الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي- الحلقة 2

احمد الطالبي

2013 / 12 / 6
الحركة العمالية والنقابية



في مقال سابق ، تناولت نقديا ردود أفعال بعض منخرطي مركزيات نقابية حول المؤتمر الأخير للكدش، هذه الردود التي أبانت عن ضحالة في التفكير بل عن غوغائية مفرطة لكونها كشفت عن أنها لم تكن تنتظر من المؤتمر سوى أخطاءه وهفواته ، لتكيل لقيادة الكدش ما طاب لها من السب و الشتم لحد وصفها بالعصابة ، مما يعد مؤشرا على حقدها على هذه النقابة التاريخية و المناضلة ، وذلك- لحاجة في نفسها-
و إذا كان النقد مشروعا سواء من موقع الانتماء أو من موقع الاختلاف لكونه لا يعد تطرفا، بقد رما ما هو تشخيص لواقع الحال ، من اجل الرقي به إلى الأفضل ، فلا يمكن أن يكون له معنى إذا كان غوغائيا وسطحيا وسوقيا ومشحونا بالحقد.
لذلك ورغم قلة المعطيات، سأحاول و بكل تواضع تناول تجربة المؤتمر الأخير من منظوري الخاص والذي يبقى بطبيعة الحال نسبيا، مستحضرا الشروط وكذا السياقات الداخلية و الخارجية للتجربة.
- 1- انعقد المؤتمر في ظرفية عرفت تطورات غير مسبوقة في المنطقة اتسمت بالحراك العربي و المغاربي الذي كان المطلب الديمقراطي والعدالة الاجتماعية قطب الرحى فيه والذي انخرط فيه الشباب بكل حيوية وقدم فيه تضحيات جسيمة ، و إذا كان مرجحا أن تكون أوراق المؤتمر متضمنة لهذه المسالة إلا أنه يمكن تسجيل عدم مراعاة دلالاتها في طريقة انتخاب المؤتمرين و كذا في تجديد القيادة و تشبيبها ، وهذه أول ملاحظة يمكن تسجيلها....

2- إنعقد المؤتمر في مرحلة ما بعد الحراك العشريني الذي انخرطت فيه قواعد الكدش بكل فعالية ، بل وكانت مقراتها إلى جانب أخرى فضاء لإحتضان هموم الشعب المغربي والطبقة الشغيلة ، وهذا ما لم تعمل القيادة على استثماره بتمكين الطاقات العمالية الشبابية التي أفرزها الحراك كقيادات ميدانية من الحضور في المؤتمر، بل وتحمل المسؤولية في الأجهزة المنبثقة عنه....

3- إنعقد المؤتمر في ظرفية تتسم بالتراجعات عن العديد من المكتسبات التي حققتها الشغيلة وعموم الشعب بقيادة الكدش :إضرابات 79/81/90 وبعض المناوشات في العقد الأخير،هذه المعارك و الملاحم البطولية التي وشمت ذاكرة المغرب دولة و شعبا ، كان يجب تحصينها و جعلها حافزا على الاستمرار في أداء الرسالة النضالية بدل التفريط فيها ، وهذا هو الخطأ الثالث الذي سقطت فيه القيادة .....

4- انعقد المؤتمر في ظل ظرفية تتسم بانتشار البيروقراطية في جل المواقع والمركزيات النقابية الكبرى بالمغرب رغم محاولات المناضلين الجذريين لكسرها ، مما كان فرصة لجعل الكدش إطارا استثنائيا بتاريخه و وطريقة تنظيمه و تسييره ديمقراطيا وذلك بتجديد قيادته ، وهذا خطأ رابع سقطت فيه القيادة ...

5- انعقد المؤتمر في ظل ظرفية اتسمت بصعود النضال الفئوي الذي أطرته تنسيقيات بهدف تحقيق مطالب بعض الفئات التي ترى أن النقابات عموما تخلت عن مطالبها وملفاتها و هو الأمر الذي كان ممكنا تداركه باحتضان هذه الفئات وتسطير برنامج نضالي بهدف تحقيق مطالبها : الزنزانة 9 وحاملي الشواهد الجامعية الذين يطالبون بالترقي بالشهادة.مما كان سيعطي دفعة قوية للنضال الكونفيدرالي وسيخلق دينامية حية داخل المؤتمر.....

و أيا كانت الأسباب التي يمكن أن تتذرع بها القيادة للدفاع عن اختياراتها ، فلا يمكن تطوير الفعل الكونفدرالي في المرحلة الراهنة و جعله يتبوأ مكانته المعهودة في قلوب الجماهير العمالية إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار كل المتغيرات وكل الملاحظات التي أثرناها .
كما وتبقى مسؤولية المناضلين الديمقراطيين في تطوير الفعل النقابي ، مسؤولية قائمة وذلك بالتصدي للتحريفيين والانتهازيين رغم ما يتطلبه ذلك من عناء وجهد وصبر متواصلين ، وذلك في جميع المواقع في أفق بناء تنظيم عمالي تقدمي جماهيري ديمقراطي وحدوي و مستقل...
كما يجب أن نؤكد أخيرا و في علاقة بما أثرناه في البداية ، أن النقد السوقي و القذف والغوغائية ، لا ولن تساهم في تطوير العمل وتحقيق الإنتظارات بقد رما تخلق أحقادا وتطاحنات تحول دون تحقيق التنسيق و الوحدة المطلوبة ....














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر محمد جبران خلال احت


.. كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية عيد العمال من مجمع هاير الص




.. حسن شحاتة وزير العمل: في مجال خفض معدلات البطالة كان لوزارة


.. وقفة احتجاجية لطلاب جامعة إدلب دعما للشعب الفلسطيني




.. محتجون يحاصرون وزارة العمال والنقابيين البريطانيين للضغط على