الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الادب المقارن العراقي

مثنى كاظم صادق

2013 / 12 / 4
الادب والفن



بقبعة إنكليزية دخل الأدب المقارن إلى العراق ، على يد أحد رواده الكبار وهو الدكتور صفاء خلوصي في خمسينيات القرن الماضي ، فاتحاً الباب واسعاً لتعزيز الهوية الوطنية للتراث الأدبي العربي عموماً والعراقي خصوصاً ؛ لأن الأدب المقارن يبحث عن التواشجات المختلفة والمؤتلفة بين نصين أدبيين مختلفين في القومية وما مدى التأثير والتأثر في بعضهما البعض سواء أكان هذا التأثير على مستوى الفكر المطروح في متون النص أو على مستوى الشخصيات ؛ لأن هذه الأشياء وسواها في الأدب ذات طابع إنساني مشترك بين أدب الشعوب سواء أطلعت هذه الشعوب على آداب بعضها أو لم تطلع .ووصلاً بما سبق وجد الأساتذة ـ خلوصي وسواه ـ أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر المقارنات ؛ ذلك لأن غوته كان قد أشار إلى أن الأدب ـ أي أدب ـ لابد من أن تأخذه نوبات تأثر وتأثير في الآداب العالمية ؛ وعليه فقد وجدنا أن الدول قد أنشأت مؤسسات خاصة وحثت الأكاديمية على دراسة الأدب المقارن ؛ لأن غايته معرفة الشخصية الوطنية وتوضيح ملامحها الفكرية ، ومنها يمكن أن تدرس المجتمعات من الناحية الثقافية فضلا عن مساعدة البلد على معرفة المحددات التاريخية لأدبه ومقياس درجة صفائه وعدم اختلاطه مع الآداب الأخرى ومدى تأثيره فيها وبالعكس . في العراق لم يكن الاهتمام بالأدب المقارن كما هو مطلوب أو يرتجى ، فقد درس على نطاق ضيق خجول ، ولاسيما أن بعض الجامعات تأبى تدريس هذا الأدب في بداية أمرها ووافقت على مضض على تدريسه بعد ذلك لكن في ساعات أسبوعية قليلة جداً لفصل دراسي واحد غالباً كما أن الكتاب المقرر لا يفي بالمعاصرة الحاضر والتطور المستمر للآداب والفنون لأن المقرر غالباً ما يكون قد صدر في خمسينيات القرن الماضي أو ستينياته وإن النماذج والأمثلة التي بين دفتيه قد أصبحت مستهلكة جداً مما سبب الضعف في الاهتمام بالأدب المقارن في العراق لأن الطالب ولاسيما طالب الدراسات العليا يتخوف من أن يأخذ عملين ويدرسهما دراسة مقارنة لعدم تمكنه من امتلاك أدوات الناقد المقارن أو الباحث المقارن فلا يتحفز على هكذا نوع من الدراسة ومما ساهم أيضاً في ضمور الأدب المقارن في العراق كون أن الكثير يعتقد أن الأديب المقارني يجب أن يكون ملماً بلغة أخرى لكن هذا شرط غير ملزم اليوم ومن هنا نتمنى أن تتجه الأكاديميات إلى توجيه طلبة الدراسات العليا وترغيبهم في البحث في أعمال عراقية معاصرة ومقارنتها بسواها من الأعمال المختلفة قومياً من أجل تعزيز الهوية الوطنية للأدب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا