الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندمائيات 2

محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)

2013 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يصر شخص على وضعك في خانة الاعداء لا لشيء سوى عدائه لانتماء من انتماءاتك، فلن ينفعك تنصلك من ذلك الانتماء في اخراجك منها، ولتبشر بذهاب كل محاولاتك لخطب وده ادراج الرياح، بل اكثر من ذلك، لان محاولاتك تلك تضييع للوقت ولفرصك في النجاة من خنجره الذي يقترب من رقبتك اكثر كلما مر وقت اكثر. ان عدوك لايميز بينك وبين انتمائك، فالعداوات لاتعرف التفكيك بين الفرد وانتمائه مطلقا. وما دام الآخر قد اتخذك عدوا له، فليس امامك من سبيل غير اتخاذه عدوا لك، وخير ما يمكنك فعله عندئذ هو التمسك بانتمائك اكثر من أي وقت مضى، إذ لا شيء قادر على درء خطره عنك سوى التمترس برهطك المنتمين لما انتميت له.
وعندما تنهال عليك الكلمات لاغرائك في التنازل عن دروعك والخروج من حصنك فاحذر اجابتها، لان بونا شاسعا بين عالم الكلمات الافتراضي وعالمك الواقعي، فالاول يملا لك السلة بما يخيل اليك انه العنب الباحث عن زجاج نبيذك، في الوقت الذي يملؤها الثاني سهاما تبحث عن قلبك. صُمَّ اذنيك عن هذرها وحذار من الوقوع فريسة لغواية من غواياتها، فإن لم تفعل فانتظر منيتك عند كل خفقة نعل حولك، وساعتها كن على يقين بانك لن تجد بين ركامها الهازئ من نزيف نحرك كلمة اعتذار واحدة.
وعندما يهاجم عدوك هويتك فليس امامك سوى التمسك بها وزيادة الحرص عليها، ولا يخدعنك تماوته ودموع نفاقه وتمظهره عند هجومه بمظهر الناقد المصلح والمعالج الناصح، فما هجومه الا تكيتك يراد له ان ينتهي برؤيتك انت واهلك مجزرين، خذ من اهلك واعطهم، وشاورهم واشر عليهم، تصلوا بذلك الى علاج اخطائكم وتعزيز صوابكم، فكل اهل بيت ادرى، قبل غيرهم، بما يضرهم وما ينفعهم. فاغلق امام هجومه كل باب، وخذ بنظر الاعتبار ان عداوته لك ولاهلك تبيح له كل الوسائل للنيل منك ومنهم، وهو بالنهاية لايريدكم، ولكن يريد دماءكم.
وعندما تضع يدك على مواطن الخلل في هوية مجتمعك فلا تسمح لامتعاضك ان يسحب الخلل على كامل الهوية لان ذلك سيؤدي بك الى رفضها وبناء جدار بينك وبينها ، ما يعني انفصالك عن مجتمعك، فالمجتمع لاينفصل عن هويته، لانها محوره التي إن غابت تفرق اجتماعه وصار افرادا تائهين ليس لهم جامع. اعلن عن رفضك لاي خلل في هويتك بشرط تزامنه مع اعلانك عن التزامك بها وبقائك داخل اطارها، واعمل على التصحيح متساوقا مع حرصك على ابداء اعتزازك بانتمائك. واشتغل بترميم وحدة المنتمين لهويتك وتماسك نسيجهم اكثر من اشتغالك بنقد سلبياتهم، واعلم ان خناجر أعداء اهلك لك ولهم بالمرصاد، تنتظر انفراط جمعكم لتنهال عليكم جميعا لا تفرق بينك وبينهم، فما انتم في حساباتها سوى مشاريع قتل مؤجلة.
وعندما يتمكن منك عدو لئيم فحذار من التوسل اليه ليبقي على حياتك، لانه لن يتنازل عن لذة قتلك، وما توسلك اليه سوى لذة أخرى تهديها له مجانا لتشبع من خلالها لؤمه وشوقه لاذلالك، اهتم بالعمل على تنغيص التذاذه بقتلك حتى وانت في متناول خنجره، وليكن ايذاؤك اياه بأي شكل وعلى أي حال تكونه آخر اهدافك، لانه في النهاية عدوك، وهو لامحالة قاتلك. وان يقتلك وهو في قمة غيضه وحنقه عليك افضل الف مرة لك من ان يقتلك وهو في نشوة رقصه على شخب اوداجك، فليكن تنغيصك عليه لذته آخر انتصاراتك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -وول ستريت جورنال-: حظر تطبيق -تيك توك- يمكن أن يضر بمصلحة ا


.. شركة “أوبن إيه آي” تعلن عن تحديث جديد من“تشات جي بي تي”| #غر




.. حزب الله: نفذنا 7 هجمات ضد أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجن


.. كلية بريطانية تتخذ موقفا من حرب إسرائيل على غزة.. هل تؤتي ال




.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل