الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناشطة بيبسي

محمد رفعت الدومي

2013 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يجدُ إعلان بيبسي المثير ، والقائم علي التأثير الناجم عن مقاربات غير متوقعة ، ما يقابله في حملات إعلانية لشركات منافسة ، وفي الموسيقي ، وفي الرياضة ، وفي تلميحات الكبار ، وفي انضمام تونس مؤخراً ، وغابة من الخطوط الحادة تحت حروف تونس ، وتونس علي وجه الخصوص ، للمحكمة الجنائية الدولية ، بل يجد ما يقابله في كل مكان ، وكون القائمين بحراسة جذور الإخلاص لأفكار رديئة قد انزلقت في شرخ الأطلال لا يرونه ، فهذا لا يمنع أنه موجود ، وموجود بإسراف !!

وأن يقوم الآخرُ ، الذي يولد في الألفة ، وخوابي الحبِّ المشتركة ، وفي إحساس صادق بالقافية التي تندرج تحتها عذاباتنا ، حتي وإن سلَّمنا بغموض مقاصده ، بتذويب وتهدئة مخاوفنا ، وبارتكاب ضوء صريح هكذا ، وجارح هكذا ، ومحرِّض علي استعادة سيطرة الإيقاع علي الطريق الذي رمَّمته ثورة يناير، لهو من مغويات السكينة ، وبتصرفات عصبية !!

بالإضافة إلي أن هذا التحريض علي مطاردة الحرية ليس جديداً ، ولا يستحق أن يظهر المنتهبون له بمظهر الفاتحين ، فلقد واكبت الكثير من الحملات الإعلانية الثورة ، وكلَّ موجاتها ، بل وساهمت بنصيب ممتاز في التمهيد لها ، ولثقتي التامة في انخفاض ذاكرة المصريين أمام الاحتفاظ بكل ما هو جوهريٌّ ، وقبضها المدهش علي التفاهات ، لا أعتقد أن المصريين قد نسوا بعدُ الكثير من الإعلانات المتزامنة مع الكثير من الأحداث الساخنة ، أو الناجمة عنها علي وجه الدقة ، التي تزدحم بالرموز مثل : "استرجل" ، "عبَّر مين قدك" ، "خليك قدها" ، "إكبر وسيطر" ..

كما لا أعتقد أنهم نسوا ذلك الاعلان الشهير عن إحدي ماركات أجهزة التكييف ، والسابق للثورة ، ومحصل النور الذي يردد في دهشة ، وحسرة : "لسه مسافرين" ..

من الثابت أن لكلَّ الشركات العابرة للقارات علاقات قوية الأوصال ، وضرورية ، بأجهزة المخابرات إلي حدٍّ يظن معه أنَّ السياسة ساحتها لا الإقتصاد ، وإن كانت المسافة بينهما وهمية ..

ومن الثابت أيضاً أن "بيبسي" وأنَّ "كوكاكولا" ، هما المزرعتين الخلفيتين لكلِّ برامج ما يسمي بتليفزيون الواقع ، التي غيرت الكثير من المفاهيم الموروثة ، وساهمت في انخراط الكثيرين من المتوقفين حيث توقف الوقت وتجاوز الأساليب ، في العالم الذي ليس به موطأٌ لمقدس سوي الإنسان ، وأفقدت الكهنة أعنة السيطرة علي القطيع برهافة بالغة، يلزمنا لندرك كيف حدث هذا أن نسمح أن ينتابنا لبعض الوقت إحساس مراهقة تعيش في صحراء "مملكة آل سعود" المظلمة مثلاً ، وهي تشاهد مراهقة في مثل سنها ، تقبل صديقها أو تسأله حضناً أمام الكاميرا ، فضلاً عن كونها تنام علي بعد سلة أمتار من ذكور غرباء ، وبوابات الظنون المواربة !!

لكن الجديد في "اعلان بيبسي" هذه المرة هو تلك الجرأة التي لا تقيم وزناً للعواقب ، والتي يبدو معها اعتبار الشركة لما يمكن أن ينجم عنه من خسائر لا يأخذ مكانه بين حساباتها !!

كأن "بيبسي" التي كالشيخ "صفوت حجازي" ، تحرض فقط ، قد تعبت هي الأخري من دوران الثورة في الفشل ، وقررت أن تخوض معركتها الأخيرة التي حددت تاريخها بوضوح أكثر مما ينبغي ، وبدقة فادحة !!

و .. كأنَّنا لسنا وحدنا ، كما يصوِّرُ للجلاَّد غبائه ، وكأنَّ الغرب عازمٌ علي مواكبة مصر في ممرها نحو الديمقراطية ، وكأنَّ للديمقراطية غربٌ يحميها !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة