الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعواناً لا أضداد من أجل قضيتنا

عادل شيخ فرمان

2013 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



لا شك أن التعددية وحرية التعبير والنقد البناء هي أهم العناصر الداخلة في بناء الديمقراطية الصحيحة ، ولا يخفى على أحد أن مجتمعنا الأيزيدي حديث العهد بممارسة هذه الحريات بحكم التبعية التي عانى منها ورزح تحتها منذ كان حتى عهدٍ قريب إن لم يكن حتى الآن . وعلى حداثة العهد بهذه المفاهيم فإن طريقة التعامل بها قد لا تتناسب والمضمون لأن الممارسة تنضج بمرور الزمن فهي تتمخض فتولد ثم تكبر وتنضج . ونحن نسعى لنرتقي بفكرنا بما يلائم هذه الولادة ونجتهد للمساهمة في توفير الجو الذي يلائم نضجها ، وما تشهده الساحة الأيزيدية هذه الأيام من مشاركة سياسية وبقوائم متعددة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة دليل على ذلك .
وعليه فلم يتبقى الا اختيار الطريق المناسب لإنجاح هذا المشروع من قبل القائمين عليه وانتهاج أسلوب التعامل البناء معها من قبل الجماهير فكلاهما مرتبط بالآخر . وفي ظل التوتر الإعلامي الذي يحدثه بعض الناشطين على الفيس بوك أو في مواقع أخرى فإن الواقع لن يشهد أي تغير ولن يحدث أي نجاح وبهذا لن يحصل أي تقدم في المجتمع مادام النقد المنتهج هداماً . ولهذا فإذا أُريد النجاح لهذا المشروع فإن على الناشطين الأيزيديين والمهتمين بالشأن الأيزيدي أن لا يبدءوا بالهدم وإثارة الشكوك والتشهير بالشخصيات والقوائم بقدر ما يفرض عليهم "حرصهم على الأيزيدياتي" الدعم والإنتظار أو على الأقل التمهل في شن الحرب على القوائم . فبمجرد أن تم الإعلان عن القوائم الأيزيدية المصادق عليها حتى ذهب بعض الناشطين الى الاستعجال بحكمهم عليها بأنها ستهدر أصوات الأيزيديين وتشتت وحدتهم وأصدروا حكم الفشل عليها قبل دخول المنافسة ونشروا مزاعمهم بشأن مناطحتها لبعضها البعض على مقعد الكوتا اليتيم. والأسوء من كل هذا إعتبارهم لهذا المقعد وكأنه هبة إلهية منزلة على أمين جيجو دون غيره حتى من أعضاء الحركة ، وبذلك فإنهم يلغون أن يكون للحركة أي فكر أو شخصية أو أن يكون لجيجو أي بديل آخر من داخل الحركة . وليت الحكم بقي عند هذا الحد ولم يتعداه ليصل بهم الى التهجم على القوائم الأخرى ونصحها بالمنافسة على المقاعد الوطنية .
فهل يقتضي "الحرص على الأيزيدياتي" كل هذه الجلبة ؟وهل يدعم المشجعون على هذه الفكرة القوائم في حال نافست على المقاعد الوطنية ؟ وهل نجد بين النشطاء من يتأنى قليلاً في حكمه ليمنح القوائم فرصة التحاور والتشاور وربما التحالف رغم الاختلاف في الأيديولوجيات قبل نفاذ المدة التي حددتها المفوضية للتحالفات السياسية وبعدها يكون باب النقد والتجريح مفتوحاً أمام الجميع ، أم أن السباق على السبق الإعلامي أهم للناشط من "حرصه على أيزيديته"؟
وبهذا الخصوص فإننا في قائمة البرلمان الأيزيدي قد بادرنا بالتحاور مع الإخوة في
(حزب التقدم الايزيدي ، حزب المستقبل الايزيدي ، التحالف الايزيدي الموحد والشخصية المستقلة المتمثلة بالسيدة نديمة كجان) وكل ذلك من اجل توحيد الخطاب الايزيدي للتقريب فيما بين وجهات النظر الى أقصى حد للعمل بالتعاون لا بالتضاد من أجل الأيزيدياتي .
والسؤال الذي يكرر نفسه هنا هو هل أن الشارع الأيزيدي سيتحرك لمساندة قوائمه الأيزيدية التي لبت ندائه واختارت مقترحاته في خوض المنافسة العامة شأنه شأن أبناء باقي المكونات العراقية الدينية والعشائرية والقومية ؟
وهل يلبي الكاتب والمثقف ورئيس العشيرة والشاب والشابة والطالب والطالبة والموظف والمواطن البسيط نداءنا ساعة نحتاجهم سيما وأن أصوات الأيزيدية تكفي لإنجاح جميع القوائم الأيزيدية المشاركة ؟
الا يحق لنا أن نحلم ولو لمرة واحدة أن تتوحد أقلامنا ويقف شارعنا معنا وننجح ، أم أن هناك من يقف حتى في طريق الحلم !
وأخيراً وليس آخراً فنحن قائمة البرلمان الأيزيدي نود أن ننوه هنا أن الفوز بالانتخابات ليس غايتنا الأساس بقدر ما يهمنا أن نثبت للآخرين وجودنا كوردستانياً وعراقياً وبخصوصيتنا الأيزيدية العريقة التي تجاوز عدد نفوسها النصف مليون والتي نفخر بها كتاباً ومثقفين وأكادميين وسياسيين ونعمل مع بقية مواطنينا لخدمة بلدنا بالمشاركة الوطنية المستحقة لا بالتنافس والتناحر على أسس عنصرية لا تمت الى الوطن بشيء .

عادل شيخ فرمان
رئيس قائمة البرلمان الايزيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24