الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال فى الاسلام

ابراهيم حجاج

2013 / 12 / 6
الادب والفن


د.ابراهيم حجاج: مدرس بقسم الدراسات المسرحية بكلية الاداب جامعة الاسكندرية.
ينظرالإسلام إلى الجمال من زواياه المختلفة، من حيث وجوده الذاتي المادى من ناحية ومن حيث منفعته من ناحية اخري، وقد تجلى الجمال من خلال القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف.
= فى الأحاديث النبوية: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ . الحديث أخرجه مسلم في صحيحه رقم 131
قال ابن القيم رحمه الله شارحا ومبيّنا : وقوله في الحديث إن الله جميل يحب الجمال يتناول جمال الثياب المسؤول عنه في نفس الحديث ويدخل فيه بطريق العموم الجمال من كل شيء

فى القرآن الكريم: بالرغم من أن القرأن يمثل رسالة سماوية تدور بالدرجة الأساس في فلك قيادة الإنسان وإرشاده إلى طريق الله- عز وجل- فانه يشتمل إلى جانب هذه الوظيفة الوعظية الإرشادية على أعلى درجات الكمال الجمالي والفني. لم تكن في مضمونه فحسب بل في شكله الخلاب. ومن عناصر ذلك الشكل جمال اللفظ والعبارة والإيقاع.

ولقد ورد ذكر الجمال، ومفردات أخرى تبدو مرادفة له، في مواضع شتى من القرآن الكريم. وأن الألفاظ الخاصة بالجمال التي يرد ذكرها فيه هي: الجمال، والزينة، والحسن، والزخرف. ولكل منها مجال مخصوص على نحو ما سأذكره فيما بعد، ولكني أريد أن ألفت الانتباه إلى معلم آخر من معالم اختلاف الإسلام مع المناهج الوضعية وهذا المعلم هو تنوع المصطلح في القرآن بحسب الزاوية التي يتم التعامل من خلالها مع الجمال بينما المصطلح الذي تستعمله المناهج الوضعية مصطلح واحد وهو "الجمال" أيا ما كانت زاوية النظر، ولهذا فإن استعمال مصطلح واحد للتعبير عن مواقف متباينة من الجمال يغدو استعمالا مضللا من جهة وتبدو عاجزة عن احتواء المواقف والدلالات المتباينة من جهة أخرى.


و الجمال من الألفاظ التي يرد استعمالها في القرآن الكريم للتعبير عن القيمة الجمالية ويختص هذا اللفظ في وروده بشعور الإنسان بما يرى من بـهجةً ومتعةً، أو بوقع شيء ما في نفسه وقعا مرضيا سواء تحقق هذا الرضى عن طريق الحواس أو عن طريق الإثارة الوجدانية. ففيما يرتبط بالحواس يأتي استعمال هذه الكلمة للتعبير عن إشباع حاجة الإنسان إلى متعة النظر في مثل قوله - سبحانه -:والأنعام خلقها لكم فيها دفئ ومنهاتأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم (النحل 5 – 7). فهذه الأنعام نافعة، ولكن القرآن الكريم تحدث عن الإحساس بجمالها في سياق مستقل عن المنفعة وإن ورد هذا السياق بين منفعتين: لكم فيها منافع ومنها تأكلون)والمنفعة الثانية هي: وتحمل أثقالكم إلى بلد... ، وبين هاتين المنفعتين ورد قوله - سبحانه -: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، ولم يكن هذا الشعور بالجمال وكما هو صريح في الآية الكريمة بسبب المنفعة المتأتية من الأنعام، أي أن الأنعام لم تكن جميلة في نظر الناس لأنها كانت نافعة لهم وحسب بل لأنها كانت تشبع حاجة انفعالية معينة في نفوسهم، وكأن إشباع هذه الحاجة يمثل واحداً من منافعها لتستوي فيها المنافع المادية والانفعالية. وبـهذا أيضا فإنك ترى أن هذه الآية الكريمة لا تربط بين الجمال والمنفعة، أي أنـها لا تتحدث عن الجمال المحسوس في الأنعام انطلاقا من كونـها نافعة، وكذلك فإنـها لا تفصل بينهما بل تجعل الشعور المستثار بالجمال واحدة من منافعها وسببا لمتعة النظر وبـهجة القلب. وليس من الضرورة أن يكون مثل هذا الإحساس مرتبطا بحقيقة الجمال الكائن في الشيء المرئي، فقد لا يكون ذلك "الشيء" جميلا من وجهات نظر أخرى، ولكن شعور الرائي بالارتياح النابع من رؤيتها يضفي عليها تلك الصفة.


إن مثل هذا الرضى مؤجج للاحساس بالجمال وهو من ثمار الحس (النظر أو السمع أو غيرهما).
وقد يرتبط الجمال بالأخلاق والمعاملات، وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم بلفظ الجمال واشتقاقاته. ومن الآيات التي ورد الجمال فيها بـهذا المعنى قوله - جل وعلا - ((فصبر جميل))[يوسـف 83]، ((فاصفح الصفح الجميل)) [الحجر 85]، ((فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا)) [الأحزاب 28]، ((واهجرهم هجرا جميلا)) [المزمل 10]. فالجميل الوارد فيها وفي غيرها من الآيات المباركات صفة لوقع مخصوص للموصوف في نفوس الآخرين، فالصبر الذي يأمر سيدنا يعقوب نفسه به استسلام لقضاء الله وقدره فتهدأ نفسه بذلك من جهة، ويوحي بطمأنة نفوس أبنائه من جهة أخرى حيث لم يتوعدهم بالويل والثبور ولم ينـزل بـهم عقابا، وكذلك الحال بالنسبة إلى(سراحا جميلا) أي أن يكون نوع السراح مريحا لنفوس نسائه - عليه الصلاة والسلام -. ومما لا شك فيه أن مفارقة الرجل لنسائه ليس جميلا في حد ذاته بل لعله يكون شديد الوقع على نفس المرأة خاصة، ومع ذلك فإن القرآن الكريم استعمل الجميل صفة للفراق وكذلك استعمله للهجر، ولم يرد الجميل في هذين الموضعين للدلالة على الرفق وحسب بل للدلالة على وقع هذا الرفق في نفوس الآخرين بحيث لا ينتج عن الفعل استثارة سلبية أو ضغينة أو كراهية. فالجمال والجميل صفة شعورية يتحسسها الآخر من غير أن تدل على أن " الشيء " نفسه وفي حد ذاته جميل بل لتدل على أن الجميل إنما هو وقعه لا غير. ولعلك لاحظت أيضا أن الآيات السابقات خلت من الربط بين الجمال والمنفعة، ومن ثم فإنه ليس من الضرورة أن يكون الجمال أو الجميل في استعمالات القرآن الكريم صفة ملازمة للنافع كما أن هذا لا يعني أن المنفعة منحسرة عنه دائما.
المرجع:
عباس توفيق: ألفاظ الجمال في القرآن الكريم
http://islamselect.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع