الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى التاسعة لاستشهاد البطل وضاح حسن عبد الأمير ( سعدون )

حسين محيي الدين

2013 / 12 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


عند وصولي الى كردستان العراق في عام 1993 وفي مدينة شقلاوة زارني أحد الإخوان ممن يرتدي الزي الكردي فأدخلته إلى غرفة الاستقبال مرحبا به وبتلك الزيارة الغير متوقعة ضنا مني بأنه شخصية كردية وإذا به يتحدث العربية بطلاقة غير متكلفة مرحبا بي وبأسرتي على اني بين إخواني وأعزائي من المناضلين العراقيين موضحا بأنه ممثل الحزب الشيوعي العراقي وانه من جنوب العراق . وسألني فيما اذا كنت بحاجة الى أي شيء ممكن تقديمه لي فشكرته على ذلك حيث ادخل في قلبي البهجة والسرور والاطمئنان وتحدثنا في وقتها عن شجون المعارضة العراقية في الخارج وهيمنة الدول الإقليمية على قراراتها وضرورة العمل على الأرض العراقية المحررة ودعوة كل فصائل المعارضة للالتحاق في كردستان العراق موضحا انها المكان الحقيقي لتحقيق الأمل المنشود في إسقاط النظام الدكتاتوري , وقد استحسن هذه الفكرة وشد على يدي مبديا استعداده لأي عمل لتوحيد صفوف المعارضة العراقية وتقريب ذلك اليوم المنشود في التخلص من الدكتاتورية وإقامة عراق ديمقراطي تعددي برلماني تداولي يحقق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان العراق وهو نفس الشعار الذي كانت ترفعه المعارضة العراقية . ودعته مثل ما استقبلته بالترحيب الحار. ومنذ ذلك الوقت وحتى استشهاده ترك لدي انطباع بأني أتعامل مع شخص يختلف عن الآخرين ممن اعتادوا النضال من وراء مكاتبهم وممن تعودوا حياة اللهو والعربدة وقضاء سهرة ليلية على أمل اللقاء في اليوم الآخر على نفس الحال . انه رجل يختلف عن الآخرين ممن يفرض عليك احترامه وحبه وتقديره . وعندما عملت مع أصدقائي في تأسيس منتدى الفرات الثقافي في كردستان العراق بارك الرجل هذه الخطوة وحرص على ان يحضر كل الندوات التي أقامها المنتدى وساهم في حوارياته بل شجع تلك اللقاءات كما حاضر في المنتدى الأستاذ عبد الرزاق الصافي .وكان يتابع بشغف صحيفتنا نداء الشغيلة عن قرب ونتبادل الزيارات في المناسبات الوطنية . لعب الصديق سعدون دورا مهما في قيادة الكتائب المسلحة للحزب الشيوعي العراقي في معارك آذار في هجومات المعارضة على قوات النظام البائد في قواطع الموصل وكركوك عام 1995 وكان مقاتلا شرسا وقائدا حكيما في تلك المعارك التي خاضها مع قوات المؤتمر الوطني العراقي الموحد والحركة الاشتراكية العربية والتجمع العسكري ومقاتلي منظمة العمل الإسلامي . اما في المعارك الذي شنها النظام البائد وبالتعاون مع مسعود بارزاني على المعارضة العراقية والذي ذهب ضحيتها الكثير من مناضلي المعارضة العراقية وعلى رأسهم الاتحاد الوطني الكردستاني والمؤتمر الوطني والحركة الاشتراكية ومنظمة العمل الإسلامي والحزب الوطني جماعة الدكتور حسين الجبوري . فلقد خرج الحزب الشيوعي والمجلس الأعلى وحزب الدعوة سالمين ولم يشاركوا في مقاتلة النظام مما أثار التساؤلات وبعض الشكوك لدى الآخرين هل ان الاتفاق بين مسعود والنظام كان يشمل هذه الأحزاب سيما وان مقراتهم منتشرة في كل الإقليم أم انهم علموا بموعدها من خلال مسعود فتجنبوها حفاظا على مقاتليه ؟ لماذا لم يقاتلهم النظام ؟ كان بودي ان اسأل الشهيد عن ذلك ولم التقي به مع الأسف الشديد بعد ذلك الوقت مع ان الرجل غمرني بجميله الخاص عندما حان ذلك . المجد والخلود للشهيد سعدون شهيد الحركة الوطنية العراقية والموت للقتلة والعملاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟


.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب




.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم