الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطط البنتاغون للحرب الاعلامية

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 6 / 9
الصحافة والاعلام


في أواخر عام 2003 وقع السيد دونالد رامسفيلد , وزير الدفاع الأمريكي ,أمرا سريا يسمى "خارطة الطريق للعمليات الإعلامية" . والأمر المذكور مكتوب في 74 صفحة، وقد تسربت عنه معلومات بالرغم من طابعه السري, تصفه بأنه قد عجّل إيجاد "خطة للنهوض بأهداف العمليات الإعلامية باعتبارها عملية جدارة أو كفاية عسكرية أساسية." ولما كان رامسفيلد مدركا للتعقيدات والمخاطر التي تحيط بهذه العملية ، فقد أمر بإجراء دراسات لتوضيح العلاقة المناسبة بين البنتاجون والشؤون العامة العسكرية من ناحية – والتي وظيفتها الأساسية هي تعليم وإعلام العامة باستخدام معلومات دقيقة ومناسبة – وبين الذين يمارسون العمليات النفسية السرية وينفذون الحملات الإعلامية التي تستهدف التأثير على المناوئين والخصوم أو ردعهم أو بلبلتهم . وفي استجابة لأمر رامسفيلد ، تم إجراء دراسة واسعة النطاق بتوجيه من قسم الخطط السوقية (الاستراتيجية) والسياسات وهو فرع من رئاسة الأركان العسكرية الأمريكية، وتم اقتراح إنشاء وظيفة تسمى "مدير المعلومات المركزية." وتكون مسؤولية المدير المقترح هي تدبير ميزانية العمل و "التحكم الرسمي التام في الرسائل" - سواء العلنية أو السرية – في جميع العمليات الحكومية التي تمس الأمن القومي أو السياسة الخارجية.
وقد تم عرض هذه الدراسة التي قامت بها "جامعة الدفاع القومي" على هيئة من كبار المسؤولين في البنتاجون وضباط الجيش، من بينهم دوغلاس فيث، الذي قام بإنشاء المكتب الذي كانت مهمته "التأثير السوقي "الاستراتيجي" . ولا يمكن لضابط كبير أن يمثل النقاش الدائر بشأن عالم المعلومات العسكرية المتغير، مثل العميد مارك كيميت ، القائد التنفيذي الذي تم اختياره ليكون كبير المتحدثين الرسميين العسكريين في العراق، بعد أن اتجهت العمليات العسكرية الكبيرة إلى مكافحة المتمردين في ربيع 2003. ولقد أثار اختيار هذا الضابط ضغائن كثيرين في مجتمع الشؤون العامة العسكرية الذين كانوا يناضلون من أجل اتباع الرأي القائل بأن هذه المهمة ينبغي أن يفوز بها شخص من مجال الاتصالات العسكرية والشؤون العامة، لا شخص أنفق كل وقته في الجيش في أسلحة القتال العسكري. يقول الجنرال كيميت، الذي عين نائبا لمدير التخطيط في قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط: "إن هذه مسألة صعبة .. فهل نحن نحاول إعطاء معلومات؟ نعم .. وهل نحن نعطي الناس فكرة شاملة عن المسألة؟ نعم .. هل نحن نحكم على المسائل من وجهة النظر العسكرية؟ نعم .. هل يجب علينا أن نقول الحقيقة لتبقى مصداقيتنا محترمة؟ نعم .. هل هناك قيمة لخداع العدو في أرض المعركة؟ نعم .. هل نحن نخدع الشعب الأمريكي عمدًا؟ لا .." وأضاف الجنرال كيميت "إن المشكلة هي القيام بالعمل في هذه الظروف التي تتضارب فيها المبادئ. فهناك منطقة رمادية. والخداع التعبوي (الوسيلي أو كما هو أصل الكلمة بالإنكليزية التكتيكي) وكذا الخداع أثناء العمليات العسكرية هو شيء مناسب وقانوني". ثم يتساءل: "المشكلة هي كيف تمنع هذا الخداع - في وجود أجهزة الإعلام العالمية المحيطة بك - من أن ينتقل من أرض المعركة ويتسبب بطريقة غير مقصودة في خداع الشعب الأمريكي؟" وقد قال كبير المتحدثين الرسميين باسم البنتاغون لورانس دي ريتا إن مجال هذا الموضوع قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة. ثم قال "إن هناك تحديا يواجهنا في هذه المؤسسة، لأن الضباط العسكريين من ذوي النجوم الأربعة هم وجه الولايات المتحدة في الخارج، بطريقة لم تكن لها سوابق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية." ثم أضاف قائلا: "إن الاتصالات قد أصبحت لها قدرات عالية حتى إن القادة المحاربين ينبغي أن يدخلوها في حساباتهم في جميع العمليات التي يقومون بها الآن." إن معظم ما يقوم به البنتاغون في هذه الساحة الجديدة، يندرج تحت مجال جديد غير معروف نسبيا يسمى "الإسناد الحربي للدبلوماسية العامة"، وهي جملة جديدة تستخدم لوصف عمل البنتاغون ضمن الخطوط العريضة للأعمال الحكومية الموجهة بشأن الاتصال بالمستمعين الأجانب، وهي مسألة مستقلة وتعد مساندة للجنرالات العسكريين في أرض المعارك. ويقوم السيد ريان هنري بإدارة هذه المهمة في البنتاغون، وهو النائب الرئيس للسيد دوغلاس فيث لشؤون السياسات. ويقول السيد هنري هذا: "مع التقدم التقاني الهائل وغيره، وبسبب طبيعة الحرب الشاملة المعلنة على الإرهاب، فإن المعلومات أصبحت بصورة أكبر جزءًا من النصر السَوْقيّ (الاستراتيجي)، وإلى حد ما جزءًا أيضا من النصر التعبويّ (التكتيكيّ)، وهذا الأمر لم يكن أبدا كذلك في الماضي." ولكن على أي حال، أفاد ضابط عسكري كبير أنه بدون أوامر صريحة من البنتاغون، فإن العمليات النفسية العسكرية، وعمليات المعلومات وبرامج الشؤون العامة "تتكامل في ميادين القتال بصورة لم تكن معهودة من قبل، وبهذه الطريقة فإن الخطوط الفاصلة بينها لم تعد واضحة. وقد أدى ذلك إلى أوضاع سمحت لأصحاب هذه العناصر المتكاملة بالتنافس للوصول إلى وضع يسمح لهم بقيادة مجهود الاتصالات بطريقة شاملة." وهناك جدل مستمر حول التعديلات المقترحة لأمر وزارة الدفاع السرية بعنوان: "3600.1 : العمليات المعلوماتية" والذي يرسي أسس سياسات البنتاغون للسنوات القادمة. والنسخ السابقة من نفس الأمر الحكومي المشار إليه أعلاه، تسمح بشن حملات إعلامية شرسة للتأثير على قيادات الأعداء، وليس للتأثير على الحلفاء أو الدول المحايدة. والجدل الدائر منذ ذلك الوقت، يتعلق بالمقترحات الجديدة لتوسيع دائرة التأثير لهذه الحملات الإعلامية. ويقول كبير المتحدثين الرسميين باسم البنتاغون لورانس دي ريتا: "إنه بالرغم من الصراع الذي تخوضه الحكومة الأمريكية في هذه الأمور، فإن القاعدة حتى الآن هي أن نقول الحقيقة. إن وظيفتنا هي وضع المعلومات الدقيقة أمام الجمهور، وأن نضعها بأسرع ما يمكننا."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة: بين بايدن وترامب مناظرة رئاسية -حاسمة-.. م


.. -ألف لبنة ولبنة-.. مشروع فني جماعي لإنشاء لوحات جدارية كبيرة




.. إسرائيل تحول قطاع غزة إلى أنقاض ومكب ضخم للنفايات


.. رونالدو ينجو من مغامرة أحد معجبيه.. لأجل صورة




.. إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات العمل المعنية بالبرنامج النووي ال