الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع التشكيلية السودانية امل بشير طه

الريح علي الريح

2013 / 11 / 29
الادب والفن


حوار: الريح علي
على خلفية إفتتاح معرضها التشكيلي (كان يا ماكان) الأخير خلال نوفمبر الجاري، بصالة المركز الثقافي الفرنسي، إلتقت (الميدان الثقافي) بالفنانة التشكيلية الشابة أمل بشير طه، عقب إفتتاح معرضها الذي شرفه سعادة السفير الفرنسي بالخرطوم، بحضور مجموعة من المهتمين وأسرة الفنانة واصدقائها وطلاب كلية الفنون الجميلة وطلاب اللغة الفرنسية بالمعهد الفرنسي، وإشتمل الحوار على مجموعة من الأسئلة حول تجربتها الابداعية وعن تأثير الفن على حياتها الخاصة وعن بعض الانتقادات والتحليلات التي وجهت للمعرض، وعن دراستها للتصميم الداخلي وعن رؤيتها لواقع الحركة التشكيلية في السودان فإلى مضابط الحوار..
بدايات المسيرة:
* نريد أن نلقي الضوء على بداياتك كفنانة تشكيلية محترفة؟
** بدايتي غريبة شوية، اذ لم تكن لي كثير علاقة بالرسم والفن التشكيلي، سوى شخبطات الصغر، وفي مرحلة الثانوي كنت أقرأ عن الصلحي والعوام وبقية الرواد في الفن التشكيلى السوداني، وتغير الحال بعد دخولي الجامعة كلية الخرطوم التطبيقية قسم التصميم المرتبط بالعمل الفني وكان للجامعة تقليد بتنظيم معرضاً لطلاب المستوى الاول، وكنت مشاركة ضمن ذلك المعرض وعندما رأى دكتور عبد الله محي الدين الجنيد عميد الكلية نماذج لوحاتي شجعني على المواصلة وكان هذا الثناء قلادة شرف اعتز بها, كما قام دكتور الجنيد بتشريفي ثانية بافتتاح اول معرض خاص بي بفندق ريجنسي وهذا كان اكبر دافع للمواصلة والمثابرة والمداومة على الرسم .
* هل تأثرت بمدرسة فنية معينة؟
** ما ميالة لمدرسة معينة بقدر ما ميالة للجميل في العمل الفني وللفن كرسالة
* هل توجهين اعمالك نحو فلسفة معينة؟
** أبداً، لوحاتي نابعة من احساسي ومخيلتي، وانا لا احدد قضية ما او فلسفة محددة واجسدها، ولكن ممكن ملاحظة أن أغلب اللوحات يغلب عليها الطابع الانثوي نوعاً ما، بما اني امراة شرقية أعيش متجانسة في مجتمع يهيمن عليه الفكر الذكوري لذلك انا أحاول اوصل بعض فكر ومعاناة المرأة.
جوانب حياتية:
•هل تمتلكين مرسماَ خاصاً؟
** نعم ولكن غير مداومة على التواجد فيه، بحكم المشغوليات الأسرية خاصة واني ام لطفلين (حسام، وجوري).
* هل أثر الزواج سلباً أو وقف كعقبة في طريق تجربتك الفنية؟
** لا، بالعكس، وأنا في هذا المقام أوجه شكري لزوجي وهو الناقد الاول والمعجب الاول بكل اعمالي، ويعود اليه الفضل في كل نجاحاتي، وأستطيع القول ان الزواج جعلني أنجح اكثر ولم يكن عقبة في طريقي.
* هل أخذ الرسم منك أوقات ثمينة أو كان خصماً علي بعض جوانب حياتك؟
** بالعكس الرسم اضاف لحياتي الكثير، وحالياً اتجاوزت مسالة الاضافة والخصم لانه اصبح أي الرسم جزءاً من حياتي وشيئاً أساسياً فيها.
* فنانة تشكيلية معجبة باعمالها وتجربتها ؟
**الاستاذة: كمالة ابراهيم اسحق وهي من المؤسسين للمدرسة الجمالية الحقيقية وهي صاحبة اسهامات محلية وعالمية ولها لوحات واعمال تعرض في متاحف عالمية.
آراء وإنتقادات
* متى، وكيف نبعت فكرة المعرض الحالي؟
** عند زيارة المسئولين عن المركز لمعرضي العام الماضي بفندق يونيفيرسال في العمارات وكانت سعادتي لاتوصف عندما طلبوا مني التحضير لمعرض بالمعهد الفرنسي ومصدر فرحتي ان احدى امنياتي عمل معرض بالمعهد الفرنسي.
* ما هي أبرز الخامات التي تشتغلين عليها؟
** الحبر الاسود والورق المقوى العادي.
* وجَّه بعض النقاد آراء حول أعمالك مثل انها “غير ميالة لإبراز تحرر المرأة” وذات مزاج (محافظ)!؟
** أولاً التحرر في الفكر وليس اظهار مفاتن الجسد، وثانياً قوة فكر المرأة لايعبر عنها بالتعري، ثالثاً أنا عندما أرسم بتعامل مع الاحساس والخيال الملهم للوحة، ولا أتعمد أن أعبِّر عن قضايا فكرية بعينها، لذلك لا أرى ان تعري المرأة يخدم قضيتي في شئ.
* هنالك أيضاً، تكرار في الاشكال داخل بعض اللوحات؟
** هذا ليس عيباً(!) والمتابع للحركة التشكيلية العالمية يجد ان بعض الفنانيين يمتازون بسمات معينة في طرق رسمهم للاشكال خاصة عندما يتعلق الامر بوجوه اشخاص داخل اللوحة وهذا التكرار يألفه الناس ويصبح سمة مميزة لأعمال الفنان وعليه ارى ان التكرار في الشكل وارد لكن تكرار الفكرة يصيب الناظر والمتابع بالملل وهنا يصبح التكرار عيباً.
* عند تحليل بعض لوحات المعرض نجد ان الرؤية عن طريق الزوايا أشمل من الرؤية من الامام لوجه اللوحة إلام نعزو ذلك؟
** هذه ملاحظة سليمة، وهي ليست عيباً بقدر ما اسلوب للرسم أنا أميل اليه.
* ماهو سر إصرارك على الأسود والأبيض في جميع أعمال المعرض؟
** اللونين مريحين في العمل كمادة رغم صعوبتهما في التوزيع داخل اللوحة. بحكم انهما لونين فقط. والاسود قوي ويريح موضوع اللوحة بشكل واضح اي يخدم اظهار الموضوع ويعمل ترابط جيد بين مكونات اللوحة.
* الملاحظ للمعرض يجد ان اللوحات موضوعاتها مباشرة والسؤال هو لماذا لم تلجئي للتجريد الذي يثير اهتمام الناظر ويولد الاسئلة؟
** صحيح لا يوجد اسرار ولا رموز لانني ميالة للخروج باللوحة لبر الامان بحكم الاسلوب في الرسم الذي انحى به منحى وسطاً بين التجريد والصورة.
* اللوحات فيها “موتيفات” للطيور والعصافير ماهي الدلالة وراء ذلك؟
** الطائر يعطي احساس بالهدوء والامان والسلام والسكينة، والمعرض اسمه (كان يا مكان) وهو رسم لشخصيات في الخيال والحقيقة اشعر تجاها بالمحبة ومن منطلق هذه المحبة حاولت جمعهم في معرض واحد
* حاظل اسال عن “موتيفات” الطيور والناظر يجد الحمامة والطاووس والبومة ومعروف للجميع ومقبول رمز الحمامة ولكن الطاؤوس عند الكثيرين يمثل الخيلا وهنا مكمن السؤال ..
** (مقاطعة) قبل ما تكمل ،ابدا انا عندي لايمثل الخيلاء والطاوؤس طائر نادر وجميل ومن ندرته يمثل الهدوء والمحبة مثل الحمامة تماما
*نترك الخيلاء جانبا وناتي للبومة التي تمثل في بعض الموروثات الشعبية الشؤم والسؤال مما تتشاءم امل بشير ؟
** (ضاحكة) الموروث الشعبي الذي اورث البومة الشؤم، اورثها كذلك “الحكمة” ولاتنسى انها رمز للحكمة في الحضارة الاغريقية وفي اللوحة موجودة على اساس الحكمة وليس الشؤم
* دراستك للتصميم تسيطر على كثير من اعمالك، هل تتفقين معي!؟
** هذاالتحليل صحيح لان دراسة التصميم ظاهرة للعيان في طرق الزخرفة الصغيرة وتوزيع وحدات اللوحة.
* كيف تنظررين إلى واقع الحركة التشكيلية في السودان؟
** واقع ينبئ بمستقبل مشرق، خاصة وان عدد دور العرض في ازدياد مستمر، والسودان عنده فنانين على مستوى عالمي صراحة، لكن الاهتمام الرسمي والشعبي بالفنون الجميلة ضعيف، رغماً عن أنها أساس كل الحضارات الانسانية. وتحضرني قصة زيارة بعض طلاب كلية الفنون الجميلة للمعرض وهم أي الطلاب في المستوى الثاني في الكلية، وإشتكت احدى الطالبات من تخوفها وخجلها عندما ترسم وهذا مؤشر بمستقبل سلبي على الفنون لان هذه الطالبة في المستوى الثاني الذي يجعلها قد تكون كسرت هذا الحاجز من الخوف والخجل.
* هل أنت جزء من حراك إتحاد الفنانيين التشكيلين السودانيين؟
** لا، لكن علاقتي جميلة ببعض اعضاء الاتحاد وأتمنى لو أن الدولة تهتم بالاتحاد لأنه اتحاد رائد علي المستوى العربي والافريقي وهو حتى اليوم يفتقد لصالات العرض المتطورة رغم الريادة والتاريخ المشرف.
الإفتتان بالتصميم:
* في التصميم الداخلي وهو تخصص دراستك نجد ان السودانيين غير ميالين للتراث السوداني في تصميم وديكور المنازل؟
** بالفعل الناس غير ميالة للتراث وهذا ليس عيباً لأن الانفتاح نحو الآخر والجديد ليس عيباً كذلك، وخلال عملى وجدت بعض الناس ميالين للطابع النوبي وهو مريح للنفس بحكم مناظر الطبيعة الترابية والزراعية التي تتخلله وهذا الامر مريح للنفس الانسانية.
* كمصممة وتشكيلية، ومن مدينة بورتسودان التي تعد عروس المدن السودانية هل لديك رأي حول جماليات المدينة الآن؟
** آخر مرة زرت فيها بورتسودان فعلاً كانت جميلة ولكن لو شاور القائمين على أمر الولاية الفنانيين وأخذوا رأيهم ومساهماتهم على محمل الجد، سيكون وجه المدينة افضل وطابعها افضل لان الفنانيين أعينهم متعودة ومتذوقة للجمال.
* ماهو مشروعك الفني القادم؟
** سأكون مشاركة في معرض الابيض والاسود السنوي الذي يستضيفه المعهد الفرنسي ايضاً وسيكون بمشاركة مجموعة من الفنانيين المخضرمين والرواد وهو بمثابة تحدي اثمني ان أوفق في إجتيازه.
** أمل بشير طه.. سيرة ذاتية..
من مواليد مدينة بورتسودان، ولدت لأب سوداني وأم من أصول هندية، تخرجت في كلية الخرطوم التطبيقية عام 2010 قسم التصميم الداخلي ويعتبر هذا المعرض هو الخامس لها. وقد اجمع المهتمومون بالفن التشكيلي بانها من المميزات من فناني جيلها. وهي صاحبة خيال مسكون ومترف بالابداع واعمالها بها لطف ورقة تعكس مهارة الفنان السوداني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح