الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى اليسار , أو البراكين الخامدة ؟

احمد مصارع

2005 / 6 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قوى اليسار , أو البراكين الخامدة ؟
ربما كان من الصحيح القول , من المهم الاستيلاء على السلطة , ولكن الأهم كيف يمكن الاستمرار في قيادتها , لا كثورة بركان غير عاقل , بل على شكل نار فرن مستحكم به , وقد لاتكون الأناقة مهمة في نظر الثورة , ومن هنا يمكن للثوار أن يقعوا في فخ ( الرجعية ) , بل وفي تخلف نظرتهم لمختلف فنون الحياة , بوصفها إنتاجا زائفا , من فكر وسلوك البرجوازية , بل قد يمكن لليسار أن يعلن الحرب بلا شعور على الشكلانية , متجها على الفور صوب المضمون , ولكن منطق كل الظواهر يثبت بما لا يدع مجالا للشك , فانه من غير الممكن فصل الشكل عن المضمون , وعلى الأقل هذا ما تقوله نظريات الجمال الإنساني , ولايمكن لأي عاقل أن يضحي بدون مبررات منطقية , بالجمالية المصاحبة للعمل الإنساني , لأن في مثل هذا السلوك يندرج التداعي والانحطاط , بوهم صرامة العقل , وضرورة العلم , وتجاهل مقولة عظيمة , وقد تقرأ خطأ , ( العقل السليم في الجسم السليم ) , وفي هذا إشارة واضحة لعلاقة الشكل بالمضمون .
بغير هذا المنطق ستنتشر فصول الرعب , بل وتربية الخوف العميق , من خلال الأباطرة والاستعمار والإمبريالية , وينشأ بشكل غامض وغير مفهوم , الاتجاه الأليم , في المعاناة والتضحيات , والتي يمكن الحكم عليها مباشرة , بأنها غير جائزة , إلا عند الطبقة التي تمتهن فنون الاعتداء على كرامة الإنسان , بوصفها مقاربة علمية وأخلاقية , وشعورية , يمكن التقارب نحو جنتها , ولكن بصعوبة بالغة , وتكون عبر ضبط النفس , بل والحكمة والتروي , وهذا ماهو مفقود في تماما إلا في الرياضات النبيلة , وبجهد حكام حقيقيين .
يمكن للمتعة أن تتم من خلال النظر لمصارعة الثيران ولكن ليس الى الحد , ألذي تقتل فيه وبوحشية بالغة , وكما تتصارع الديكة , ولكن لا معنى للمتعة , وبخاصة حين يحدث القتل , ولمجرد القتل , وكأن لانهاية رمزية تحد من فعل هؤلاء البشر غير الموت الحقيقي , وكأن لانهاية مقنعة إلا بموت ( الشرير ) وهو تعبير رمزي , ربما كان القائم به , بقصد منح المعنى لحياة قد تحتاج لمثل هذه التضحية , وبقصد التطهير , والسمو , ومن هنا يختلط الهزل بالجد , وتضيع الحدود الفاصلة , وتحتقر النهايات المفتوحة على الحقيقة , ويقترح لقيادة العالم بجنون شخص بسيط فاقد لكل مهارات الوعي , لا, وغير مدرك لضرورة الموقف الفلسفي والعلمي , وهذا بعض من قليل , لما يمكن وضعه في هذا المقام بوصفه , جزء من عي وغي اليسار , محليا وعالميا .
يعاني اليسار الثوري , من أدناه , لأقصاه , من شبح ظل مسيرته العرجاء , والمفتقدة لروح الأناقة البشرية , وهو ما يخالف روحه الحقيقية , فهو لم يدع صغيرا أو كبيرا ,إلا وأخافه , ولم يترك آمنا إلا وأحس بالاضطراب لمجرد حركته , وبوصفه ذلك البركان الخامد الذي ينبغي له أن لا يتحرك , ومن المؤسف أن يرسو في اللوحة الإنسانية بوصفه , مجرد فزاعة , ومجرد القاتل , من غير ( بروتوكول ) , ومن غير احترام لعلاقة الشكل بالمضمون , وكأنه النزق بعينه , بل وكأنه الحكم الذي يوقع على نهاية العالم , ولكي تطوى صفحة الحياة , ولكن قبل الأوان ..!!!
لا أحد يمكن أن تنتابه مشاعر الحسد للملك الضليل , فقد أورثه ما قبله , ثأرا لايمكن تحقيقه , بدليل نهايته المأساوية , والتي انتهت وعبر الألم الى مجرد محاولة الملك , وبئس المعذرة , تلتمس من خلال الموت في عالم فسيح الرجاء , وبئس الفكر , يكون وبالا على أصحابه الى درجة الموت خارج كل معنى يقره الضمير والعقل السليم ....بل ولا ينتهي في بؤرة الحفاظ على كرامة الإنسان , وهو مفهوم معقد عن علاقة الشكل بالمضمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |