الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مانديلا الباسق...ينحني ليقطف الأرض،،،

فتحي المسكيني

2013 / 12 / 6
الادب والفن



1
حين خرج الله إلى المرعى
ترك الأنبياء يلعبون بالعالم
وعيونهم اليافعة تحرس آخر الموتى
في القرية
الوحيدة
على حافة القلب...
إنّ مانديلا
لم يمت وحده،
بل أخذ معه كلّ المنتمين إليه
كباقة من الأحرار
في فم الأبدية
يا لهذا
الأبد الصغير
ما أثقل العمر على ظهره
وما أقلّ دموعه !
...
2
يا لهذه الشجرة من المرح الاستثنائي
والغضب الصامت
كحمم من الياسمين
تحت بسمات صعبة
وأرواح كثيرة...
تطرق كلّ قلب
ولا تدخل
خجلا
من محبة بلا موعد
..رحل دون أن يفاجئ أحدا
بصبره علينا
فهل مات حسرة
على عالم لم يعد له أيُّ غد مناسب لأوجاعه ؟
....
3
ومن وراء صوته
المزمجر في لحاف من ورق التوت
تحت أهداب وقت لم يعد يتّسع للعظماء
كان يرنو إلى الناس
ويرفع يداً من الضحك
ويخفي
بالأخرى
كلّ دموعه عنّا...
ترك لكلّ طفل قصّة
من صلصال الآلهة النائمة
وخرج للصيد
ما وراء العرش..
أيّتها السماء
لم يعد تحتك من تخجلين من أوجاعه
ولا يطلب أيّ جنّة
في مقابل الروح الوحيدة
المتبقية
من بكاء الأصنام...
إنّ مانديلا
رسالة العصافير التي تحمل أعشاشها
معها
كي لا تموت بلا قبر..
إنّ البحر قد أوصى أمواجه بالتمهّل
قبل الإبحار إلى قلبه
فثمّة موعد لصنع المساء على حين غرّة
في أيّ قلب
تمهّلي أيّتها الريح
ولا ترقصي خارج الصباح الأخير
قبل عودة الله
من المنفى
.....
4
مانديلا
يراجع الموت..
كي لا يخجل السواد مرة أخرى
من لونه
يا..
لهذا السواد الرائع
الذي تستحي منه كل الألوان
وتعتذر
لسكوت الليل
في عينيه
وبين أصابعه
التي علّمت القدر
كيف يؤرّخ لظلّه من جديد:
أنّ الموتى هم لحاف الوقت
في شتاء الروح
أنّ الموتى ليسوا أقلّ مرحا
من الأحياء
عند عتبة الله
أنّ الموتى لا يتراجعون عن أيّ شيء
كجبل من الحليب
تظلّ تتسلّقه قطط الوقت
وفي كل قطعة منه
جحيمٌ صغيرٌ..
حيث يعتذر إلهٌ عن مواصلة الطريق
مع البشر...
لكنّ القيامة لا تختار أحدا
بلا سبب
امرحوا إذن ..مع الواقفين
خارج الوقت
أيّها المتأخّرون عن رقصتهم الأخيرة
إنّ مانديلا
قد سبقنا
إلى البيت...
ولابدّ أنّ الطريق إلى هناك
قد أغراه
بالعودة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم


.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في




.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش