الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاني Devotion

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 12 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هو شكل من السلوك والنشاط الأخلاقي, يدل على تنفيذ المطالب الأخلاقية رغم قساوة الظروف الاجتماعية وكونها غير ملائمة ابداً, أو رغم ظروف الحياة الشخصية, وعداء الوسط المحيط, والضغط الخارجي, وعلى الصمود للصعاب والمشاق والحرمان, ونكران الذات والتضحية بها.
وقد ظهرت فكرة التفاني بمثابة رد على (البطولة), التي كانت تعتبر أول الأمر, قدرة خارقة, وهبتها الإلهة للإنسان, بها ينتصر على الأعداء, ويحقق النجاح في كل الأعمال, وقدرا متميزاً, توفيقاً وجبروتاً, هو من نصيب الأفذاذ من قادة حربيين وقياصرة (جلجامش في الأساطير السومرية- البابلية, واكيليوس عند هوميروس), لا بسطاء الناس.
ومع تطور العلاقات الطبقية والمراتبية للدولة صار يتشكل تصور عن تعذر تذليل التناقضات والعوائق الحياتية, التي تعترض سبيل الفرد, الذي لا سلطة له, لا دنيوية ولا إلهية. وبالاتفاق مع ذلك, يتكون تصور آخر عن البطولة الحياتية: قدرة الإنسان على مجابهة ضربات القدر, وتقبل الإخفاقات بهدوء, والبقاء- حتى في حال عدم التوصل إلى نتائج ايجابية- أمينا ومخلصاً للمبادئ الأخلاقية, والمحافظة على الحرية والكرامة الشخصية.
وقد صاغت الرواقية (مذهب فلسفي صيغ في اليونان القديمة) مثل هذا الفهم للتفاني. وفي ظروف, شديدة في عدائها للإنسان, يتحول التفاني إلى استشهاد في سبيل فكرة سامية. وهذا المثال, الديمقراطي, في جوهره, رغم ما له من مسوح السلبية والتشاؤم, تطور فيما بعد, بما يستجيب ومتطلبات مختلف الديانات. فالمسيح, مثلاً, الذي يتبدى امامنا للإنسان الشهيد, الذي يضحي بنفسه ليكفر عن خطايا البشرية كلها, وليخلص بني البشر. وتفهم الكنيسة المسيحية التفاني والشهادة بمعنى تقبل الآلام والهلاك, على يدي الكافرين, (في سبيل الله), بمعنى الرهبنة والعزلة. أما الإسلام فيفهم التفاني على انه (قيام الليل) وتسخير الإنسان حياته لعبادة الله والزهد والاستكانة لقدر الله والصبر على (اختباراته).
وصار للتفاني معنى مغاير تماماً في التقاليد الأخلاقية الثورية, حيث ينظر إليه على انه شكل خاص لتجلي البطولة الايجابية في الظروف الاستثنائية. ففي الفترة التي أعقبت فشل ثورة عام 1905في روسيا, كان لينين والبلاشفة يعتبرون التفاني لوناً من البطولة في ظروف غياب الثورية او انحسارها لدى الشعب, وأمانة للقضية, رسخها الثوريون الاصلاء في العمل السري, المشحون بالأعباء والحرمان, وفي المنفى والسجن. وبعد ثورة أكتوبر طرح لينين شعار تحويل الحماس الثوري إلى بطولة (العمل اليومي).
اذاً يتبدى التفاني من اجل فكرة, حزب, طبقة, في أوضح تجلياته عند غياب الأحداث الثورية, وفي فترات الركود السياسية.
وفي ظروف معينة, تطالب الأخلاق الشيوعية بالجمع بين الأعمال الفذة وبين مثل هذا التفاني اليومي.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام