الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف اعتراف جاء في نهاية المطاف..!!

علي عرمش شوكت

2013 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ذات مرة سألت احد الاشخاص من محيطي السكني عن سبب استمراره بالادعاء والمبالغة، ورمي اسقاطاته على غيره، وكان الرجل بحقيقته بسيط وغير متعلم الا انه كان يستمع الى نصائحي له، فاجابني بلهجته البهلوانية ( ان لا احد يقول بان حليب امه حامض) وعند اعتراضي على قوله هذا، ومن اين جاء به، لان لا وجه للمقارنة بين حليب الام والسلوك غير المقبول، اكد ان ما قاله هو مثل تعلمه من اسلافه. وهنا ربما قال الحقيقة فهي ثقافة موروثة تتجلى بالشعور بالكمال لدى البعض ممن يتسلطون على رقاب الاخرين، ولكي يبرروا افعالهم الا انسانية.
وها نحن اليوم نجد مخلفات تلك الموروثات السلوكية تتجلى بتصرفات بعض السياسيين المتنفذين حينما يواجهون لوم المواطنين حول تقصيرهم واخطائهم الفادحة، التي تتعلق بحياة الناس، فتجدهم يدعون بان عهدهم يتسم بالاعمار وبالنماء لا بل وبالرخاء!!، ولكنهم حينما يواجهون بالحقائق الدامغة التي تدينهم، سرعان ما يبحثون عن ضحية من حاشيتهم ليلقوا باللائمة والمسؤولية عليها، وهذا ما لمسناه لدى اصحاب القرار في الحكومة العراقية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فبعد ان احتجت الناس على فقدان الكهرباء بادر السيد رئيس الوزراء الى القاء تبعية ذلك على اقرب مساعديه ولكن من خارج حزبه، السيد " حسين الشهرستاني"، وقبلها كان "علي الدباغ" الناطق باسم حكومة دولة الرئيس، قد دبغ جلده، واحرق في كومة خيوط فساد صفقة الاسلحة الروسية، ولم تكن هذه الواقعة التي نشرتها الفضائيات اخر الفتوق الفاضحة، انما كررها في كارثة غرق بغداد ومدن اخرى، فسرعان ما وجد ضحية لينحرها قرباناً لتبرئة ذمته، ولكن هذه المرة كانت من بين خصومه، مستنداً على ادعاء " عبعوب" الغني عن التعريف. متهماً اياهم برمي صخرة فلكية المقاييس داخل المجاري..!!.
واجلى دلالة على هدف اختيار الضحية من خارج دائرة الحاشية هذه المرة، هي التملص من عواقب عدم المحاسبة التي طبعت مواقف السيد رئيس الوزراء في التصرف حيال المفسدين والفاشلين من مقربيه، حيث ان ما سجلته مراصيد الاحداث لم يكن هامشياً، انما كان مأخذاً سياسياً ينطوي على قدرة التطويح بصاحبه، عاجلاً ام اجلاً، ومن ذلك السجل نستذكر عدم اتخاذه اية اجراءات بحق وزير التجارة السابق" فلاح السوداني" وهو اخطر فاسد من اعضاء حزبه، بل قد هرّبه الى خارج البلاد، وهو مدان بعملية فساد كبيرة. ولكن لم تقتصر تلك الصفحات على ما ذكر، انما ذاد بقوة عن ثلاثة وعشرين ضابطاً مداناً بالفساد من ضباط وزارة الداخلية، متهمون بصفقة اجهزة "السونار" التي كانت فضيحتها بجلاجل.
ان كل ما جرى من انكار تهم، ورميها على عاتق بعض المقربين تارة، والذود منقطع النظير عن فاسدين تارة اخرى، لم يجن حاصلها سوى فقدان الوزن السياسي وبهاتة بريقه، الامر الذي اوصل هذه الخطوات العشوائية الى طريق( الصد ما رد ) كما يقول المثل الشعبي، لا سيما وان الزمن الافتراضي للبقاء على راس الموقع التنفيذي قد قارب على الانتهاء، واذا ما حسب التمسك الشديد من قبل السيد المالكي بعتلة رئاسة الوزراء، فلابد من ان ينزل عن بغلته لكي يعاين عن كثب تضاريس طريقه، التي باتت تنطوي على كهوف وخسوف بحاجة الى جسور لعبورها الى الدورة الوزارية الثالثة. التي يتطلع اليها بشتى الوسائل، وكانت اول مرارة يتجرعها قد تمثلت بنصف اعتراف بكونه شريكاً بضعف الخدمات، وبانعدام الكهرباء، وبعدم وجود المساكن الادمية للمواطنين، وكثرة البطالة بين الشباب.
ومع ذلك قد انتابته غصة منعته من ان يكمل نصف اعترافه الاخر ليقول انه شريكاً في اقل تقدير بانهيار الامن في البلاد، وتجاهل ذلك تماماً، فانه وكما يبدو لا يستوعب ان يضع له شريكاً في ما يتعلق بالملف الامني حتى وان كان في كفة الخسارة ، لانه في هذا الامر- لا شريك له – قطعاً. فهل ينفع ذلك في تعبيد طريقه الى الوصول نحو رئاسة الوزراء للمرة الثالثة.؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن