الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة التدوير، ومحمود مليجي الثورة

مختار سعد شحاته

2013 / 12 / 1
كتابات ساخرة


إعادة التدوير:
يستمر مسلسل الحكومات بنفس الآداء الركيك، بل إن شئت الرقيع، حيث اعتمدت حكومات توالت على مصر بعد ما عُرف بثورة 25 يناير، باعتماد شيطنة الثوار، وهو ما بات باللفظ الدارج –وهو الأكثر توصيفًا وجلاء في وقتنا الراهن- وصفا مختصرا لـ"عِدلتك ما بتتعدل". نعم نفس السيناريو المكرور والخال من الدسم والسكر، والمملوء بالتخمة السياسة والكرش الفشلي المبين. فقط تأمل الحكاية منذ انطلاق شرارتها الأولى هناك في المحلة في أبريل الماضي قبل سنوات، تذكر معي، اجتهد ان تواجه نفسك بالحقائق، تذكر كل الوجوه وبم وصفت حفنة عمال المحلة التي صرخت "قرفنا من السيناريو بتاعكم ريس وحكومة". ستجد المشهد يتكرر بسميترية عجيبة، لا تدل علماء الإنسانيات إلا إلى إشارة واحدة، أن الشعب المصري شعب مغرم بالسيناريوهات ولو "خنيقة" و"مضروبة"، وكأن الشعب المصري أكثر شعوب الأرض إيمانًا بالحكمة "التاريخ يعيد نفسه"، ويبدو أن مصر وما وصلت إليه من شأن "زبالة"، جعل من المصريين يتعاملون "باستاندر مصري خالص" مع الحكمة، ولكونهم وبخصوص "الزبالة"، فقد صاروا ضالعين في فن إعادة التدوير للأنظمة، ولكونها كذلك تدخل عالم صناعات إعادة التدوير ببطء، فحكومتنا وشعبنا يعيدون تدوير المقولة الأخيرة "التاريخ يعيد نفسه"، ولكن بمنتج حكومي وشعبوي شديد الرداءة، بل لا نجرؤ على تصديره.

فلاش بالك سريع:
تأمل معي أولا آداء الحكومات؛ فمنذ نشأة مصر الحديثة وهي محكومة بالعسكريين أو أبناء هذا "العسكري" الألباني، حتى انتهت إلى يومنا هذا، أي أنه إعادة تدوير للحكومات والعسكر، وحين حاول العسكر مرة أن يقدموا لنا إعادة تدوير جديدة جاء مجلس قيادة ثورة، كان قد دعا إلى العدالة الاجتماعية باصلاحات عديدة، لكنه لم يغفل إعدامات عمالية، وحركة قمعية لا مثيل لها، وهو ما لا يمكننا إغفاله عن فترة المجلس وقتها، والذي أعاد تدوير بعض الضباط الأحرار، لنعجب كيف فسدوا وصاروا من أصحاب النفوذ فيما بعد، وأعادوا وعوائلهم طبقية حاربوها.
كذلك حين جاء مجلس أعلى عرفه البعض بالمجلس العسكري، والآخرون أحبوا أن يسموه "مجلس الغازكر"، هو الآخر أراد ان يضمن إعادة تدويره فتمخض وولد لنا حالة فارقة في التاريخ المصري، انقسم على إثرها بحدة الشارع والبيت الواحد، حين جلس وتفاوض مع نظام متأسلم، وسلمه البلد على طبق من ذهب، فكانت إعادة التدوير ما نعق به الكثير بالوصف "‘ُرس انتخابي للديمقراطية"، والحقيقة أنه منتج معاد التدوير، انتهى بالبلاد إلى رئيس يريد أن يعالج قضية سد النهضة بالدعاء لله أن يمطرنا ويبارك لنا في مطرنا، بل زاد أن انتهى الحال بالبلدة إلى هذا الرأسمالي المتعصب لماليته "الببلاوي" رئيس الوزراء، صاحب هذه الحكومة العجائبية التي أعادت تدوير المجتمع من جديد، ولك ان تنظر إلى الدكتور حسام عيسى والعمالي المناضل –سابقا- كمال أبو عيطة، وكيف تم إعادة تدويرهم، لتنتج لنا الأول رئيسًا للتعليم العالي والذي صار "أبو لسعة"، وعيطه الذي يحارب المضربين من العمال الذين أضرب معهم قبل ذلك.

يا نور النبي!! قصدي يا نور عينيه:
تستمر سياسة إعادة التدوير لتنتج لنا من هذا الوضع الزبالة وزارة داخلية جديدة، فتدخل وزير الداخلية نفسه في ما قبل 30 يونيو، وتنتجه وتعيد تدويره لما بعدها، ولأننا شعب "حبوب" و"مسامح"، ويؤمن بأن "يا بخت من بات مظلوم"، فهو يتغني للوزير نفسه بعد إعادة تدويره، ويتفنن في عرض بضاعته ووزارته المُدوَّرة، ليخبرنا بأنه لا خرطوش في حرم الجامعة، وكان الجثة في كلية الهندسة "قتلها الأشباح"، بل إنه أعاد تدوير المواجهة مع المجموعات الناشطة، فأنتج نوعًا جديدا من القمع، برعاية مؤسسة الرئاسة المهتزة، حيث أعطت ومررت قانونًا مشينًا للتظاهر، فجاء ضرب البنات وسحل المتظاهرين، بل لا مانع لديهم من القذف ببنات تهتف ضد القانون من الرمي في الطريق الصحراوي، وهو كله نتاج الشعور العام الغامض الذي أنتجه القول "معقول نعمل فيكم كده!! دا أنتم نور عنينا".

محمود مليجي الثورة:
تتوالي إنتاجات الدولة للبضاعة معادة التدوير، حتى في خصومها، وبعيدًا عن خصومة التيار المتأسلم، لكنها هذه المرة تتجه بكل طاقتها نحو شخص وفرد واحد، ناشط سياسي يسمى "علاء سيف عبد الفتاح"، وبشكل شخصي كلما أتذكر هذا الناشط بصفه الأول الثانوي في بيجامة نومه حين زرت بيت الدكتور أحمد سيف والدكتورة ليلى سويف بصحبة صديق، اندهشت من جسده النامي، لكن زالت دهشتي حين عرفت أنه صار في إعادة التدوير في دولتنا المصرية "محمود المليجي الثورة"، فهو يسرق المدرعات والبنادق الآلية، ويضرب قوات الصاعقة، وقوة الاقتحام وينتهي به الأمر أن يسرق جهاز لاسلكي "رتبة" في الشرطة،الحقيقة أنه إنتاج رخيص، لكن علاء عبد الفتاح لعب الدور الجديد بحرفية عالية فهو ربيب كفاية، ورمز من رموز الثورة، وارتبط اسمه بالمحاكمات العسكرية في قضيته ضد المجلس العسكري، وتستمر السلطة باختلافها في إعادة تدويره لكن في دور محمود المليجي نفسه، وللحقيقة فعلاء لم يبخل على نفسه في تقمص الدور، فمرة يسب هذا، ومرة يشتم ذاك بأمه، ونسى أن الشعب لا يهمه من هو "محمود المليجي" الإنسان الذي ينفعل ويغضب ويحلم، ويصر أن يرى محمود المليجي الشرير، وعلاء لم يبخل على نفسه فمرة يقع في شرك طنطاوي، ومرة تالية الإخوان، حتى انه لم يبخل على شخص "الراحل الشيخ الشعراوي"، كما انتشر، ونسى أن المجتمع إلى جانب إعادة التدوير من قبل السلطة فهو شعب يعشق الأساطين، وهنا لا أنتقص قدر الشيخ في ذمة خالقه، ولا ألمح إلى طنطاوي وإن كنت أطمح. لكن دومًا هو جاهز لتأدية الدور ببراعة، وغن شاركه بعض الشريرين من عينة ثوار لا للمحاكمات العسكرية وغيرهم. "ولد الدكتور احمد سيف والدكتورة ليلى سويف"، أجبرته السلطات المتعاقبة على لعب الدور الشرير، كعادة المنتجين، يحبون فريد شوقي في الأكشن، ومحمود المليجي في الشرير، حتى يحبسهما بحب. لعلي هنا أحاول أن أفكر بجنون من خارج الصندوق، وسأنطلق من نظرية المؤامرة الكونية التى اكتشفها نابغة معهد خدمة كفر الشيخ "مفشّر 30 يونيو" "الدكتور عكاشة"، والذي حين يُسبق اسمه بلقب الدكتور لا يستدعي ذهني سوى فشل "مشروع الدكتور" في الحد من إنتاج عقليات من عينة هذا "المُفشّر" العوكش، بل توقن ان السادة أصحاب الفيلم وأصحاب المصنع تتلاقى مصالحهم ولا تتقاطع إلا في الخير.
مختار سعد شحاته.
Bo mima
روائي.
مصر_ الإسكندرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الفلسطيني الكبير كامل الباشا يكشف لحظة حصوله على جائز


.. جدول ليالي مهرجان الموسيقى العربية?? #معكم_منى_الشاذلي




.. استقبال خاص من منى الشاذلي للفنان كامل الباشا الممثل العربي


.. محمود حميدة بصحبة ابنته في حفل افتتاح مهرجان وهران للفيلم ال




.. في ليلة لا تُنسى.. أوركسترا الموسيقى الغنائية تُشعل أجواء مس