الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 3

المهدي السكتاني

2013 / 12 / 6
حقوق الانسان


"سقطت البقرة، الكل يجهز خنجره"، مثل سائد دون دلالة عميقة، كان الشاب "م.ل" يعيش في إحدى مدن الغرب المغربي بعد أن غادر تارودانت بحثا عن عمل، واستطاع إيجاد عمل محترم في أحد مقاهي المدينة يضمن له العيش الكريم بعيدا عن الأحياء الشعبية لتارودانت المليئة ب"الجريمة" ... يوميا تستقبل النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية بالمدينة أفواجا من الشباب مقيدي الأيدي بالأصداف البوليسية أو الدركية، هؤلاء الشباب الذين غالبا ما يكونون قد غادروا المدرسة في سن مبكرة نتيجة "الهذر المدرسي" ليسقطوا في "الإنحراف" الذي يمتهنونه : الدعارة، المخدرات، ماء الحياة ... "الجريمة" وبالتالي السجن الفلاحي بتارودانت، جل الأسر بالأحياء الشعبية بالمدينة لديها أو مر لديها نزيل بهذا السجن أو يكون أحد أبنائها مرشح لذلك، لقد أصبح السجن بالنسبة لأبناء الطبقات الشعبية بتارودانت جزء من المغامرات التي تنتظر كل من غادر المدرسة مبكرا ... وهنا تبدأ مغادرات الأسرة ككل بعد الإحتكاك بالشرطة أو الدرك وصولا إلى النيابة العامة والمحاكمات : الرشوة والجنس ؟

الكل بمحكمة تارودانت يشترى : لكل قيمة "رشوة" ما يقابلها من أشهر السجن الفلاحي، ويبدأ عمل السماسرة الذين ينطلقون إلى منازل "الضحايا" و"المتهمين" الذين غالبا ما يكونون معوزين و"التهم" دنيئة ... "عبد الله" أحد سماسرة الحكمة المعروفين يدخل في قضية "م.ل" خطيب الفرنسية "ف.ك" وهو رجل يتقن اللعب باللسان والمال، تحكي السيدة الفرنسية أن كل جيوب ملابسه مليئة بالأوراق المالية من فئة 200 درهم ؟ وهو يجري على دراجته النارية التي تمكنه من ولوج الأحياء الشعبية بسرعة، ويبدأ ابتزاز الأسرة ومعها الفرنسية (20 ألف درهم) التي قدمت حصتها قسرا دون معرفة ما يجري حيث لا تفهم العربية ... ومن جانب آخر يطرح مشكل "الضحية" حيث تخبرهم النيابة العامة أنه لابد من تنازله عن حقوقه المدنية حتى يمكن مراعاة ظروف التخفيف وتفعل "الرشوة" فعلتها، ويبدأ الشوط الثاني من ابتزاز الأسرة والفرنسية التي تقول في رسالتها إلى إحدى المنظمات الفرنسية : " أظن أنه يفعل ذلك من أجل المال ! للأسف ليس لدي أي مبلغ من المال، دون اقتصاد، وأبويه من الطبقة المتوسطة بالمغرب ! ليست هناك وسيلة لإيجاد هذا المبلغ ! القضاة كذلك يطلبون الدراهم !!! (20 ألف درهم حسب تصريحها)."

لقد أصبحت الفرنسية في معمعان "الرشوة والجنس ؟"، دون إرادتها إنما مرغمة نتيجة تعلقها بخطيبها الذي لا تريد أن تفارقه بعد بنائهما علاقة حميمية، ويحول السجن الفلاحي بتارودانت بينها وبينه وهي تحاول زيارته على الأقل "قد حاول أحد النواب بالنيابة العامة التوسط لها لزيارته بالسجن؟"، إلا أن مدير السجن يرفض ذلك خوفا من تورطه ... لقد حضرت الفرنسية وأخت خطيبها في ذلك الصباح إلى باب المحكمة ينتظرون المسمى "هشام" وهو شاب له علاقة ب"قاضي القضاة" كما يسمي "نائب الوكيل"، وحتى انتحال الشخصيات يتم في مثل هذه المواقف حيث تقول الفرنسية أنها تنتظر دخول "قاضي القضاة" الذي سيعطيها ترخيصا لزيارة خطيبها بالسجن ؟ يخرج "هشام" من المحكمة يعد أن اتصلت به أخت خطيب الفرنسية ليلتقي مع "قاضي القضاة" بباب المحكمة بالضبط لكن نظرا لطاريء جديد، يمر الشاب "هشام" دون أن ينبس ببنت شفة، تستغرب الفرنسية هذا الموقف غير المنتظر ولم تستطع منع دموعها المنهمرة خجلا من هذا الموقف، "قاضي القضاة" رغم أنه وقف أمامها يتحدث مع أحد الأشخاص بباب المحكمة لم يلتفت إليها وهو يعرف أنها تنتظره والشاب كذلك قد مر متجاهلا إلياها، غريب أمر هؤلاء الذين يستغلون نفوذهم بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت ويتلاعبون بمصير الناس ؟

إلتحقت الفرنسية بالشاب "هشام" ودموعها تنهمر، خاطبته أخت خطيبها لماذا تركتنا هكذا ومررت أمامنا دون الحديث ؟ ورد قائلا : أتركوني، لقد ذهبت إلى المصبنة بسرعة (أياما قليلة قبل عيد الأضحى) وجئت الآن ولم أتناول حتى الفطور، هيا إلى مقهى"التينيس" أين هي أحتك تلك (...)، يجلسون بالمقهى لحظة وتأتيه مكالمة هاتفية وبعد رجوعه قال لهما : إذهبا الآن إلى السجن وقولا للحارس أنكما من طرف "و"/قاضي القضاة ليسمح لكم بالدخول.

لم تستسغ الفرنسية هذا الموقف، لتطرح الكثير من الساؤلات حول العديد من المواقف التي لم تفهمها إلا بعد دخولها في علاقة مع مجموعة من المناضلين الذين اتصلت بهم المنظمة الفرنسية التي استغاثت بها الفرنسية، لم تعرف أن ما يقوم به "قاضي القضاة" إنما هو خرق للقانون واستغلال للنفوذ من أجل "الرشوة والجنس" ؟ إلا بعد منعها من الدخول إلى السجن إلى حين عقد زواجها بخطيبها، ليطرح أمامها استكمال ترتيبات الزواج التي تتطلب إجراء فحص طبي لخطيبها القابع بالسجن الفلاحي بتارودانت، وهناك تبدأ قصة أخرى مع مؤسسة أخرى معروفة بتزوير "الشواهد الطبية" التي يتم استعمالها في ملفات الضرب والجرح حتى تكون قيمة "الرشوة" مهمة في هذه الملفات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن