الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم الهذيان السياسي يبدأ في العراق

أياد السماوي

2013 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


موسم الهذيان السياسي يبدأ في العراق
في مثل هذه الأيام التي تسبق الانتخابات التشريعية في البلد , تكثر تصريحات الساسة وتكثر معها وعودهم وتعهداتهم التي تصل حد الهذيان , فمنهم من يظهر وكأنّه نصيرا للفقراء والمساكين , ومنهم من يظهر وكأنّه نصيرا للمرأة وحقوقها , ومنهم من يتباكى على اليتامى والأرامل , ومنهم من يتباكى على على أموال العراقيين الضائعة والمهدورة ويقود حملة حقنا , ومنهم من يسكن القنوات الفضائية بحجة كشف ملفات الفساد الذي يلتهم أموال الشعب العراقي , ومنهم من هو مشغول بحملة صوّرني وانا ما أدري , فكل منهم يغني على ليلاه .
واليوم أريد أن أورد للقارئ الكريم نموذجين لهذا الهذيان السياسي , النموذج الأول هو التصريح الذي أدلى به السيد رئيس مجلس النوّاب أسامة النجيفي , ففي بيان صادر عن رئيس المجلس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة , حيث طالب السيد النجيفي بمنح المرأة العراقية الكوتا في السلطة التنفيذية أسوة بحصتها الدستورية في مجلس النوّاب , وبطبيعة الحال فإنّ السيد النجيفي يدرك تماما أنّ مطالبته بهذه الكوتا لا تعدو أكثر من كونها هواء في شبك , فكوتا المرأة في مجلس النوّاب قد ضمنها الدستور العراقي , لكن لا أحد يدري من الذي سيضمن كوتا المرأة في السلطة التنفيذية ؟ ولو كان السيد النجيفي حريصا فعلا على مشاركة المرأة في القرار السياسي ومؤمنا بحقها في إدارة مفاصل الدولة , لبادر هو شخصيا بترشيح أحد النساء الكفوءات لإحدى الوزارات من حصة كتلته ؟ وأنا واثق أنّ البلد يعجّ بالعشرات من الكفاءات النسوية العراقية في كافة المجالات والاختصاصات , وحسبك نموذجا أبنة العراق وفخره زهى محمد حديد , لكنّ السيد النجيفي كغيره من ساسة العراق الجديد يعتقد أنّ العراقيين سذّجا ويمكن الضحك عليهم بسهولة بهذه التصريحات والوعود الفارغة .
والنموذج الثاني لهذا الهذيان السياسي , هو التعهد الذي قطعه رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على نفسه ببناء دور سكنية لذوي الدخل المحدود , حيث نقل بيان لمكتب رئيس الوزراء عن عزم حكومة المالكي على إيجاد مأوى للفقراء , لا سيّما مع الطاقات والامكانات الكبيرة التي يملكها العراق والتي تتيح له تلبية جميع متطلبات المواطنين خصوصا ذوي الدخل المحدود , مبينا أنّ العشوائيات التي يعيش فيها العديد من أبناء البلد والظروف الصعبة التي تكتنفهم , دفعتنا إلى القول كفى إذلالا للمواطن الذي يريد السكن .
والعجيب في هذا الأمر أنّ الذي يقول كفى إذلالا للمواطن الذي يريد السكن , هو رئيس مجلس الوزراء والمسؤول التنفيذي الأول في الدولة العراقية والمسؤول عن رسم وتنفيذ السياسات العامة للدولة , ولا أحد يدري من هو المخاطب بهذا الخطاب ؟ فمجلس الوزراء هو الذي يضع الموازنة العامة للبلد , وهو الذي ينّفذ فقرات هذه الموازنة , ولو كان السيد رئيس الوزراء حريصا فعلا كما يدّعي , على الفقراء وساكني العشوائيات , لوضع هذا الهدف في برامج الحكومة منذ اليوم الأول الذي تسّلم فيه مقاليد السلطة في العراق , وليس بعد مرور دورتين انتخابيتين وثمان سنوات من الفساد والضياع لأموال البلد , فكيف سيصدّق هؤلاء الفقراء والمساكين وساكني هذه العشوائيات هذه الوعود وثمان سنوات قد مرّت ولم تبنى لهم طابوقة واحدة ؟ , وكيف سينسى هؤلاء الفقراء والمساكين الوعود التي قطعها رئيس الوزراء في دورته الأولى والثانية والتي لم تنّفذ بالكامل ؟ , وكيف سيركنوا لهذه التعهدات وهو يرون الفساد والنهب للمال العام بأم أعينهم ؟ .
والله الذي لا إله إلا هو , الشعب الذي يصدّق هذه الوعود والتعهدات التي يطلقها هؤلاء الساسة الفاسدون , شعب لا يستّحق الحياة .
أياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن