الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدلائل الفضائحية لمؤتمر جنيف

احمد عسيلي

2013 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا ان هناك قرار دولي لعقد مؤتمر جنيف و حل المسألة السورية من خلال اتفاق يرضي جميع الاطراف المعنية,فالثورة السورية و تداعياتها اصبحت مصدر قلق للعديد من القوى الاقليمية و الدولية و لا بد من العمل على انهائها بشكل يرضي الجميع و هو الامر الذي اصبح ضرورة ملحة لنا كسوريين لان الخراب و الدمار الذي حل ببلدنا الحبيب لم نعد قادرين على تحمل المزيد منه ,و يجب ان نعمل على الحفاظ على بلدنا بعد تخلي جميع الاطراف الدولية عنا.....و على الرغم من تأييدي لعقد مؤتمر جنيف الى اني اعتقد ان هذا المؤتمر يشكل فضيحة مدوية للجميع لانه كشف الجميع و عراهم و جردهم من اي ستار اخلاقي او فكري او ادعاءات بالقوة ..... و سأذكر دلالات جنيف و فضائحه على كل طرف من خلال النقاط التالية :
1- النظام السوري: سيظهر مؤتمر جنيف ان النظام السوري أجبر على الذهاب للتصالح مع قوى كان يعتبرها مجرد حفنة من العصابات المسلحة الارهابية و التي تستطيع الدولة القضاء على هذه الجماعات الارهابية من خلال قدرتها و هيبتها و احترام الناس لها ....لكن النظام سيظهر في جنيف و قد عجز عن التغلب على هؤلاء الارهابيين رغم كل الانقسامات و عدم التنظيم في صفوف مجموعات المعارضة العاملة على الارض و في صفوف السياسيين...و رغم شح المساعدات الدولية المقدمة للمعارضة و امتناع المساعدة العسكرية من الدول الكبرى و رغم الدعم الهائل الذي قدم للنظام من الميليشيات الطائفية العراقية و اللبنانية و الحرس الثوري الايراني فهو لم يستطع الاجهاز على هذا الحراك.....بل ان الاسد ضحى بمفاهيم السيادة الوطنية و رضي ان يكون مجرد تابع لايران و قبل مساعدة حزب الله له رغم ما لذلك من فقدان للهيبة و المكانة التي كان يتفاخر بها...و رغم كل ذلك فقد عجز عن الحسم العسكري.....و لا يستطيع احد الادعاء ان النظام ذهب من اجل مصلحة الوطن و من اجل الحفاظ عليه لان صورة الوضع السوري حاليا ابلغ من الادعاء بهذا الكلام الفارغ....و من جهة اخرى فقد اصبح من المؤكد تماما ان النظام يعجز عن اصلاح نفسه كما كان يدعي ....فلم تستطع اي قوة داخل النظام اصلاح الامور و ايقاف نزيف الدم و التفتت المجتمعي الذي حل بالدول السورية....بل ظهر النظام مجرد حكم عائلي و يستحيل اصلاحه من الداخل.... هذه الحقيقة كنا ندركها كسوريين معارضين لكن الامل كان موجودا لدى العديد من المؤيدين المعتدلين و الذين كانوا يأملون في الحفاظ على النظام و يراهنون على بقية من الوطنية التي يمكن ان تكون لدى بعض القوى داخل هذا النظام
2- المعارضة السورية: و قد اصبح من المسلم به ان الثورة السورية حملت ورقة النعوة لكل المعارضة السورية و لكل رموزها الذين كانوا يحملون رصيد جماهيري كبير الى حد ما....فالثورة فضحت المعارضين جميعا ووضعتهم تحت مجهر الثورة الذي ابان الكثير من حقائقهم و حقيقة الانتماء الوطني لبعضهم و قدرات و حنكة بعضهم الاخر...فالمعارضة لم تستطع خلال السنتين و نصف الماضية تقديم اي شيئ مهم للثورة بل كانت عبئ على الحراك الجماهيري و لعبت دور استنفاذ لقدراته و قوته ...و من جهة اخرى كانت فضيحة كبيرة للمعارضين السابقين الذين لعب بورقتهم النظام واجبرهم على كشف حقيقتهم .لقد كانوا مجرد ألعوبة وواجهة لتجميل وجه دكتاتورية العائلة...و حين شعرت هذه العائلة بالحاجة لهم لادخالهم الى حظيرتها دخلوا مذعنين....سواء منهم المفكرين أو الكتاب او من اصبحوا حاليا نواب ووزراء
3- سيظهر مؤتمر جنيف فضيحة القوى الغربية الاوربية والامريكية و تظهرهم بلا اي قيم اخلاقية او انسانية ....فرغم كل الوحشية التي عامل بها الاسد الشعب السوري..لم يقم الغرب بأي تحرك حقيقي لوقف هذا المجنون عند حده .فقد ضرب اجرامه ووحشيته بكل القوانين و الاعراف الدولية عرض الحائط...هذا الاجرام اوصله الى استخدام الاسلحة الكيماوية لضرب الشعب السوري و بدلائل و براهين لبعثات دولية وافق عليها كل الاطراف....و لكن الغرب و امريكا لم يقابلوا كل هذا الا بالكلام و الاستنكار رغم معرفة الجميع ان الغرب يستطيع لجم هذا الاجرام.....لكن المصلحة كانت اولا.....فالغرب بعد مؤتمر جنيف اصبح مجردا تماما من كل القيم التي يدعي امتلاكها و من كل الاسس الانسانية التي ينسبها الى نفسه.....فقد اصبح جليا جدا ان النظم الاوربية مجرد كائنات اقتصادية استهلاكية لا يهمها اي قيمة سوى تدفق الاموال على بلدانهم و الحفاظ على وضعهم السياسي و الاقتصادي حتى لو كان ذلك على جثث العالم كله...و سيظهر مؤتمر جنيف ان الغرب لم يتغير بعد الحقبة الاستعمارية الوحشية....بل مازال هو نفسه لكنه غلف نفسه بورق رقيق جدا و قد اصبح عاريا من هذا الورق بعد موقفه من المسألة السورية....
4- يشكل مؤتمر جنيف فضيحة لايران و روسيا و الصين الذين تبنوا قضية النظام السوري و دعموه لدرجة تأثر بها الاقتصاد الايراني نفسه.....و رغم ان هذا الدعم قابله الغرب بالصمت المطبق و فتح المجال واسعا لهذه القوى كي تساند نظام الاسد....الا انها عجزت عن قمع الثورة رغم القدرات المالية الهائلة التي رصدت له و رغم الامتدادات و النفوذ الذي لايران و روسيا داخل سوريا.....و مع ان مسألة الحفاظ على نظام الاسد مسألة حيوية جدا بالنسبة لروسيا و مسألة تقع في جوهر السياسة الايرانية....فلم تستطع هذه الدول جعل النظام ينتصر و يقضي على ثورة شعبه
5- سيكون مؤتمر جنيف فضيحة لجامعة الدول العربية التي ظهرت كقوة بلا اي فعالية و لا وزن دولي....فرغم كل توصيات الجامعة و قراراتها التي رفعتها للامم المتحدة لارغام النظام على وقف استخدام القوة و رغم تجميد عضوية النظام داخل مؤسساتها فلم يكن لها اي دور في المسألة السورية....بل ظهرت بلا حول و لا قوة امام الدول الكبرى التي لم تكن راغبة بحل الموضوع السوري.....هذا من جهة...اما من جهة اخرى اكثر كارثية فان جامعة الدول العربية لم تتحرك ابدا للاحتجاج على الاحتلال الايراني السافر للاراضي السورية و لم تقم باي رد فعل تجاه اقرار حزب الله بدخول قواته الى الاراضي السورية...و لا يدعي احد ان هذا الاحتجاج غيرممكن لان حزب الله دخل بموافقة السلطات السورية.ذلك لان جامعة الدول العربية لا تعترف بهذه السلطة و قد جمدت عضويتها داخل اروقة الجامعة.... فما هو دور جامعة الدول العربية يا ترى بعد هذا الفشل المذل في الموضوع السوري؟؟؟
و اذا كان من المعتاد ان تقام مؤتمرات الصلح و التفاوض بين الاطراف المهزومة او التي لم تستطع الحسم فان ميزة مؤتمر جنيف ان الهزيمة ستكون شاملة للاطراف و للعالم كله كقوى وشخصيات بالاضافة الى هزيمة فكرية و اخلاقية سينعم بها العالم اجمع........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة