الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل القاسم وراء القضبان

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 12 / 1
كتابات ساخرة


كم من الذنوب ارتكبها وكم من السيئات جناها الدكتور فيصل القاسم وهو يعبث بالمشاهد حينما يجلس على كرسي المحاكمة ويعلن بصوت عال أن برنامجه جاء ليثبت الحق، سماه الاتجاه المعاكس وأنا أسميه الاتجاه المشاكس، فلا تكاد تخلو حلقة من حلقاته من السباب والشتائم والعراك والخصام وكأننا في حلبة صراع أو مصارعة، لم يستطع الحكم أن يسيطر على المباراة لأن ثرثرته طغت وطفت على السطح فصارت كالزبد الذي يذهب جفاء، وليس بالشديد الذي يكظم غيظه ويمسك نفسه عند الغضب فيثير القلاقل والزوابع، ويستفز ضيفيه بأنواع من الأسئلة التي لا فائدة من ورائها، يريد الإطاحة بالخصم بأي حال من الأحوال إن كان ذلك الخصم عنيدا أو يحتقره إن كان ضعيفا، فيمزج أسئلته بسخرية جارفة وأحيانا جافة يسخر المشاهد نفسه منها.
كان برنامج الملايين فأصبح برنامج المشاكسين، لا يتفرج عليه إلا القليل، ولا يذكرون من فيصل القاسم إلا مشاغباته وثرثرته وهرجه ومرجه وهو يقف أمام الشاشة وعلى الهواء مباشرة ويتحكم في المباراة أقصد في الحلقة كما لو أنه يفضّ نزاعا بين شخصين متخاصمين وعنيدين، والأدهى أنه يحرص على أن يستضيف من لا يعرفون أدب الحوار ولا يكترثون بحالة المشاهد وهو يحاول أن يستوعب ما يجري أمامه من تصرفات صعاليك الشاشة وكأنه أمام مسرحية المشاغبين في لون جديد.
لا أدري ما الفائدة التي تجنيها قناة الجزيرة من وراء هذا البرنامج، فإن كانت هناك فائدة فهي أن تخرج المشاهد من عقله وتجعله يستدبرها من هول ما يرى من برنامج نجس غير طهور يريد إثارة البلبلة في القلوب وهمه تأجيج المشاعر والأحاسيس وتهييج الأعصاب والنفوس، وإبعاد المتفرجين عن الحقيقة الناصعة، وإلهاؤهم بهذا الهرج المصطنع والتمثيل على الهواء مباشرة، مواضيع تافهة وحوارات عقيمة وسباب وشتائم وأحيانا عراك بالأيدي وانسحاب من البرنامج برمته، فلا أدري لماذا يأتي الضيف للبرنامج وهو يعلم أنه سيتلقى صفعات ويسمع صيحات وربما يرتكب سيئات ويخرج من الاستوديو بكدمات وحسرات.
ما يفعله الدكتور فيصل القاسم هو النميمة بعينها، يوسوس لهذا وذاك ويطرح المشكلة على غير ما وضع لها، ولا يهدأ له بال إلا بعد أن يمسك الحبال ويهدّ الجبال، ويوجه النّبال، وينتهي البرنامج إلى وبال، نميمة حرّمها الإسلام الدين الحنيف وتوعّد من كان يفعل ذلك بالعذاب الأليم، توعّد من يفرق بين المسلمين، ومن يكون سببا في الخصام والعراك والتشابك بالأيدي، توعّد من كان سببا في تفريق الصاحبين، وتشتيت الشمل بسوء ظن وكلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
هو دكتور ولا أدري من أين تعلم آداب إدارة الحوار، نريد حوارا هادئا مقنعا، وهادفا، يقدم معلومات مفيدة لا تثير النعرات الطائفية ولا المذهبية ولا القبلية، فنحن اليوم يكفينا تشتتا وتمزقا، يكفينا ما نرى من دمار وخراب سببه مثل هذه البرامج الرديئة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تؤخر أكثر مما تقدم، وتجعل المشاهد يأسف لما يرى ويسمع من خزعبلات وأوهام ومشاهد مؤلمة أحيانا يزدريها وأحيانا أخرى يستغربها أن تكون في برنامج الدكتور فيصل القاسم، أنا أحترم شخصه وليس بيني وبينه عداوة وكنت من الحريصين على متابعة برنامجه الذي اشتهر في البداية أنه يقدم المعلومة المفيدة ولكن وبعد أن تراءى أمامي الحالة الهيستيرية لضيفيه وهو يحاول تهدئتهما بكل السبل والوسائل أقسمت على نفسي أن لا أشاهده مرة أخرى، ولا شك أن القارئ الكريم يشاطرني الرأي، فبرنامجه أضحى يوتر الأعصاب ومليئا بالهرج والمرج والفوضى العارمة، ولا فائدة منه ترجى بل حركات بهلوانية ومواضيع تافهة وتحريض على العنف وتهديد للسلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان