأريخيةٌ من أبعاده السلبية . وفي حاضرنا قد بلغ هذا الأستبداد ذروته بفضل التقنية في الأتصالات من شبكات للأتصال الأجتماعي وفضائيات ووسائل أتصال حديثة , ساهمت هذه التقنية من أخراج الأستبداد ( الديني ) من نصوصه الفقهية المتراكمة في بطون الكتب الى براح الواقع ليكون ثقافة مجتمع .

بيد انّ أنكفاء فقهاء السلطة والسياسة الى تحديث مناهجهم وتنويعها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة , ساهم بطريقة,, مباشرة,, في صنع جيوشاً تبحث عن الموت في سبيل أحياء الخلافة ( الدينية ) .
وهي واقعاً أنما نوع من الأستبداد السياسي بلبوس دينية . و ليس بمعاونة أيديولوجيات على قطيعة مع الدين لكنها في سلم معه كما في العلمانية واليسارية , بل أيديولوجيات متخاصمة مع الدين وتعمل على أستفراغه من مفهومه الحضاري الأنساني .
ومن خلال هذا التزاوج بين السلطة السياسية المستبدة وبين المؤسسة الفقهية , مستغلين بذالك النزعة الشعوبية العربية في تقديس النص الفقهي , والهيئة الدينية دون دراسة واعية للنص الفقهي وللشخص المتفقه . ومن دون عناء البحث او التفكير في جدارته العلمية الدينية للتصدي لأطلاق الفتاوى الدينية , وهذا التجاوب مع الفتوى ( الدينية ) ترجم واقعياً الى أعمال قتل وتخريب للدول والتي عادةً تأتي تلك الفتاوى من خارج حدود تلك البلدان .

ومصداقنا الأكثر واقعية ما حدث في مصر أبان التحرك الجماهيري لتصحيح الثورة بأقتلاع تنظيم الأخوان . والتي عمل هذا التنظيم على أخونة الحياة المصرية بكل أبعادها , وحتى وزارة السياحة طالتها يد تنظيم الأخوان , والسياحة لمصر تعد الواجهه الحضارية والركيزة الأقتصادية المهمة لأقتصاد البلد .

قد جاءت الفتاوى التي تدعم حكم الأخوان وتضفي عليه قدسية وأي خروج عليه هو بمثابة تمرد معلن على النصوص الدينية والشرعية الألهية ! والتي بطريقة,, ما جعلوا من تنظيم الأخوان ظل الله في الأرض ! وما يزيد في فضاعة تلك الفتاوى أنها أنطلقت من دول تعد الأكثر تخلفاً وسحقاً لكرامات وحريات الأنسان وأقصاء لحقوق المذاهب الدينية المختلفة معها , وتهميشاً بل ألغاء وجودي للمرأة . وأنتهاك لحقوق العمالة الوافدة .
فتركوا هؤلاء هواة الفتاوى الفقهية بلادهم تعج بالأنتهاكات الفضيعة التي تمارسها السلطة السياسية , وفزعت نخوتهم صوب شعوب تتقدم عليهم حضاريا وأكثر أنفتاحاً وقبولاً للأخر . فأفتوا بتجريم كل مَن يخرج منتقداً حركة الأخوان المحظورة في بلاد أصحاب الفتاوى ! كما أنطلقت فتاوى : العريفي , من السعودية لمناصرة تنظيم الأخوان المحظور سعودياً !

لاأعلم مدى السذاجة التي يتمتع بها المواطن العربي الذي يبحث عن العدالة والمساواة والتعايش السلمي في نصوص فقهية أستحدثتها المخيلة السياسية أبان حكم الممالك الأسلامية ؟ والتي حكمت بأسم الأسلام لكنها لم تحكّم الأسلام كنظرية مهمتها صنع الأنسان من الداخل ليكون كائنٌ حضاري منتج على أرض الواقع . ولم يأتي الدين لينتج ذبّاحين وقطّاعي طرق وقنابل بشرية تتفجر وسط البؤساء , بسخافة تبريرية كون عملهم ينطلق من غيرة,, على الله !
ومثالنا الآخرالذي هو مصداقٌ آخر لسوء أستخدام الدين والفتوى الدينية لقتل الأنسان البريئ وتهشيم عظام الوطن . وأعطاء مبرر مجاني لتدخل الأجندات التخريبية المبتزّة للمواطن وللوطن كمساحة جغرافية .

هو ما حدث ومازال يحدث في العراق من أعمال أرهابية متفقهه. والذي يبعث على الدهشة والتساؤل كيف تحول سقوط البعث الديكتاتوري الذي بنفاقية واضحة أدّعى أنه علماني ! أن تثأر له أكثر الحركات ( الدينية ) تشدداً ؟ كالقاعدة , وجيش العراق والشام وما تناسل عنهما من مجاميع تحمل ذات النفس الأقصائي الذي ينتمي الى عهود ما قبل الأسلام .
أنها مفارقةٌ لكنّها أنطوت على السطحيين والبسطاء الذين طالما مثلوا عبأً ثقيلاً على شعوبهم من خلال سطحيتهم المبتذلة , فتحولوا من بسطاء الى معاول لتهديم الوطن . وهم ضحايا كضحاياهم , والمتهم الحقيقي بهذا الحريق الأنساني العربي هم أصحاب الفتاوى الذين ملئوا راهننا بالمحرمات التي عقوبتها الذبح والسحل . لكن كان عليهم أن يلجئوا الى مكامن الأنسانية في دواخلهم ليسئلوها عن أي رب يمنح جنانه للجزّارين لبني الأنسان ؟

فأي محاولة وطنية لأسعاف راهننا العراقي المتداعي والذي يشكو الأرهاب المتأسلم خطابياً . هو بث الوعي عند الجماهير لأنتاج حالة من المناعة الذاتية التي لا تستقطب وتتبنى أفكاراً أجراميةً ترتدي عباءة التدين للتمويه .

خدمة الوطن تكمن في بث الوعي عند الجماهير . وتفعيل مفهوم أن العامل الوطني يتقدم على العامل الخارجي . المتمثل في ( الفتوى الفقهية ) والتي مصدرها الوحيد الذي تصدر عنه وتتجه نحونا هي المؤسسة الدينية السعودية , والتي تقف على عمود الفكر الوهابي المنحرف أنسانياً . فلم يعد ما نقوله لهؤلاء الوهابيون الذين ملئوا بلداننا بضحاياهم . سوى فضحهم دينياً لأنهم يتحركوا ويستقطبوا المغفلين دينياً .
فالحملة التي يتعرض لها المسلمين الشيعة خصوصاً والعراقيين عموماً بأعتراف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية هي أبادة جسدية وأقتصادية وأجتماعية وقيمية . وهذه الحملة كما جاءت لمصر من خارج الحدود وجاءت لسوريا من ذات المصدر , كذالك العراق فالمصدر الوهابي واحد , لكن فهمه متغير .

فمن المسؤولية الوطنية والأنسانية فضح , تلك العقلية القبلية المتخلفة وفق المفهوم الزمني والحضاري القائم . فشعار هؤلاء ( نحن الذبّاحون بأسم الله , نحن الوكلاء على الله , المتجردون لتمكين دين الله ) وكل من هو ليس على أسلامنا فهو هدفنا وطريدتنا ! وهذا الأحتكار للحقيقة الأسلامية حسب الفهم الوهابي , لايتصل بالأسلام الذي جاء مخاطباً الناس بلغة,, واحدة,, _ ياأيها الناس . ونصوص الحكمة الأسلامية تؤكد على عالمية وأنسانية الأسلام
, ففي قول الأمام علي خلاصة للفهم الأسلامي للحياة ( الناس صنفان أمّا أخٌ لك في الدين , أو نظيرٌ لك في الخَلق ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يرى القشة في عين صاحبه ولا يرى البد في عينه
سوري فهمان ( 2013 / 11 / 28 - 08:58 )
الكاتب المحترم

لم تعطينا رايك عن إرهاب حزب اللات وصاحبه دجال المقاومة وعن ولايت السفيه وعبادين الحسين فهل هذا من قبل أو من بعد الاسلام وهل حكم ايات اللات لايران الذي اعادها إلى القرون الوسطى هو من التقدم . أقل لك كما يقول المثل العراقي يرى القشة في عين صاحبه ولا يرى البد في عينه


2 - الطائفي البغيض أعلاه
ألأمل المشرق ( 2013 / 12 / 1 - 09:02 )
تحية للكاتب السيد حسين
إن ما يجري من إرهاب في مثلث الحضارات: سوريا والعراق ومصر هو من فعل فقهاء آل سعود وطبل قطر.. انه الإرهاب السني متمثلا على ألسنة شيوخ الفتنة والعهر والإرهاب من عرعور وقرضاوي وعريفي وغيرهم، الذين أصروا على مزج الدين بالسياسة فأسقطوا الدين وأسقطوا السياسة
وكما كتب السيد رمضان عيسى: الاسلام لا يمكن الا أن يكون عنيفا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=389005
الشرق الأوسط الجديدة تولد أمام ناظرينا تحت بوط الجيش السوري وه يدعس الإرهاب الإسلامي لتشرق شمس الأمل بدول علمانية في مثلث الحضارة: سوريا والعراق ومصر..تدحر الإرهاب الصحراوي وتعيده إلى بول الإبل وترمى شريعة صلعم إلى مراحيض التاريخ. أما الطائفي المقيت من أشباه الرجال مثل المعلقة رقم واحد أعلاه..فنقول لهن: متن بعيظكن

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة