الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف 2 – الخيار السوري الصعب

علي مسلم

2013 / 11 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في تصريح رسمي أدلى به روبرت فورد السفير الأمريكي في سوريا والمعني المباشر الأول بالملف السوري لشبكة نوروز الإخبارية حول مصير مفاوضات جنيف2 حيث قال ( انه لا بديل عن إنجاحها للوصول إلى مرحلة انتقالية وأن غلى المعارضة السورية تقديم بديل سياسي معقول لمصالح روسيا في سوريا ) والقراءة السياسية لهذا التصريح يضعنا أمام دلالتين الأولى وضع الجميع أمام خيار حتمية حدوثها في الموعد الذي تم تحديده مؤخراً من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من كانون الثاني القادم وهذا بطبيعة الحال يفرض على الجميع أيضا بما في ذلك النظام حسم موقفهم والتوجه إلى جنيف فور حصولهم على الدعوة بدون شروط على اعتبار أن أي خيار آخر لم يعد ممكناً على ضوء ما آلت نحوه الأمور مؤخرا من جهة سيطرة بعض القوى المتشددة على مناطق واسعة من الجزء المحرر من الشمال السوري وما يشكله من قلق لدول الجوار وتمادي النظام في استقدام الغرباء من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وقوى شيعية أخرى بقيادة العراقي أبو الفضل العباس وهذا بطبيعة الحال فرض واقعاً مغايراً لما كان يجري من صراع سوري الطابع وسوري الأهداف وسوري النتيجة إلى جانب التدخلات الإقليمية الأخرى المباشرة وغير المباشرة والذي دفع السوريون ثمنها باهظا خصوصا في ظل التراخي الدولي بعيد موافقة النظام التخلي عن ترسانته الكيميائية كسلاح استراتيجي والذي طالما هدد بها شرقاً وغرباً والدلالة الثانية تشير ولو بشكل مستتر بأنه تم استمالة روسيا نحو التخلي عن بشار الأسد في الوقت المناسب لكن سيكون ذلك مشروطا بالحفاظ على المصالح الحيوية لروسيا بضمانة دولية وإقليمية خصوصا بعد فقدانها لكل مواقعها قرب المياه الدافئة في المتوسط بدءا من ليبيا واليمن وتونس وانتهاءً بمصر وعلى الجهات المعارضة أن تبدي التزاماً بذلك كشرط نهائي وهذا ما أكدته بعض التسريبات الإعلامية بتعبير مفاده أن المرحلة الانتقالية التي تلي مباشرة مفاوضات جنيف2 سوف لن تشمل بشار الأسد وبعض الأساسيين من أعوانه الذين تمادوا في قتل السوريين كذلك الأمر بالنسبة لحضور إيران والذي ما زال يشكل نقطة إشكالية لدى قيادة الجيش الحر حيث تم التصريح به على لسان اللواء سليم إدريس حين وصف الدور الإيراني في سوريا بالمحتل والذي اشترط انسحاب كل الميليشيات الشيعية من سورية إلى جانب رحيل الأسد كمقدمة لحضور جنيف2 بالرغم من التأكيدات الإيرانية الرسمية بالحضور بدون شروط يأتي ذلك بعد الاتفاق الإيراني الدولي في جنيف مؤخرا ووضع الملف النووي الإيراني تحت المراقبة الدولية الدقيقة مقابل فك القيود عن جملة من العقوبات الدولية المفروضة عليها لعل من أهمها حظر تصدير النفط والتي أبعدت إيران عن المحيط الدولي لمدة طويلة وهذا بقناعة المحللين شكل انتصارا دبلوماسيا لإيران وباعتراف إسرائيلي أيضا حيث صرحت بدورها بأنها ليست معنية بهذا الاتفاق جملة وتفصيلا هذا الأمر وضع جميع المعنيين بالصراع السوري من نظام ومعارضة لأول مرة أمام خيار وحيد قد يكون مراً للبعض لكنه سيكون غير ذلك لعموم السوريين على اعتبار انه سينهي ولو تدريجيا هذا الطوفان الذي هبط على السوريين ثمنا لطلب الحرية والكرامة ونتج عنه هذا الدمار الفظيع للحجر والبشر علي مسلم – عضو قيادي في الاتحاد السياسي الكردي في سوريا في 28/11/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي