الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاقيه النووي مع ايران

اكرم مهدي النشمي

2013 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الاعتدال او الوسطيه في مفهوم السياسه الدوليه
ان التقارب الامريكي الاوربي من جهه ايران حول برنامجها النووي والاتفاق الاخير الذي يدعيه سياسيي امريكا بانه جاء نتيجه انتخاب قياده معتدله وسطيه المنهج متمثله بالرئيس روحاني وكانهم لايعرفون بان محرك السياسه الايرانيه يتمثل بالثيوقراطيه الدينيه والتي يرأسها المرشد الاعلى ولايه الفقيه السيد الخامنئي ان له القياده والكلمه الاخيره في الفصل الاخير من المسرحيه ,فما الذي تغير في فكر الخامنئي العقائدي والذي كان يعتبر ويؤكد بان امريكا ماهي الا الشيطان الاكبر ومن واجبه الديني وتوصيات كتب الله الوقوف بوجهها ولو تطلب الامر ان يطعم الشعب الايراني حجر ويسقيه بترول, فاين هي النقطه المرسومه في فكر الجانبين الايراني والامريكي ومن يخطط لمن ومن اين جاء الاعتدال؟ هل جاء توصيه من الله ام ,ان السيد اوباما والذي فرض نفسه بديل لسياسه المصالح الامريكيه سوف يواجه التسقيط الاكيد على ايادي الصقور المخططين لمستقبل امريكا العظمى وانهم لن يسمحوا لمراهق سياسي مغمور ان يتحكم بمصير اقوى دوله على مر التاريخ
ان الاعتدال يعبر عن سلوكيه مرحليه تقتضيها اللعبه السياسيه لتحقيق مكاسب محدده ولايمكن ان تكون مبدا عام على الاطلاق, وبالتاكيد سوف تتغير او تميل الى جهه من الجهات وهذا الذي يؤكده التاريخ وتجارب الاتفاقيات والتحالفات ومن الامثله التي لازالت في ذاكره الحاضر هو الاتفاق مابين هتلر النازيه والحكومه السوفيتيه في عهد ستالين وماتبعه بعد ذلك,وكذلك اتفاقيه صدام مع شاه ايران حول شط العرب والذي اعتبرها الاول خرقه باليه يستطيع الجانب الايراني ان يتمسح بها, ان الصراع مع ايران هو صراع مصالح و مبادئ وافكار عقائديه متجذره وليس صراع مصالح اقتصاديه ومكاسب منفعيه انيه مجرده فقط,انه الاتفاق الاخطر والاصعب في المعادله السياسيه الدوليه كما انها لن تستمر على حالها المعتدل لعدم وجود القاعده الفكريه التي تستند عليها اللعبه السياسيه مابين هاتين الدولتين ,ان هذا الاتفاق هو وسيله من وسائل التحايل السياسي بين عدوين لايجمعهم الا مبدا الحقد والكراهيه ولاتوجد قاعده او ركيزه ماديه للالتقاء,فمن جانب امريكا فانها تريد ان تقوض النفوذ الايراني الشيعي في المنطقه وتجزأه الى فتات يمكن التهامه بسهوله ,فهي لاتريد لايران ان تكون قوه نوويه او عسكريه تقليديه او حتى قوه اقتصاديه ولذا فالاسلوب المتبع سوف يكون على اساس تقويضها سياسيا وعسكريا واقتصاديا,فان لم يكن اليوم فبالتاكيد سوف يكون غدا ,ان دوله ايران الاسلاميه بمواردها الماليه ومركزها الجغرافي ونفوذها العقائدي المتوسع يوميا سوف تكون الشوكه التي تدمي تطلعات امريكا ومصالحها في المنطقه وبدون الحاجه او اللجوء الى السلاح النووي, ان ايران تعتبر امريكا شيطان اكبر لايمكن الوثوق بها او الركون اليها فهي اساس الفساد الفكري والاخلاقي ومصدره الحروب والمشاكل حيث لايمكن التعاون معها باي شكل من الاشكال وعليه سوف يعمل الجانبين بصوره محمومه وسريعه للسيطره على المنطقه وتوسيع النفوذ واستمرار الهيمنه عسكريا واقتصاديا من جانب امريكا وحلفائها ومذهبيا عقائديا من جانب ايران
ان الاتفاق النووي الاوربي الامريكي مع ايران هو اتفاق مرحلي لسياسه منهجيه ومبرمجه ابعد من هذا الاتفاق ومايتضمنه حيث لايمكن احتواء ايران وترويضها من خلال الاعتقاد والبناء على سلوكيه ايران المعتدله الجديده المتمثله بالرئيس روحاني,ان النطام الايراني نشا على اساس مذهبي ديني له تطلعات مستقبليه ابعد من حدوده فهو يطمح الى ان يكون القوه المحوريه التي يجتمع حولها ويسير في فلكها جميع المؤمنيين فهي المصدر لانتشار الحركات الاسلاميه والمذهبيه في المنطقه من السعوديه والبحرين والى لبنان والعراق والسودان وانها سوف لن تكتفي بهذا الحد خاصه عند امتلاكها لموارد ماليه اكبر واعظم من الان,
ان مبدأ الاعتدال السياسي لايمكن اعتماده في فكر وعمل الاحزاب الدينيه والتي تاخذ من الهياكل والنصوص الدينيه اوليات مقدسه يجب اعتمادها في العلاقات ورسم المستقبل وما تجربه الاخوان المسلمين في مصر الا مثال حي على ذلك فبعد ان كانت حركه الاخوان المسلمين تمثل التيار الاكثر اعتدال من بين جميع الحركات الاسلاميه في المنطقه تبين هدفها وتطلعاتها عندما استلمت السلطه في مصر , وبعد ان تم انتحابها فضت لباسها وخلعت ديمقراطيتها لتكشف عن توابتها الدينيه وتطلعاتها المخيفه

اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغريم المجر بسبب سياسة اللجوء | الأخبار


.. وصول الفرنسي لوي أرنو إلى باريس بعد الإفراج عنه في إيران




.. الحوثيون يؤكدون استمرار عملياتهم بالبحر الأحمر إلى أن -تتوقف


.. انقسامات في اليمين الفرنسي.. سيوتي يطعن بقرار طرده وزمور يست




.. الدبابات الإسرائيلية تتوغل غرب رفح.. ليلة أخرى من الرعب