الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران أمريكا ..وحلف بغداد القادم من الماضي

علي رجب

2013 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


إيران أمريكا ..وحلف بغداد ..وقدر مصر
لقد شاهدنا كيف كان العناق الحار بين وزير الخارجية الأمريكي"جون كيري"، ومسؤليين القوى العالمية الخمس بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمعروفة باسم مجموعة(5+1)،بحضور مثل المرشد الاعلي للثورة الاسلامية،و عقب نجاح الإتفاق بين إيران ومجموعة (5+1) والوصول لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني ، الأمور لم تكن واضحة ولكن التغيرات في منطقة الشرق الأوسط خاصة في مصر والإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين في مصر فشلهم في إقناع المصريين بإدارة البلاد، وكشف تحالفهم مع الأمريكان أدي مع عدم إستقرار العراق ، ووجود مبادرات ونية لخروج الخليج عن الطوع الأمريكي لصالح روسيا ، وزيارة الروسية الكبيرة بقيادة وزير الخارجية الروسي "سيرغى لافروف" ، ووزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" إلي مصر أدي الي قلق سرع الإتفاق مع إيران،أدي إلي إسراع الوتيرة وشرب نخب المصالحة بين طهران وواشنطن ولملمت أشلاء الأصدقاء القدامة في شكل حلف قديم بعنوان جديد.
الأمور منذ البداية والإتفاق لم يكن مفاجأة لقد كانت لعبة النووي الإيراني ليس مجرد إلا نوع من الضغط والتخويف لدول الخليج لإستمرار حلب البقرة البترول الخليجية ، عبر مزيد من شراء الأسلحة ،ووجود القواعد الأمريكية ، واليوم ايقن العرب أنهم فقدوا حائط صد قوي هو" صدام حسين "بما كان وبما عليه من سياسيته ولكن كان يقود بلدا موحد اسمه العراق اصبح اليوم تحت إدراة مليشيات ، بتوقدها طهران وواشنطن بالريمون كنترول .
علاقة طهران وواشنطن قديمة رغم العداء الظاهري إلا أن كلاهما كان حليفن وإيران تلعب دورا أساسيا في إعادة خريطة الشرق الأوسط الجديد، أو مفهوم الفوضي الخلاقة ، فإيران التي كانت تعادي الشيطان الأكبر قامت بشراء سلاح من الشيطان الأصغر اسرائيل في السر وقت حربها مع صدان حسبن في حرب امتدت لثماني سنوات أنتهت بلا نصر أو اللا هزيمة وهي التي عرفت بفضيحة "ايران - كونترا "،وكانت إيران وماتزال طرف في وساطات سلاح مع الولايات المتحدده .
فمنذ صعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلطة في البيت الأبيض أو من قبلها ووضحت الرؤية جيدا لتعامل الايراني الأمريكي فيما يتعلق ، بخصوص الإتفاق بين إيران و ""5+1 "فقبل قبل توقيع الإتفاق بأيام حدثت مراسلات سرية بين أوباما والرئيس الايراني حسن روحاني ،والذي لا تتعدي مهام منصبه سوي سكرتير لتنفيذ مهام القائد الاعلي لثورة الاسلامية في ايران ايه الله علي خامئني،وقبل الإتفاق بأيام معدودة وقعت تركيا إتفاقيه أمنيه وإستراتيجيه مع إيران ، وهما البلاد الأكثر عداءا وفقا لتاريخ السياسي والديني للبلدين ، فإيران وتركيا لم يتفقا عبر التاريخ في مرات معدودة ولمدة ليست طويلة ، فاليوم تكرار للماضي حيث كان هناك حلف بغداد هو أحد الأحلاف التي شهدتها حقبة الحرب الباردة، حيث تم إنشاؤه عام 1955 للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وكان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة من العراق وتركيا وإيران وباكستان.، واليوم حلف جديد هو ايران وتركيا وحلف الناتو وامريكا ومعم بدون شك العراق القابعة تحت الهيمنة الايرانية الأمريكية .
في خطاب توليه الرئاسة أمام الكونجرس تناول باراك اوباما حرب العشر سنوات التي خاضتها امريكا في أفغانستان والعراق،في خطاب تولية ولايته الثانية باراك اوباما قال أنه يفضل حلا سياسيا ودبلوماسيا مع ايران، مؤكداً على قراره بعدم شن أية حرب حتى يعطي للدبلوماسية كل حظوظ النجاح، وهذا هو أساس الاستراتيجية الأمريكية مع إيران ، فواشنطن تدرك جيدا أن إيران هي الحليف الأقوي الأن بالشرق الأوسط ولكن سيكون بمكاسب قوية لطهران إلي ساعدت أمريكا في اسقاط اقوي عدوين لها بالمنطقو وهما نظام طالبان في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق بدعوي الإرهاب في الأولي ،و الأسلحة الكيماوية والنووية في الثانية والتي دخلت أمريكا في إتفاق مع إيران بشأنها!!
فعند سقوط الإخوان ومع نجاح خطوات العملية الإنتقالية بمصر جعل أمريكا أكثر إضطرابا وأعادها إلي صديقها القديم،وعجل بخيار التوافق مع إيران بقوة ، للإبقاء على توازن قوى في المنطقة يمكن لواشنطن من خلاله ايجاد مساحة وهامش من التحرك لدى طهران وحلفائها، والإستفاده من دورإيران وبالأخص "قاسم سليماني"، فائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والمسؤول عن القوات العسكرية الإيرانية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك معارك بشار الأسد في سوريا.
رغم كل يوم تنشر الصحف الإسرائيلية والعالمية عن قرب توجيه ضربة إسرائيلية إلي المنشآت النووية الإيرانية إلا أنها في النهاية كانت الأكثر تحفظا علي الإتفاق ولكن لم تكن رافضه وخرجت وسائل وقادة الكيان الصهيوني ليعقلوا علي الإتفاق بعبارة "العرب يتبولون علي سرواليهم من التقارب الأمريكي الإيراني".
الأمور القادمة طهران ستصبح أكثر تقاربا لواشنطن بل وحليف إستراتيجي لحمياة المصالح الأمريكية بالمنطقة وحماية أمن إسرائيل مع قليل من المغانم لأبناء الخميني، وسيترضي حزب الله بالحالة الصفرية خلال المرحلة المقبلة في علاقته مع الكيان الصهيوني.
وقد تتوقف الفصائل الفلسطينية المقاومة التي لها علاقة بإيران إلي شرطي لحماية أمن اسرائيل ، وفي المقدمة حركة حماس، التي تسعي الي عادة علاقتها بإيران عقب سقوط حكم الإخوان الجماعة الأم بمصر.
وتتحول القاهرة خلال المرحلة المقبلة في حالة إستمرار سياسية العداء بين مصر وأمريكا ،وأخرها تهديد رئيس الحكومة المصري حازم الببلاوي، بطر سفير واشنطن من القاهرة إذا إستمرت سياسية التدخل في شئون مصر، ومعها تتحول القاهرة إلي دولة المانعة،وبذلك نرجع إلي الوضع الطبيعي للمنطقة .
حلف بغداد جديد بين نفس أعضاء الحلف القديم ولكن هذه المرة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وليس بقيادة بريطانيا،حلف بغداد القديم ..راجع مرة اخري من اجل الا تقوم للقاهرة قائمة ..الكل يقلق من عودة قاهرة المعزة لامجادها وتعود مصر دورها الطبيعي في مواجهة هذه الألاف المجتمعة وقد يدخلوا في حرب عسكرية لكسرها كما فعل في 56 و67 ، ولكن هذه المرة بايدي حفة من ابنائها الذين يتغنون بالديمقراطية الأمريكية ولا ينسون انهم يدمرون وطنا من اجل "الحرية" التي تستباح علي جسدها الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة