الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا انور لعيونك

جان الشيخ

2005 / 6 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يا طير الجنوب, يا حبيب الجنوب. يا عريس الجنوب, با روح الجنوب, يا مهدي الجنوب.
يا اسيرا" علمنا الحرية, من زنازين الشرف و الصمود في فلسطين, ليعود ليسقط الاقنعة عن وجوه الكذب و ليجرد الجنوب من ابنائه, و ليجرد المقاومة من اسلحة الجهل و الكهوف, بعد ان كان هو و رفاقه و ما زالوا , روح المقاومة الفعلية النابضة فعلا" و معنوية, هم من خلقوا الرصاص في السلاح, و جعلوا القذيفة مطرا" فوق رؤوس الاعداء.
طريق خطها انور و رفاقه من اسرى و شهداء, ليحيا الجنوب و اهله, ليحيا لبنان و شعيه, لتحيا فلسطين و قضيتها. فجعلوا المقاومة اثما" و حكرا" , و لم يكن انور و مقاومته و حزبه يوما" اسرى بل عشاق للحرية, و معلمين للشعب معنى الحرية.
و لكن ماذا اقول الى شعب ذاكرته خجولة, قصيرة, ناكرة, متناسية, اهانه الاحتلال و دنسه, و لم يصن مناضليه!
عندما كنا و ما زلنا نغني لبلال فحص, و علي شعيب, و غيرهم, لم نكن نغني لحركة امل او حزب الله, بل لمقاومين من هذه الارض و لهذا الشعب, كانوا هم يمزقون صور يسار مروة و لولا عبود و غيرهم!!!!! و اليوم مزقوا صور انور الكرتونية في حين ان العدو عجز عن تمزيق صموده و عنفواته من ملامح وجهه الحقيقية.
اعتدوا و يعتدون على الكرتون لانهم صور متحركة كرتونية بايد مشبوهة وسخة, ظنوا ان البشر مثلهم صور كرتونية.
يا للغباء والوقاحة, بل يا للخجل.
انارت لهم رصاصات انور و رفاقه ليل الجنوب الباردة المحتلة, لترشدهم الى طريق التحرير و التحرر, فرفضوا و تقوقعوا في كهوف الظلام و فضلوا الحرية المنتقصة. في استقتاءات المحادل الطائفية.
تحررت الارض و لم يتحرر الانسان. و العدو منتصر, فرح, يراقب كيف انه نجح في ترك بصمات احتلاله في عقول البشر, و كيف ان احتلاله العسكري و التطبيعي الغاشم, قد تحول الى احتلال فكري و ايديولوجي يسجن الجنوبيين فيه و خاصة الشيعة منهم , في سجن الجنوب الكبير المحرر من الصهاينة و لكن المحتل من اسياد الفكر الرجعي الطاثفي الظلامي.
ربما اننا نرزح تحت احتلال اخر, او ربما اخطر, لا يمكن ان تنتصر عليه أي مقاومة, فهو احتلال من نوع اخر, متغلغل في العقول و النفوس, يسيطر على الجنوبيين و ينجح في تنويمهم مغنطسيا".
فمن ظلام السجن الى تعتيم الفكر, الى كبح الارادة, الى شحن الطائفية, الى المحادل الانتخابية المبتزلة.
انت يا انور, الجنوبي الحر, المنتصر دوما" على ادوات الجلاد و سجونه, و مقاومتنا كما تعرف و نعرف, من نوع اخر, ليس هدفها تحرير الارض فقط, بل الارض و الانسان معا", و هذه مهمة اصعب و اطول, و يجب استعمال سلاح الفكر المتحرر و التحرري لدحر غطرستها و احتلالها.
مقاومتنا لا و لن تنتهي عند مزارع شيعا, مقاومتنا ابعد من الزحف نحو القدس, مقاومتنا ابعد من فلسطين و العراق, مقاومة تحرر عظامنا من مقاعد الباكوات, و امراء الدواوين, و فمنا من عنابر الزيت, و خطباء المساجد, و غاسلي الادمغة, و مغطيي الرؤوس, مقاومة لخلق النور في العيون و البصيرة في العقل, و الحرية في الفكر, و المساواة للنساء, و الهدايا للاطفال.
مقاومتك يا انور, لا تؤتمر من سوريا او ايران, او أي دولة, مقاومتك يا انور لا يسحب سلاحها من امريكا و الامم المتحدة, مقاومتك لا تتحصن بتحالف حركة امل و حزب الله الانتخابي المؤقت, مقاومتك اوسع من الجنوب و اهله, مقاومتك اكبر من الطائفة و المزارع و الدكاكين السياسية, مقاومة لا تخشى ال 1559 و ليست بحاجة لاستفتاء لبقائها, مقاومتك وطنية بكل ما للكلمة من معنى انت و رفاقك اعطيتوها المعنى و اعطيتم للمعنى قصائد الفعل المقاوم الدائم, على امتداد لبنان كله من عكار الى حولا, و من عرسال الى صور, من بعلبك الى بيروت, و من طرابلس الى جزين, من كل لبنان الى لبنان الوطن, من الارض السمراء الاوسع من أي طائفة او ملّة او برلمان.
المشكلة يا انور, اظن انها لم تكن شخصية ضدك, بل ضد حزبك, و ضد مقاومتك الوطنية اللبنانبة, و ليست المشكلة في اهلك الجنوبيين او الشيعة, بل المشكلة كانت ستتكر, حتى لو ترشحت في بيروت و الشمال و الجبل معك او مع أي رفيق اخر من الحزب الشيوعي اللبناني.
لا مكان للوطنيين الشرفاء في كهوف الطائفية, و مغارة البرلمان و ال124 حرامي, لا مكان للاحرار قي سجون الطوائف و اسيادها, جباهك اعلى من أي ارزة و حريتك اعظم من أي ملّة او حركة. و اندفاعك و عنفوانك اصلب من أي محدلة انتخابية.

فاستمر يا رفيق, استمر يا معلم, فالجنوبيين بحاجة اليك, و لو اجبروهم ان يتنكروا لذاتهم و لك, فهم منك و لك, و انت الوفي دوما" و ابدا".
الدرب صعب و الاحتلال مطبق على روح البشر. و المهمة بحاجة الى ابطال مثلك, و ان الحرية تنادينا و اعين رفاقنا الشهداء تحرسنا من خناجرهم كي لا نغفو, و اهل الجنوب و لبنان بحاجة الى مهدي من نوع اخر, وطني ثائر, ربما اسمه انور.
الدكتور جان الشيخ
فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه