الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة فلسطين الديمقراطية

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2013 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


استعمار استيطاني فريد من نوعه .. أهدافة تجاوزت الأهداف الاقتصادية .. إحلال غرباء بدلاً من السكان الأصليين .. دين سياسي ممثل بحركة عنصرية تسيطر على الموقف ، وتجعل من الغزاة قومية تنادي بوطن خاص بها بدعم من امبراطوريات الاستعمار القديم والحديث ، حروب متعددة بين الغزاة المستعمرين وبين المواطنين الأصليين ومن حالفهم من اخوانهم ، هزائم متكررة وعلى مراحل ، مرحلتها الأولى لم تبق من الوطن لأهله سوى 22% فيما تم تهجير غالبية سكان الجزء المغتصب وإحلال غرباء بدلاً منهم ، تبعتها مرحلة ثانية ، أحتلت النسبة الباقية من الأرض التاريخية فيما بقي غالبية قاطنيها فيها ، حركات تحرير ولدت خارج الوطن ، حاولت ، لكنها لم تستند على قواعد قوية ، سلبيات كثيرة صاحبتها بعضها ذاتي وآخر خارجي ، حققت وجوداً معنوياً ، تكرش من خلالها البعض واساء إليها البعض آخر ، لم تفهم محيطها ولم يفهمها هو ، قويت في فترة وضعفت في فترات ، ضاقت بها الأرض التي تقف عليها ، انتفضت حركة شعبية على ما تبقى من الوطن ، التف عليها أولي الأمر وعقدوا اتفاقات مخزية آملين من خلال ذلك تحقيق حلم الدولة ، مفاوضات هزلية عبثية تعقد على مدى عقدين ، وما زالت مستمرة ولا شيء يتحقق ، قالوا للغزاة اعترفنا بكم وبحدودكم على ال 78 % من الأرض واعترفنا بتسميتكم الجديدة لها ، فهل تعترفون بنا على النسبة المتبقية لنقيم عليها دولتنا ، فليكن هناك دولتان على الأرض التاريخية ، ولكن هيهات ، رد الغزاة عليهم بضرورة الاعتراف بصبغة دولتهم الدينية ليتمكنوا من طرد من بقي من السكان الأصليين المتواجدين على الدولة المطلوبة ، ونسف وعدم التفكير أو حتى الحلم بعودة من شردوا منها سابقاً ، راهنوا على جيل جديد ، جيل سيخلق متناسياً حقه في الأرض ، رهان أثبتت الأيام والسنون كم كان خاسراً ، فالجيل الذي وجد بعد الاغتصاب كان أكثر تمسكاً بأرضه وأكثر تعلقاً بحقه التاريخي الذي تكفله كافة الشرائع ، قال الغزاة نحن وجدنا هنا قبلكم ، متجاوزين المنطق والتاريخ ، قائلين أن ربهم قد وعدهم بهذه الأرض ، تبعه رب جديد آخر جاء بصوته من إمبراطورية هرمت ، وعدهم وعداً مشؤوما بها ، ينوون بناء هيكلهم المزعوم بدلاً من الأقصى ، فلا هم اعترفوا بالحق لأصحابه في دولة منقوصة ، ولا وافقوا على عودة المشردين منهم ، سيناريو لو تولته هوليود لكان نبعاً دفاقاً لكسب آلاف الاوسكارات وملايين الدولارات ، سيأتوا لنا بأفلام ، تنصر الظالم ، فهذه عادتهم بعد أن أفلسوا من كثرة الأفلام التي ذبحوا فيها الأباشي ، أفلامهم ستكون منقوصة ، وربما بنهاية مجهولة ، ولكن الواقع يقول بأن الصراع مستمر ، صراع بين صاحب حق بالارض وبين غاز معتد عليها ، بين طرف ضعيف ما زال يتسول وبين طرف قوي لا يعطي صدقات ، طرف ضعيف يقبل بالفتات ، وطرف قوي لا يرمي حتى الفتات ، فالضعيف سيقوى يوماً والمتسول ستمنعه نفسه وكرامته عن الاستمرار في تسوله .... فما العمل .
صراع لا بد له من نهاية ، ولكن كيف ، السيناريوهات كثيرة ، حكم ذاتٍ محكوم عليه بالفشل حل ليس حلاً فهو مرفوض حكماً وعلى كافة الأصعدة ، صراع وحوار وجدال ومفاوضات عبثية للتوصل إلى دولتين بلا نتيجة ، رغم كونه حلاً مشوهاً منقوصاً ولن يحل أصل المشكلة ، ربما كان عند البعض حلاً مرحلياً ، لكنه لن يستمر ولن يكتب له النجاح طالما تجاهل حق العودة للمشردين في فيافي الأرض ، فدرالية في دولة ثنائية القومية أو الدين ، إحداهما تخلط القومية بالدين والأخرى عميقة الجذور في التاريخ ، لن يكتب له النجاح وسيكتب عليه الفشل الذريع طالما تضاربت الأفكار والمرتكزات والأطماع مرسخاً الفصل العنصري في تجربة ممسوخة ،،،،،، والنتيجة صراع مستمر.
فهل من حل ، عيش مشترك ، ربما ، إن اتفق الجميع على ذلك ، بيت واحد للجميع ، لا كبير فيه ولا صغير ، لا سيد ولا عبد ، يتساوى الكل فيه في الحقوق والواجبات ، ربما كان ذلك حلماً ، ربما كان صعب التحقيق ، ولكنه ليس مستحيلاً ، وسيبقى هو الحل الوحيد الذي يكفل عدم استمرارية الصراع ، طرح ليس بالجديد ، بذرت فكرته الأولى قبل نيف وأربعين سنة ولكن البذرة لم تجد تربة ملائمة ولا محيطاً مناسباً لكي تنمو وتزدهر ، ولكن ، قبل إعادة البذر لا بد من توفر النوايا ، لا بد من تجهيز المحيط اللازم للقبول والاحتضان ، سيواجه رفضاً في البداية ، ومقاومة عنيفة أحياناً لدى الغاصبين ، سينسف أفكار حركة مضى على تأسيسها ما يزيد على قرن من الزمان ، جهد كبير لا بد أن يبذل من كافة الأطراف ، توعية لا بد منها ، مرتكزة على فكرة رفض تسييس الدين والاعتراف بأن الدين شيء والقومية شيء آخر ، فحرية المعتقد الديني مكفولة للجميع ، والانتماء الوطني سيكون لشيء وحيد كأساس لنجاح هذا الحل ، انتماء لدولة ديمقراطية أساسها المساواة وتقبل الآخر ، الكفاءة هي الأساس لتولي المناصب بعيداً عن أي شيء آخر ، فكرة تبدو وكأنها من أفكار الخيال العلمي ولكن كم من أفكار كانت كذلك وتحققت على أرض الواقع ، ففلسطين الديمقراطية هي الحل القابل للديمومة وهو الذي سيكفل إنهاء الصراع والعيش بسلام في محيط يتقبلها بسهولة ، فهل حان الوقت لتبني هذا الحل والعمل من أجله ........ نعم لقد آن الأوان .

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
5/12/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني