الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر

عصام عبد الامير

2013 / 12 / 4
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر
في الوقت الذي كان فيه ألأسير صاحبنا وحيد في زنزانته وقد تم منع السكائر عنه وهو مولع بالتدخين وكان الجو بارد جدا وهو لا يملك شيء يقيه هذا البرد يأتون اليه بقليل من الطعام الذي لايعوض الطاقة التي كان يصرفها في حركته الموضعية من أجل الشعور بالدفءحيث كان يتحرك في مكانه من أجل الشعور بالدفء ولكن لا فائدة لم يكن يعلم مالذي يدور خارج زنزانته سوى تعذيب أصدقائه من خلال الصوت الذي كان يسمعه لم يأتي اليه أحد لا ضابط أستخبارات ولا محقق كل الذي كان يراه هم الجنود الذين كانوا يجلبون له الطعام ويخرجوه ثلاث اوقات الى الحمام وكان يأتون ضباط الصف المتناوبين ليشاهدوا هذا الكائن الذي يسمونه بالفارسية ( كومنستي ) في داخل الزنزانة يدخلون وأحدهم يقول للأخر هل هو هذا يمعنون بالنظر اليه ويتكلمون فيما بينهم بصوت منخفض وكان منهم من ترى في عينيه الأعجاب والتعاطف ومنهم من كان يبدوا عليه ألأستهزاء والكراهية ولكن بشكل عام كان ألأيرانيين والذين لا يؤيدون نظام رجال الدين في أيران يتعاطفون مع هكذا نموذج غريب فهو من جهة مع موقفهم أتجاه النظام ألأيراني ومن جهة أخرى هو معارض لنظام صدام حسين هذا الذي يعتقد أغلب الشعب الايراني انه اعتدى على بلدهم بغض النظر عن قناعتهم بالنظام الايراني ولكن كان هؤلاء لا يظهرون هذا التعاطف خوفا من الوشاية وبطش النظام ولكن كان يرى صاحبنا الأسير ذلك في عيونهم ومن خلال بعض ألاشارات
ومثال على ذلك جاء أحد الجنود الحراس ألأيرانيين وقال له أي الى ألأسير ماذا تحتاج كان هذا الجندي شخصا واثق من نفسه ذو ملامح حادة وشخصية قوية وكان في منتهى الشجاعة والطيبة ولا يبالي بالعواقب فأجابه الأسير في لحظة ضعف وتردي أذا بالامكان انا محتاج الى سيكارة فأجابه أنا لا أدخن ولكن سأجلب لك واحدة من صديقي كذلك أحذر أن يبقى اثر الدخان حاول أن تدخن قرب الشباك فأذا جاء الجندي المناوب بعدي وأكتشف ألأمر وكان من أياهم (يقصد موالي للنظام ) فسيعاقبوني عقوبة أنت تعلم بها وفعلا جلب له أكثر من وقت السيكارة التي أذلت صاحبنا وصدمته في نفس الوقت حيث في أحدى المرات طلب منه نفس الطلب هزالجندي رأسه أشارة الى الرفض دون أن يتكلم شيء كم كانت تلك اللحظة مؤلمة ومريرة بالنسبة الى صاحبنا ألاسير ومن المواقف المخجلة التي مر بها طول فترة ألأسر( لحظة ضعف وخوار وأنهزام أمام الجسد الغريزة وألأنا ) مر هذا ألأسير في فترة الأسر بمواقف لم يرضى فيها عن نفسه بل نفر من ذاته فيها عند الضعف والهزيمة وعند كشف البقع المشوهة في ذاته وعندما تظهر عوالم النفس المخفية والتي تظهر أثناء المحنة والضغط الكبير الذي يحصل على النفس البشرية
فكر مع نفسه وتأمل قليلا وعقد العزم أن يوظف كل العوالم مهما كانت في نفسه في خدمة موقف وطني وأنساني و مهما كانت التحديات وأثناء ذلك سمع صوت يناديه من خارج الشباك الوحيد والذي يقع في أعلى الجدار في الزنزانة وأذا بصاحبه في الزنزانة المجاورة يتكلم بصوت خافت لكي لا يسمعه الحراس (هذا صديقه الذي أحتمى به في قوجان عندما أراد البعثييون قتله )وقال له نحن أربعة أنا وأنت وصديقنا الذي رفض ترديد التكبير والموت للشيوعيين والأخر الذي أرتد عن صفوف التوابين ولاذ بنا وهذا ألأخير أنهار من ألأيام ألأولى وأعترف لضابط ألأستخبارات بأنه نحن أنا وأنت غررنا به وأقنعناه بتبني موقفنا وقد أخرجوه من ألسجن ألأنفرادي وعاد الى الكمب أما ألأخر صديقنا الذي رفض التكبير فهذا لم يتحمل التعذيب الهائل الذي تعرض له وأخرجوه في تجمع للأسرى وقال الموت للشيوعيين وفي التحقيق معي فأن ضابط ألأستخبارات يتهمنا بأننا لدينا تنظيم ولديه قائمة بأسماء سبعين أسير تم أعدادها من قبل المبلغين (شيوخ الدعوجية ) بل ألأنكى من ذلك يتهمنا أنا وأنت بأن لدينا أرتباط مع حزب توده ألايراني ويطالبني بأسماء الجنود وضباط الصف والضباط المتعاونين معنا وأنا بدأت بالأنهيار عشرة أيام وأنا في زنزانة صغيرة لا نوم ولا دفء البرد قتلني والجوع ألأكل لا يكفي طفل والماء تحتي يملء أرض الزنزانة وكل ساعة يأتون يضربوني ضربا مبرحا وبكل قساوة وبلا رحمة وأنت تعلم بأن بنيتي ضعيفة ولا تتحمل كل ذلك فماذا أفعل قل لي وأنت صدقي ووقفت دائما الى جانبي وقت المحن فأجابه ألأسير صاحبنا يا فلان أسمع ما سأقوله لك جيدا (أنت من حقك أن تنقذ نفسك ولكن ليس بأي ثمن أما ما هو الثمن الذي يجب أن لا ندفعه من أجل خلاصنا أولا أي شيء يمس ألأخرين وأي كلام قد يسبب لهم المتاعب والأذية سواء العراقيين أو ألأيرانيين ثانيا نحن ليس لدينا تنظيم وهذه حقيقة أنت تعرفها ثالثا ليس لدينا أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحزب توده وهي حقيقة أيضا أما ماعدها من عموميات كأن نحن معجبين بالفكر الماركسي ونحن لدينا خيبة أمل من مسار الثورة ألايرانية التي كنا نؤيدها فهذه أمور يمكن أن تتكلم بها وكل شيء لا تستطيع أن تتحمله ألقي به على عاتقي يعني بالعامية (ذبها براسي مثل ما اكولك خويه تر عار علينا وخزي مدى الحياة نجيب أسماء ونبهذل العالم تره نبقى طول العمر نلوم بنفسنه ) كما أذا فرضوا عليك أن تخرج أمام ألايرانيين وتقول الموت للشيوعيين فأفعل ذلك فهذه وصمة عار في جبينهم سيذكرها التاريخ )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل