الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برهة في أحضان سلوبي

علي مسلم

2013 / 12 / 4
كتابات ساخرة


ألفتها هذه المدينة الوديعة التي رابضت طويلا إلى جانب سلاسل جبال جودي وزاغروس كل هذه السنين ووفرت الطمأنينة لأهلها أمام حقد السلاجقة وبطش هولاكو وكل اللذين أرادوا العبث في الناس والتراب هنا ،مدينة انسيابية كالحرير حين تنساب على وجه جميلة سمراء ، تفترش الأرض بحكمة وإتقان ، تعانق السماء بسموها وتغتصب القلوب عنوة بغية الدخول إليها علناً ، وتتمختر كصبية شبقة حين تكتشف صدرها المتورم للوهلة الأولى ، تشاطر المجد في مجدها ، وتحاكي الشمس في عليائها ، كردية أبت الرحيل مع الراحلين ، غادرت سفينة نوح واثقة الخطى وبقيت شامخة بعد رحيل الطوفان ، أزلية تمردت على كل الجهات شمالاً حتى الشمال وجنوباً حتى الجنوب وغربها وشرقها ، احتضنت البدرخانين والآخرين رافقت أحلامهم وسايرت طموحاتهم وواجهت معهم أنياب الذئب الأغبر وقطيع الوحوش اللذين ما انفكوا عنها وأرادوا نهش أحلامها وتاريخها المشرق غيروا اسمها من كركي إلى سلوبي ولما لا فسلوبي جزء من سلوبي في التوالي من الأمور، تحولت بفعل القوة والإرادة من مجرد قرية إلى قضاء كبير في الستينيات من القرن الماضي وتشرفت بولائها لولاية شرناخ انتماءاً .....؟ أغتسلت بمياه دجلة أبداً ونشرت غسيلها النقي على دروب زاخو وهولير لترنو صوب الخيول التي زرعت الغبار على دروبها عائدين من نصر أكيد ألفتها وألفتني وسايرت رغباتي كما الأم الحنونة حين تساير وليدها في قلب السرير لتنسيني لبرهة من الوقت فعل الحكيمين اللذان لم يمتلكا الحكمة في يوم من الأيام فقط عشقا ذاتهم وأخلصوا لها ، سايرتني لأيام لأنسى قليلاً حيث أنا من المشقة والتعب والعذاب ، أيام أتربص أملاً قد يكون مفقوداً علني أنتقل من الوطن إلى الوطن تاركاً خلفي لبرهة وطناً مخضباً بالألم والدم ، أطفاله اللذين ألفوا الخوف وكبروا أمامه وباتوا يسرقون الجرأة من كيس السنين ليصنعوا منها ما تبقى من ألعاب الطفولة وخمراً للكبار ، سايرتني حتى أعبر عبوراً عابرا وسط الركام ، وسط انفلات القهر من عقاله بين التباين والتشابه ، إنها سلوبي أغنية جبلية جميلة عبرت حنجرة محمد عارف جزراوي بدفء مألوف حيث نثرها عطراً من رائحة الأقحوان والزعتر البري على كل من مر من هنا ومن أقام هنا في السالف من الأيام وبين من ما زال يركن عقرها ، ها هي الآن تقاسمني همومي علني أظفر بقليل من الفرح والصبر كي تفرح معي وهي تقول لي في سرها كم من الناس انتظروا هنا ، منهم من ظفر بما صبر ومنهم عاد من حيث أتى حاملا معه البعض من الأسى، لكن ومها طال الانتظار سوف تعبر وسيعبر الكثيرين من بعدك وسأنتظر فقط لأني أكره النظر نحو الخلف ....؟؟ علي مسلم من سوريا في 4/12/2013 --------- سلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا