الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيلسون مانديلا استسلم للقدر لكن اسمه لن يمحى من صفحات التاريخ

زرواطي اليمين

2013 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


رحيل الأب الحنون للقارة السمراء وعميد صناع السلام في القرن العشرين
نيلسون مانديلا استسلم للقدر لكنه اسمه لن يمحى من صفحات التاريخ
دقت ساعة الصفر أخيرا يا مانديلا وآن لك أن ترضخ للموت وتفارق العالم الذي عرفته بلا رحمة فقابلته بكل رحمة ومودة، لقد أكدت في حياتك أن الزعامة ليست لا منصبا، لا شعارا، ولا ورقة انتخاب يلعبها أشباه الزعماء والقادة المزيفين الذين يصنعهم الإعلام وتناسهم الذاكرة الإنسانية الجماعية بعد موتهم، أظن أن على الرؤساء (ممن يصفهم الإعلام الرسمي في البلدان التي سرقوها وحولوا شعوبها إلى مجرد عبيد) أن يشعروا بالخجل والعار أمامك، أمام عظم ذكراك وقوة تضحياتك وصدق مشاعرك يا أب الأفريقيين، يا عميد صانعي السلام في العالم في القرن العشرين.
انضم مانديلا إذا إلى ذاكرتنا الجماعية تماما كما عظماء صانعي السلام في تاريخ البشرية، وتحديدا إلى ذاكرة العظماء في القرن العشرين، من أمثال الزعيم الروحي للهند مهاتما غاندي، فمانديلا وغاندي هما كروح وجسد لشخص واحد وهب حياته وشبابه لخدمة هدف ماتا دونه، لقد حولا تلك الذات إلى رموز وكلمات خالدة مجدتها قوة التضحيات وحقيقة المعاناة التي عايشاها في عمق رسالة واحدة أبدية لن تفنى ما حيت البشرية "السلام"
95 سنة هي حياة أيقونة الحب والوفاء والصلح والجمال في أبهى صورها، ذك أنت يا مانديلا، لم تصنعك وسائل الإعلام، لم تخترعك مقالات صحفيي "المدح" وكتاب الدواوين الملكية والرئاسية، لم تغرس حبك في قلوب الملايير من البشر وليس فقط الملايين من مواطنيك الفقراء المضطهدين، لا الدعاية ولا مرتزقة القلم، إنه أنت، شخصية كاريزمية تفرض وجودها في القلوب وتتسلل في الأرواح، قدّمت ما كان بالإمكان، وحين لم يكن هذا الواجب كافيا لإرضاء شغفك لخدمة الناس، لحماية الآخر، لرفع الظلم ورحمة المظلومين، ضحيت جسدك وروحك وشبابك وقدمت الواجب الإنساني والرسالة السماوية الداعية للسلام والحب والخير لجميع البشر دونما تمييز ولا تفرقة، على كل المناصب والمغريات الرخيصة.
لست الرئيس الأسود لشعب أسود، أنت زعيم شعبك وقارتك، لقد أكدت بطيبتك وخلقك وسياستك الواضحة التي لم يكتنفها النفاق المعهود لدى أغلب السياسيين، أنك لا تمثل عرقا أسودا بل تمثل إنسانا نال الشرف والاحترام لشعبه وأمته عن جدارة واستحقاق. ولعل أعظم من ذلك كله، ما فعلته يا رائع بعد انتصارك وخروجك من السجن مرفوع الهامة إلى سماء الحياة التي فارقتها في غياهب السجن 27 عاما، حين أبيت إلا السماح والمصالحة مع تلك الحيوانات البشرية التي جعلت من اللون الأبيض ميزة وعنوانا لسياسة عنصرية يندى لها الجبين البشري إلى الأبد.
قيل اليوم ما قيل فيك يا مانديلا، ولعل أكثر ما شدني هو تعبير الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا جاكوب زوما في رحيلك "فاضت روحه إلى بارئها بسلام في منزله" لا بل أقول أن روحك فاضت على قلوبنا وأغرقتها في حزن أبدي دائم على فقدانك، دعوات البشرية اليوم على اختلاف أعراقها وأديانها اليوم كلها لك بالرحمة فقد صنعت بالرحمة والعفو سياسة غير كل السياسات.
لمن لا يعرف مانديلا فقد صنع بالسياسة فنه الخاص المتألق المختلط بأفريقيته الأصيلة وإنسانيته، فإلى جانب ميله الدائم إلى السلام والمصالحة مع ألذ أعداءه وأعداء شعبه، فقد تنازل طوعا عن الزعامة والسلطة سنة 1999 وهو طبعا رحيل نادر لزعيم أفريقي عن السلطة، خصوصا ونحن نرى اليوم المذابح والمجازر ترتكب في حق شعوب رفضت الدكتاتورية، طالبت برحيل الأنظمة الشمولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس