الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الاتفاق الاخير بين الجمهورية الاسلامية ودول 5+1

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

2013 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


وقع في جنيف اتفاق ايران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا يوم 24 تشرين الثاني 2013 وذلك بعد مفاوضات مطولة حول البرنامج النووي الايراني ومقاطعة اقتصادية غربية لايران. وعلى نقيض ما تروجه وسائل اعلام الجمهورية الاسلامية الايرانية وحليفتها الحكومة السورية واحزاب الاسلام السياسي الموالية لها في العراق ولبنان حول "انتصار الدبلوماسية الايرانية" وتعزيز موقع ايران العالمي، فان واقع الامر يشير الى مسألة اخرى مختلفة تماما؛ الى ضعف وانهيار موقف الجمهورية الاسلامية ازاء امريكا ودول الغرب:

1. قبلت الجمهورية الاسلامية صاغرة بالشروط الغربية والامريكية لمراقبتها لمدة ستة اشهر للتحقق من خضوع برنامجها النووي للشروط. وفي حالة موافقة امريكا فان المراقبة ستتجدد او يصار الى اتفاق اخر. ان هذا الترتيب يدل على ان الجمهورية الاسلامية لم تكن ندا في المفاوضات بل طرفا ضعيفا مظطرا للجلوس مع هذه الدول والقبول بشروط المراقبة والتدخل في "الشؤون الداخلية" وليس شريكا تفاوضيا او متساويا؛

2. ان حضور الجمهورية الاسلامية قبل انصياعها لشروط الخمسة زائد واحد قد جاء نتيجة انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي في ايران نتيجة عجز وافلاس السلطة الاسلامية في توفير اوضاع معيشية واقتصادية كريمة لملايين من الجماهير المحرومة ونتيجة للحصار الاقتصادي على النظام من جهة اخرى، ومن جهة اخرى صعود المد الثوري والأعتراضات الجماهيرة والثورية في ايران؛ في حين تتزايد الهوة الطبقية بين فئة رجال الدين الملالي المليارديرية واجهزة القمع (سيبا باسدران) والذين اعدموا اكثر من 300 شخصا منذ تولي الحكومة الأصلاحية الحكم وبين 80 مليون من الجماهير الايرانية المحرومة؛

3. ان الانهيار الاقتصادي واظطرار الجمهورية الاسلامية الى الاستسلام لشروط "ألشيطان الاكبر" وباريحية اعلامية للتغطية على مرارة تغيير بوصلة "نهج الامام القائد" باتجاه التعاون مع "الغرب الكافر"، في جانب اساسي منه، هو هلع الجمهورية الاسلامية من الاعتراضات الجماهيرية التي تغلي داخل المجتمع في ايران وتحت ضغط ثورة ايران 2009 وثورات الربيع العربي التي اجبرت الغرب والأسلام السياسي على تغيير سياساتهم واولوياتهم في المنطقة؛

4. ان انتخاب روحاني المنتمي الى التيار ألاصلاحي او المعتدل لم يكن الا واجهة مفضوحة لاجراء المفاوضات مع الغرب وامريكا وبدء عملية التغيير السياسي لانقاذ النظام من المأزق الذي يواجهه؛

5. غير ان جلب روحاني والتيار الاصلاحي الى الواجهة لا يدل على انتصار الاخير، قدرما يدل على انهيار سياسة علي خامنئي وما يسمى "التيار المتشدد" وانسداد الافاق كليا بوجهه مما اظطر الاخير الى القبول ومباركة نتائج الاتفاق باعتبارها انتصارا لايران؛

6. وبالانصياع لشروط امريكا والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا وقبول ايران لمراقبة اجهزة المخابرات الغربية لمنشآتها النووية بالكاميرات بشرط اعادة الموافقة على الشروط مجددا بعد ستة اشهر فان الجمهورية الاسلامية تكون قد اسقطت شعاراتها الاستراتيجية السابقة حول معاداة الاستبكار و "الموت لامريكا" و" الشيطان الاكبر" وطويها؛

7. ومع طي الادعاءات الايديولوجية التي قامت عليها الجمهورية الاسلامية منذ سيطرة الخميني على السلطة نتيجة هذا الاتفاق فان الجمهورية الاسلامية وما تمثله من محور اسلام سياسي معادي للغرب ولامريكا تدخل في تناقض ذاتي لا يمكن حله دون اسقاط النظام نفسه. فنظام يقوم كليا على شعارات معاداة امريكا والموت لامريكا، ويستخدم هذه الشعارات في قمع مئات الالاف من الناشطين العماليين والاشتراكيين والنساء والاحرار وفتح السجون وتعليق المشانق والاتهام بالعمالة للغرب ولاسرائيل ان يديم حياته بشكل طبيعي دون هذه الشعارات. ولكنه اليوم لا يستطيع رفع هذه الشعارات ! فهي من الناحية العملية باتت ممنوعة وبأمر المرشد علي الخامنئي؛

8. ان اسقاط الشعارات الراديكالية المعادية لامريكا سيجعل من النظام بلا سند ايديولوجي مما سيقوي عضد الجماهير ونضالها ضده وتفتح المجال للجماهير بدخول ميدان الصراع لاسقاطه مجددا؛

9. سيؤدي ذلك ايضا الى تعميق تراجع حركة الاسلام السياسي بشكل عام وانحدارها في المنطقة سواء بشقها الشيعي او السني، ويفسح المجال لجبهة الجماهير وللثورات المتأججة بخط طريق بعيد عن هذه الحركات البربرية بكل الوانها.

ياجماهير العراق التحررية،

ان هذا الاتفاق يجسد فشلا وافولا وليس نصرا للاسلام السياسي ولا للجمهورية الاسلامية او لاي من مواليها كحكومة المالكي او ميليشيا الصدر او حزب الله في لبنان او نظام بشار الاسد. ان هذا الاتفاق هو تعبير عن فشل الجمهورية الاسلامية وتراجعها وقبولها بالغرب وانهاء ازمتها معه وعداءها لامريكا. سيؤدي انهاء حالة العداء هذه الى فسح المجال لحركتكم الاعتراضية والانسانية ومبادئكم التحررية والعلمانية والاشتراكية والانسانية الى البروز وستفتح افاق شرق اوسط جديد وانساني خال من هذه الحركة البربرية التي خنقت حرياتكم وامالكم واغرقتكم في بحور من الظلم والدماء.

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
30 تشرين الثاني 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والناتو.. المواجهة الكبرى اقتربت! | #التاسعة


.. السنوار .. يعود للماطلة في المفاوضات|#غرفة_الأخبار




.. مطار بيروت في عين العاصفة.. حزب الله وإسرائيل نحو التصعيد ال


.. مظاهرة في شوارع مدينة مونتريال الكندية دعما لغزة




.. مظاهرة في فرنسا للمطالبة باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس