الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


17ديسمبر مجدّدا

رضا كارم
باحث

2013 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


________________
يستمر المجتمع الحزبي المرتهن لحدث 23أكتوبر الانقلابي ، في إدارة أزمته و البحث في الأسماء-المخارج المتاحة لتجاوز "الأفق المظلم" الذي انتهى إليه. و قد كُلّف أمين عام الاتحاد للاتصال برئيس حكومة الانقلاب على المسار الثوري، و رؤوس الأحزاب المختلفة لتنسيق إمكانيات الالتقاء مجددا لاقتسام السّلطة و إعادة توزيع فرص التحكم بالجماهير المضطهدة .
محاكم اقتصاد السوق ، تعاود الضغط على جرح ثائري جربة، و تكرر المحاكمة أيضا. فيما يموت وليد في باب الجديد ، و ترفع النقابات القمعية صوت الغدر مرة إضافية، لتتمنى على عائلات شهداء الثورة ، إنهاء ملفّ محاسبة القتلة من أعوانهم.
تستطيع نقابات البوليس المجرم تلك، استغلال دماء أعوان حرس ما، للحديث عن إغلاق ملف شهداء الثورة و جرحاها، أو ملفّ الثورة بالكامل. و لا تأبه حكومة الظلام و رأس المال، فتصدّر على عناوين إعلام الارتباط، أفكارها حول ميزانية السنة المقبلة.
رفع للدعم و زيادة للضرائب، و يُترجم ذلك بمزيد التفقير و التهميش، و فرض مساحات أوسع من الإقصاء و استعمال القبضة البوليسية ، و تغطية الجريمة بإعلام تابع و ترسانة قوانين وضعها السوق و قضاة وظفهم نفس السوق.
إننا إذن ، على أبواب المعركة الكبرى. سيخرج الجمهور، ليتخلّص من آلام الفقر و ناتجاته المذلّة، فهل ستصمد الجماهير هذه المرّة و تحوّل المشهد من مجرّد تنفيس عن صدمة ، أو تعبير حرّ عن جوع مفروض و قهر مسلّط، إلى حالة شتباك مكتملة الفصول تؤدّي بالضرورة الى استعادة حيوية 17ديسمبر و الإطباق على أجهزة الضبط و العسكر و التوجيه و التنفيذ؟
إننا لو سمحنا لتخريجات الجبهة الشعبية و الدوائر المتصلة بها، بالاقتراب من الحركة الثورية المقبلة ، فإننا لا نفعل غير إعادة صناعة الهزيمة و إعادة الخونة إلى مسرح طالما رفضهم و كشف تضاريس خيباتهم المكرورة.
لا رأس للثورة خارج الثوّار أنفسهم. إن انتظامات الجماهير الحرة النائية بخبراتها عن الهرمية و التسلّط و الزعامة ، ستخلق من داخلها أشكال الإدارة التي ستكون مناسبة للإرادة العامة الحرّة، و خادمة للمصلحة الجماعية التشاركيّة.
ليس هذا الحوار بين تجمعات خيانية فاسدة، مطمحا شعبيا حقيقيا. إنهم يصوّرون حلّا لأزمتهم، و يسوّقونها بوصفها أزمة كلّية تهمّ كل الناس. و لذلك يشتغل إعلامهم بطاقة غريبة للتغطية على الخديعة الكبرى، مثل جعل "الإرهاب" قضية للتداول ، أو صناعة أمل و تنفيذ أجندات حول ما يمكن أن يمثله الحوار الوطني لو نجح من ازدهار و تطور اقتصادي و تراكم القروض و المساعدات من كل العالم...لا يدركون أن الأغلبية المستغلّة ، قاطعت تلفزاتهم و هي تستعدّ لردّ حاسم على فضيحة الميزانية القادمة.
لم يتطلب الأمر إقناعا من أية جهة حزبية . لقد فهمت الجماهير، أن الحلّ الذي تقتضيه مصالح المافيات و واجهاتها الحزبية ، سيكون على حسابها، لذلك ستكون المعركة قريبة. و لن يجد الخونة فرصة لإقناع الشعب بشيء، بعد تلك الخيبات و الخيانات المتكررة.
________________
رضا كارم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر