الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العميل بابل الذي أرق اسرائيل

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 6 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من منكم يذكر ذلك الشريط المصري الشهير "رأفت الهجان" سوف يتمتع بهذه القصة التي اطلعت على خبرها منشورا في اليومية الالكترونية الفلسطينية "دنيا الوطن". والخبر منقول أصلا عن صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية التي أشارت في تقرير اعده رونين برغمان وهو مراسل الصحيفة لشؤون اجهزة الاستخبارات والقضايا الاستراتيجية الى الجدل الدائر منذ 32 عاما في اسرائيل بشأن أشرف مروان , صهر جمال عبد الناصر, الذي كان الموساد "جنده" للتجسس, كما ساد الاعتقاد قبل اربع سنوات من حرب عام 1973.
وتبدأ القصة عندما يدخل رجل انيق الى السفارة الاسرائيلية في لندن ويطلب التحدث الى مندوب الموساد فيها.
"وعندما حضر مندوب الموساد لم يتعرف على الاسم (اشرف مروان) لكن مروان قال له: اريد ان اعمل لصالحكم.
"اريد ان ازودكم بمعلومات لم تحلموا من قبل بالحصول عليها.
"اريد مالا مقابل المعلومات، الكثير من المال وصدقني انه سيسركم دفع المال لي".
لكن رجل الموساد الذي لم يتعرف على اشرف مروان حاول صرفه فرد مروان "عليك فقط ان تبلغ اسرائيل باسمي وسأعود الاسبوع القادم".
ويتابع برغمان ان المسؤولين في الموساد لم يصدقوا ما حصل "فقد كانت القصة افضل من ان تكون حقيقية".
رغم ذلك سافر مسؤول في الموساد الى اوروبا وجند مروان الذي اصبح منذ ذلك الوقت يعرف بكنية "بابل" الذي تلقى خلال الاعوام التي تلت هذا اللقاء مبالغ طائلة وصلت الى ثلاثة ملايين دولار مقابل معلومات حول مصر زود بها الموساد.
ووفقا للرواية الاسرائيلية فان مروان زوّد المخابرات الاسرائيلية بمعلومات ووثائق من غرفة القيادة المصرية منذ شهر شباط/فبراير 1970 بينها محادثات بين السادات والرئيس السوفييتي ليئونيد بريجينيف طالب السادات خلالها الاتحاد السوفييتي بتزويد مصر باسلحة متطورة.
وبحسب برغمان فان "المعلومات التي قدمها بابل اصبحت اكثر اهمية ومع مرور السنين اصبحت اسرائيل اكثر تعلقا بهذه المعلومات" الى درجة انه "طالما لم يقل بابل ان حربا ستنشب فان شعبة الاستخبارات العسكرية لم تفكر بان الحرب على الابواب حتى وإن كانت كافة الدلائل تشير الى اقتراب نشوب الحرب".
واضاف برغمان ان "بابل" لم يبلغ بان الحرب على وشك ان تنشب سوى في ليلة 4-5 تشرين اول 1973 اي قبل اقل من يومين من نشوب الحرب وانه لم يقل ذلك بوضوح.
وقبل بدء نشوب الحرب باربعين ساعة التقى "بابل" مع رئيس الموساد تسفي زامير الذي سافر خصيصا الى لندن وابلغه "بابل" بان "الحرب ستبدأ يوم السبت قبل حلول المساء".
ولا ندري لماذا لم تتخذ اسرائيل احتياطاتها بعد ذلك, وفقا لهذه المعلومات. بل بدت وكأنها تفاجأ بالجيش المصري يعبر قناة السويس مدمرا خط بارليف, ولولا الجسر الجوي الأمريكي, لنجدتها, فإن الحرب وفق جميع الاحتمالات كانت ستنتهي بهزيمتها الكاملة.
أيا كان الأمر, فقد استمر الجدل الداخلي في اسرائيل بشأن "العميل بابل": هل هو مزدوج أم مصدر موثوق؟ ولا نعرف ان كان الاسرائيليون استمروا في التعامل معه بعد الحرب . فهناك ثغرة سنوات لا يهتم بها الخبر المنشور, الذي يقفز مباشرة الى احتفالات ذكرى حرب اكتوبر سنة 2004, قائلا ان احد العاملين في جهاز مخابرات اسرائيلي مكلف بمراقبة شبكات التلفزيون العربية شاهد في بث لاحدى القنوات المصرية الرئيس مبارك يصافح اشرف مروان في تلك المناسبة. وقام رجل المخابرات الاسرائيلي بتسجيل مقطع المصافحة والذي تخلله ايضا عناق على شريط فيديو وبعد ان تأكد من أن الشخص هو فعلا اشرف مروان ابلغ رؤساءه بالامر.
وكتب برغمان "بعد الان لا يتبقى اي مكان للشك، فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع اكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي".
أفلم يحن الوقت لنعرف الحقيقة حول هذا الموضوع من المصادر المصرية أيضا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد استهداف نصرالله.. ما مصير لبنان؟ | المسائية


.. -البطريق- يشن حربا على كل العصابات في-غوثام سيتي- وكولن فارا




.. عاجل | تحركات غير مسبوقة.. لهذا السبب الجيش الإسرائيلي يستدع


.. عاجل | دوي انفجارات كبيرة في تل أبيب.. والجيش الإسرائيلي: صا




.. تدمير مبان واشتعال حرائق جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحي