الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!

سامر عبد الحميد

2005 / 6 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الكلمة التي ألقاها الرئيس "بشار الأسد" في افتتاح أعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب "البعث"،حملت مدلولات بليغة وفي غاية الوضوح لطبيعة الهواجس التي تؤرق النظام السوري.ويأتي على رأسها الهاجس الاقتصادي ،فقد جاء في الخطاب الذي ألقاه الرئيس أن:"الوضع الاقتصادى وتطوير الاداء فيه وتحسين شروط حياة مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا جميعا مما يعنى ضرورة ايلائه الاهمية التى يستحق من نقاشاتنا ".
و:"ان أمامنا لذلك فى المرحلة القادمة مسؤوليات كبيرة تجاه مواطنينا الذين يطمحون الى المزيد فى اطار تحسين واقعهم المعاشى
والخدمى وهذا لا يتم الا من خلال تحقيق معدلات أعلى من النمو والطريق الى ذلك يكون بتجاوز حالات الخلل فى أدائنا و معالجة الظواهر السلبية التى تعيق انطلاقتنا وتكبح مشروعنا الاصلاحى الذى ننهض به..".
من هذا الهاجس الاقتصادي،يمكن أن نستنتج ماهية التوصيات"الاصلاحية"التي ستنجم عن هذا المؤتمر الحزبي العتيد.
وفي الوقت الذي خاب فيه أمل المثقفين السوريين،وقوى المعارضة الوطنية والديموقراطية،من غياب أية إشارة جدية في خطاب الرئيس لأي نوع من أنواع الاصلاح السياسي الذي كانت المعارضة ترغب في سماعه،فإن آمال الجماهير الشعبية في تحسين مستواها المعاشي ،ستشهد انتعاشاً واضحاً في المرحلة المقبلة.
ورغم اعتراف الرئيس"بشار"بجدية الضغوط الخارجية،إلا أنه قال:"أن أى قرار أو توصية تؤخذ فى هذا المؤتمر يجب أن تعبر عن حاجاتنا الداخلية فقط بمعزل عن أى اعتبارات تهدف الى دفعنا باتجاهات تناقض مصالحنا الوطنية أو تسىء الى استقرارنا..".
وقد رأى بعض المحللين بهذا نوعاً من التحدي تجاه الخارج.غير أن واقع الحال يقول بأن الوضع الاقتصادي السوري المزري،والذي كما ألمح "جمال باروت" مرشحاً للانهيار بحلول سنة(2010)على أبعد تقدير، له الأولوية الضاغطة بالنسبة للسلطة السورية .
وقد سبق لنا أن أوضحنا في مقالات سابقة بأن إرخاء القبضة الأمنية لم يكن سببها الضغوط الخارجية فقط،ولم يكن ذلك بدواعي سياسية،أو إرضاء للمعارضة الداخلية الضعيفة،بل أن السبب الحقيقي هو تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوري المحبط"اقتصادياً"،ومنحه منافذ بسيطة لتنفيس سخطه،والتخفيف من غضبه المتفاقم نتيجة أوضاعه الاقتصادية المتدهورة.
ومن النافل القول،إن الضغوطات الخارجية لاتهدف إلى أية إصلاحات سياسية حقيقية،ولاتهمها حقوق الانسان أو إلغاء قوانين الطوارئ أو قضايا المعتقلين السياسيين،بشيء.
كذلك فإن مطالبات المعارضة الوطنية الديموقراطية المستمرة بالاصلاحات السياسية لايعني بأن تكون هذه الاصلاحات هي المطالب الشعبية ذات الأولوية.وبالتالي فإن تأثير هذه المطالبات سيكون ضعيف التأثير على النظام،ولن يدفعه عاجلاً لاحداث أي تغيير "جذري"في سياساته..والأحرى إعادة النظر بالمادة الثامنة من الدستور،والتي توهم البعض إمكانية ذلك في هذا المؤتمر بالذات!.
والشعب السوري لم تظهر عليه أية دلائل ذات معنى إلى أنه يعاني شديد المعاناة من غياب الديموقراطية والتعددية الحزبية.بل إن جل اهتمامه منصب على السعي للخروج من أزماته الاقتصادية الخانقة،والتي تضيق الخناق عليه يوما بعد يوم،دون أن يتمكن من الربط بين مشاكله الاقتصادية وطبيعة الحكم الشمولي.
غير أن السلطة السورية المطلعة على عمق المأزق الاقتصادي السوري،متخوفة أشد التخوف من لحظة الانفجار القادم للألغام الموقوتة المخيفة المزروعة في طريقها،كالبطالة المتفشية بنسبة عالية مرشحة للتزايد بقوة،ومشكلة نضوب النفط بعد ثلاث أو أربع سنوات وهو الذي تعتمد عليه الخزينة بشكل رئيس...الخ.
وهكذا،فإنه على الأغلب،سيخرج هذا المؤتمر بكثير من التوصيات الاقتصادية.والتي لن يكون من شأنها إذا لم تربط باصلاحات سياسية عميقة،سوى دفع الأمور الى مزيد من التفاقم والتعقيد،..حيث لات ساعة مندم!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة