الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العوامل التي تدفع الثورة السورية باتجاه الحرب الاهلية

محمود حامان

2013 / 12 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العوامل التي تدفع الثورة السورية باتجاه الحرب الاهلية
احتمال قيام حروب أهلية في المجتمعات الشرق اوسطية ولا سيما في تلك الدول التي تعاني من ازمات اقتصادية حادة وانسداد في أفق التنمية البشرية وغياب الديمقراطية الحقيقية وطمس حقوق الأقليات وفي دول التي فشلت في صياغة الهوية الوطنية والارتقاء الى مستوى الدولة المدنية الحديثة وفي ظل وجود هذه الاحتمالات يمكن ان تتحول أية ثورة شعبية أو هبة جماهيرية او اي صراع ما بين السلطة الحاكمة والمعارضة الى صراع تفتيتي تدميري يدمر الوطن والانسان والحجر
وبالتالي يخرج الحراك الجماهيري عن مساره ويصبح خارج معالجة المشكلة الاساسية وهي محاربة الاستبداد وقيام دولة ديمقراطية
وفيما يخص الحالة السورية هناك عوامل كثيرة على الارض تدفع وتضغط باتجاه الحرب الاهلية ومنها
1ـ تصرفات النظام على مدى عقود من الزمن لم يغير من الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي شيئاً بل حاول دائماً تغير الانسان السوري سلبياً لكي يقبل الواقع من خلال ربط آفاق وطموحات وأمن الأقليات والطوائف باستمرارية النظام ولم يعترف منذ البداية
بوجود أزمة داخلية بنيوية تراكمية وحاول ربطها بمؤامرة خارجية وأعتبر كل وسيلة من وسائل اخراج سوريا من مأزقها خطاً أحمراً وتدخلاً في شؤنها الداخلية . فأعتبر الديمقراطية صناعة غربية ومراعات الخصوصيات العرقية والدينية تمزيقاً للنسيج الوطني واللامركزية مقدمة لتقسيم البلاد والتنمية ومحاربة الفساد وحقوق الانسان كان حبراً على الورق وأعتبر السجناء السياسين مجرمين وأرهابيين
2 ـ التطرف : غالباً تظهر وتنشط الأيديولوجيات والفئات المتطرفة قي ظل استمرار الصراعات وخاصة في المجتمعات المتعددة الاعراق والاديان وعادة تستخدم هذه الفئات جميع الوسائل المشروعة وغير المشروع لاستنفار الغرائز الدينية والقومية
3 ـ التدخلات الاقليمية ان دخول حزب الله وايران من جهة ومقاتلين اجانب مدعومة من بعض الدول الخليجية من جهة أخرى شكل خطراً جسيماً على الثورة السورية لأنه سوف يدفع تدريجيا الى رد فعل طائقي وخلق انقسام في البنية الاجتماعية السورية قد لا نتحكم بمساره وابعاده وستكون له نتائج كارثية على سوريا وعلى دول الجوار فأي حرب أهلية في سوريا تعني عودة لبنان الى عام 1975 وعودة العراق الى عام 2006
فاذا استمر هذا الصراع سوف يخلق شرخاً في البنية الاجتماعية السورية وقد يستمر الى ما بعد سقوط النظام أو أية تسوية سياسية مقبلة لذا على كل مثقف ومفكر وقائد سياسي أو ميداني ورجل دين وكل شريف الا يكتفي يوصف الحالة بل يساهم وبشكل فعال في تقديم الحلول الاستراتجية تراعي فيها حقوق ومصالح جميع مكونات الشعب السوري












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز