الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مولانا خطيب الجمعة(حجيك مطر صيف ميبلل أليمشون)

نوري جاسم المياحي

2013 / 12 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المؤلم ان يلاحظ الانسان المراقب للعملية السياسية خطباء منابر الجمعة وهم يلعبون دور لايمكنني وصفه بما يستحقون وبما انا اعتقده بسلوكهم ...ولكني ساكون مجاملا ودبلوماسي في وصفي لدور هؤلاء الخطباء ...واصفه بانه دور غير لائق بهم وبرسالتهم الدينية والشرعية المقدسة ...اذ انهم سواء بتعمد منهم او سهو يصطفون الى جانب الظالم والفاسد والفاشل الممثل بالكتل السياسية الحاكمة ضد الضحية الممثل بالمواطن البسيط وهو الضحية المظلوم والمغلوب على امره ...
ليس خافيا على احد الدور المؤذي الذي لعبته المرجعيات الدينية بمواقفهم الهزيلة واضفاء الشرعية على دستورملغوم ونظام حكم فاشل فاسد يعتمد على محاصصات طائفية بغيضة يذبح فيها فقراء الشعب العراقي يوميا وبدم بارد وبالمئات ومنذ عشر سنوات مرت والعالم يتفرج وغير مبالي ...ويلاحظ ان هذا الدور المسعورللمنتفعين والمرتزقة من وعاظ السلاطين ينشط قبل كل دورة انتخابات تشريعية ...وكما يحدثهذه الايام ..
يلاحظ بشكل مباشر علني او مبطن ..تدعوا المرجعيات الدينية وعلىى اختلاف المذاهب والاديان والقوميات وبحجة المظلومية تدعوا المواطنين للمشاركة بالانتخابات وبذريعة التخويف من سيطرة الطائفة المنافسة على الحكم ..واثبتت السنوات العشرة الماضية والانتخابات السابقة ان كل من فاز بالانتخابات اما حرامي او مزور او فاشل او غير مؤهل للمنصب او قريب او حسيب ...ولا يخفى على احد انهم بالسر والعلن ..يحثون المواطن وبكل المحفزات للمشاركة بالانتخاب ليتباهوا امام العالم ان الشعب شارك بالانتخاب ..
انا لا افهم لماذا المرجعيات وواجبها ديني صرف تتدخل بالسياسة وهو شان دنيوي صرف ..ولو قبلنا واعترفنا بحقها بالتدخل ..اليس من الافضل و الاجدر والاجدى ان تصلح المعطوب وتسد النقص وتؤشر اين يكمن الخلل وتقف الى جانب الحق ضد الباطل ؟؟؟ وتناصر المظلوم ليقف بوجه الظالم ؟؟
عليكم ان تنتبهوا لهؤلاء الخطباء ولمن يوجهون اللوم والحديث ؟؟ سترونهم ..يوجهون اللوم للمواطن ..من خلال تكرار قولهم ..عليك ايه المواطن ان تحسن اختيار الافضل والامين والكفوء ..وان رجعنا لواقع الحال فهم لا يخجلون بهذا القول ..عندما يحملون المواطن مسؤولية الاختيار ..وانا اقولها لهؤلاء الخطباء وباعلى صوتي ...اتقوا الله في اقوالكم ومناشداتكم وحثكم المواطنين على المشاركة بالانتخابات ..لانها عملية احتيال وخديعة وشرعنة مضلله ...والسبب واضح وجلي ولا يحتاج الى لف ودوران ...
يا ناس كونوا منصفين للمواطن العراقي البسيط والمسكين ...ولنعترف ان الانتخابات يتحكم بها العشرة المطشرة من العراقيين المترأسين للعملية السياسية ..فليس امام المواطن غير رقم القائمة (ثلاثة خمسات او 169 مثلا كما فيما سبق ) او زعيم القائمة وهواحد هؤلاء العشرة المطشرة ( المالكي - - علاوي – المطلك – الطالباني – الحكيم – البرزاني – او مقتدى – النجيفي ) ومن التجارب السابقة وجدنا ان رؤساء القوائم حصلوا على ملايين الاصوات ...وبدأوا بتوزيع اصواتهم على حبايبهم واصدقاءهم ومريديهم ...بحيث ان الكثير ممن اشغلوا مناصب نيابية وهم لم يحصلوا على اصوات تجاوزت عدد اصوات عوائلهم مثل البولوني او السامرائي وكان وزيرا ولم يحصل على اكثر من مئة صوت ..ولكنه صار نائبا وهذا ينطبق على 90% من النواب الحاليين والسابقين ..
بربكم من اختارالنواب السابقين والحاليين والذين سينتخبون مستقبلا هل هو المواطن الجاهل او رئيس القائمة المفتح باللبن والمستفيد المباشر ؟؟
اسألكم بالله سؤال بسيط ...هل المواطن العراقي الجاهل المسحوق ..الجائع العاطل الحائر بهمومه ...هل بامكانه اختيار اسم من الاف المرشحين وبقوائم تدوخ الحمار وليس الانسان بنظام انتخابي معقد ..فترى مثلا ابن البصرة وهوغير معروف وغير مضبوط يرشج ببغداد وابن بغداد يرشح بالبصرة .. وبالتاكيد تجد من يختارهم احزابهم ..بربكم من كان يعرف سابقا من هو على الدباغ او عزت الشابندر او حتى المالكي نفسه او علاوي نفسه ..و90% جاؤا من خارج العراق ولا رصيد جماهيري معروف عندهم ؟؟؟ وما عرفوا الا بعد ان جعلوا من الفضائيات منبرا لتصريحاتهم ومن مناصبهم منابر للدعاية ..فمن منا سبق له ان سمع بالامام علي العلاق او مريم الريس او صفية السهيل ؟؟او بصاحب اغلى بواسير في العالم ؟؟
ان رؤساء القوائم والاحزاب وقانون الانتخابات وثبت بالتجربة هم من يتحكمون بنتائج الانتخابات وبنوعبة وصفات النائب المنتخب وما المواطن الا واسطة لاضفاء الشرعية الانتخابية لا اكثر ولا اقل وديكور مكمل للمهزلة والتمثيلية الديمقراطية ...
وللاسف خطباء الجمع والجوامع يشاركون بشكل واعي او عفوي غير واعي بهذه المهزلة او التمثيلية وعليهم ان يتوقفوا عن خدع المواطن البسيط والجاهل والواجب عليهم ان يتوجهوا بخطابهم ولومهم الى رؤساء الكتل والاحزاب ان كانوا صادقين ومخلصين في دعوتهم وشجعان في تعرية الباطل والدفاع عن الحق ...
انا اقولها بصراحة ان هؤلاء العشرة المطشرة لو شاءوا اختيار نواب شرفاء امناء كفوئين ومخلصين ومن ذوي الخبرة .. فباستطعاتهم القيام بذلك وباسهل طريقة وبمكانهم انقاذ العراق من ورطته وفشل حكومته ..حتى وبلا حاجة لصوت الناخب او اجراء الانتخابات الديمضراطية ..لانه و في كل الاحوال سيفوزمن يريده المالكي او علاوي او البرزاني فهو من سيفوز ان حصل على اصوات كافية او لا .. ولا حاجة للضحك على الناخب وعلى انفسنا ..
انني اناشد كل خطباء الجمعة والسبت والاحد وبون استثناء ..ان لا يوحهوا الاتهام الى المواطن باتهامه انه لم يحسن الاختيار ويشحنونه للمشاركة واصل النظام الانتخابي فاسد وفاشل ... لان مثل ما يقول المثل العراقي المواطن نايم وتجيه التهايم ..لانه فعلا نايم والكل يعرف هذه الحقيقة المؤلمة ...
حيث يذهب المواطن للمركز الانتخابي وهو دايخ ولايعرف غير رقم القائمة واسم رئيسها وفي كثير من الاحيان يقترع بصوته حسب نصيحة وتوجيهات المشرفين على المركز ..
واما مناشدتي الثانية للخطباء.. على خطباء الجمعة والجماعة والجوامع ..ان يوعوا ويفهموا الناخب والمنخوب ..بان يبتعدوا عن تطبيق ماورد بالمثل العراقي (اطعم الحلك تستحي العين ) ..لانه مو اخلاقي وعيب الطرفين ..
لقد اصبح جليا عند المسؤولين والسياسين وقادة الكتل ان المواطن فقد الثقة بكل العملية السياسية والقائمين عليها ..فاستنجدوا بالمرجعيات والخطباء ..وانا اقول لخطباء المنابر عموما ان دعواتكم لن تلقى لها اذان صاغية الامن المنتفعين والاقرباء والموظفين واصبح كلامكم وحجيكم ينطبق عليه المثل الشعبي العراقي ((حجيك مطر صيف ميبلل أليمشون) .. اصطفوا الى جانب الحق ..حق الفقراء والكادحين
وفي الختام اكرر قولي ...علتنا ومصيبتنا محصورة بالعراقيين ( العشرة المطشرة ) فبايديهم انتخاب الشخص الامين والوطني والمخلص والشريف والكفوء والغير مزور ...لانه في الظروف الحالية وبلا مزايدات على بعضنا ... المواطن لاحول ولاقوة ومسكين وفقير وبسيط والمصيبة سهل قشمرته والضحك عليه ولا سيما من دعاة وانصار الطائفية الملعونه هي وانصارها في الدنيا والاخرة ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات